أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأحد .. ارتفاع آخر على الحرارة ‏حملة «ابتزاز» غير مسبوقة تستهدف بلدنا القرارات الجديدة لوزارة الاستثمار .. هل تُعيد الثقة للاستثمار في الأردن بدران: سقف طموحات الأردنيين مرتفع والدولة تسعى إلى التجاوب معها بالفيديو .. تحذير هام من الصحفي غازي المريات للشباب توق: إصلاح التعليم بالأردن مكلف جداً إدارة السير للأردنيين: هذا سبب وقوع هذه الحوادث طاقم تحكيم مصري لإدارة قمة الفيصلي والحسين 64 شهيدا ومئات المصابين بغزة السبت مديريات التربية في الوزارة الجديدة ستنخفض من 42 إلى 12 وزارة المالية تنفي ما تم تداوله على لِسان وزيرها محمد العسعس جثث شهداء في شوارع جباليا .. وارتفاع حصيلة ضحايا العدوان على غزة غانتس يمهل نتنياهو (20) يوما أو الاستقالة: بن غفير يهاجمه ولبيد يطالبه بعدم الانتظار إجراءات جديدة حول الفحص النظري والعملي لرخصة القيادة “حمل السلاح ليلحق برفيقه” .. مقطع متداول يظهر شجاعة المقاومة في جباليا (شاهد) أزمة حادة في الغذاء والدواء يعيشها النازحون بالقضارف السودانية مقابل تصعيد الاحتلال في عمق لبنان .. حزب الله يكرس معادلة جديدة لمواجهته الذكرى التاسعة لرحيل اللواء الركن فهد جرادات مكتب غانتس يهاجم نتنياهو بدء فرش الخلطة الاسفلتية للطريق الصحراوي من القويرة باتجاه العقبة
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام المعلمون .. كيف تبدو قضيتهم ؟ .. تعليقات وردود

المعلمون .. كيف تبدو قضيتهم ؟ .. تعليقات وردود

07-02-2012 11:32 PM

أستغرب عندما أقرأ خبرا ما على بعض المواقع الالكترونية ما يكتبه بعض القراء ردا على ما قرأ ، وألتمس عذرا له :أنه يكتب ساخرا .لكن المصيبة إن كان قاصدا لما كتب !! بذا يصدق علينا قول القائلين: بأننا أمة لا تقرأ وإذا قرأت لا تفهم !

أحيانا يختلف الاثنان في رأي ما لغموض موضع الخلاف فيه عن كليهما ، أو لاختلاف زاوية نظر كل منهما لموضع الخلاف فيه ، وهذا النوع من الاختلافات مقبول ومنطقي ؛لأن كلا الطرفين جاد في حكمه ومستقصي الجهد فيه ، وإذا ما اتضح موضع الخلاف لكليهما أو اتَّحدت زاوية النظر ، اتفقا وذابت خلافاتهما .

سأورد هنا بعضا من التعليقات على خبر قرأته ؛ لنرى كيف يُصْدِر هؤلاء المعلقون أحكامهم التي تكاد تكون في معظمها اعتباطية وجزافية ، تفتقر لأي رؤية منطقية وتفكير حليم في ربط السبب بالنتيجة .

الموضوع الذي قرأته هو حديثُ الساعةِ وأرَقُها ،وهمُّ المواطنين وقلقُهم: إنه اعتصام المعلمين ! كيف يفهمه من قرأه؟ أو كيف تضيق بصيرته عن إدراك حيثياته و ملابساته ؟

نُشِرَ على أحد المواقع الالكترونية خبرٌ مفاده :إن المعلمين يعتصمون عن التدريس، ويصرون على تحقيق مطلبهم المتعلق بصرف كامل المكرمة الملكية التي قد تنعش رواتبهم.

بعد هذا الخبر ينهال سيل من تعليقات القراء بعضها يلطم بعضا ،وكما يقولون " شي تفهم وشي ما تفهم " ، وغالبيتها للأسف ! تنكيل بسمعة المعلمين ،واتهام لهم وازدراء وتهكم .

بدءا أود أن أشير إلى أن ما يطلبه المعلمون هو " مكرمة ملكية "، والذي نعرفه أن المكارم الملكية إرادات وأوامر ،والأوامر الملكية تُنَفَّذ بحرفيتها ،ولا يملك أحد ممن هم دون الملك حق التأويل لها ،أو التحايل عليها.

ثم إن المعلمين تمسَّكوا بالقشة التي بقيت لرواتبهم بعد هيكلتها . والذي يجهله الكثيرون أن الهيكلة إنما وُضِعت لأنصاف ذوي الدخول المتدنية وأولهم طبقة المعلمين،ووُعدوا هذا من لدن حكومة الرفاعي غير المأسوف على رحيلها ، ومرورا بحكومة البخيت غير المحمودة سيرتها ، وانتهاء بحكومة الخصاونة غير المتفاءل بقدومها ؛ إذ وُعِدوا أن مشروع الهيكلة سيضمن لهم عيشا كريما ،ويحقق لهم عدالة ملموسة ،ويفرض لهم شيئا من الاحترام الاجتماعي ؛ نتيجة لما سَيُمَيَّزُونَ به ، وأوهمت الحكومات الناس بأن هناك تحولا معيشيا ستشهده الطبقات التي هي أشبه بعبيد مصانع أوروبا المظلمة...، ثم المفاجأة :إن الهيكلة وُولدت ميتة شكلا ومضمونا ، التفَّ واضعوها كلَّ الالتفاف على طموحات الضعفاء فقتلوها ، وأبقوهم في ذهول ! بل إنهم عادوا بهم إلى بدء ، مرسخين الاعتقاد الذي أصبح جزءا من ثقافة الكادح الأردني فيما يتعلق بمستقبل الإصلاح : ليس من أتى بأصلح ممن رحل .

تصريحات وزير الهيكلة الأول للعامة كانت مهيكلة تماما ، بصورة تتناسب مع مستوى التضليل الذي تحتاجه الحكومة للخروج من أضخم عثرة في مسيرتها ، وهي للعلم أجبرت عليها إجبارا ولم تكن تريدها .

الذي يسمع مثل هذه التصريحات من موظفي هذه الطبقات ،لولا أن "كشف راتبه" بين يديه لظن أنه يرى فيما يرى النائم ما يستعصي على التأويل .... يسمع شيئا ويرى شيئا يناقضه! وباختصار شديد فإن النظام السابق المتبع والمعمول به لرواتب الموظفين ممن أُرِيْدَ لهم الانتعاش ،كان أجدى لهم وأنفع من مشروع الهيكلة الذي سمعنا جعجعته ولم نر طحنه ...

دعك من تطويلات "الهرج" الحاصل .... المهم ..:أن ما يُقرأ من تعليقات على الخبر آنف الذكر يُنبئك بأننا فعلا لا نقرأ ورقا ، ونجهل - وأكاد أجزم أننا وبالكلية (وانا معكم ) - حقيقة الواقع الذي نعيش ، وسأثبت ذلك من خلال نقل تعليقات القرَّاء بعد قراءتهم للخبر المذكور،وللأمانة سأنقل التعليقات كما هي :" قص و لصق "، معتذرا عما فيها من أخطاء وعثرات .

يقول أحدهم :
" الحل موجود عند الحكومه بالحاق اكبر عدد من المعلمين المتقاعدين وهم كثر بدل هؤلاء الذين يتكالبون وراء الاضرابات تبا لهولاء قال مربين اجيال ".

لا أظن أن الاعتصامات هي غاية المعلمين ، بل الذي أراه أنهم فئة تشعر بالظلم وتطلب شيئا من حقوقها ، والذي لم يلتفت إليه المعلق هو:أن الذي أوصلهم لهذه الحال هي الحكومة أو الحكومات ؛لأنهم طالبوا بالنقابة وبتحسين أوضاعهم وفق ما أعلم منذ عام :1994م،ولم يلتفت إليهم مسؤول ، ولم تُعِرْهم حكومة أدنى انتباه !ولكنها اليوم منحتهم النقابة ،وبدأت تعترف لهم بصعوبة وسوء أوضاعهم ،عندما اعتصموا أو لوحوا بالاعتصام !إذن الرسالة واضحة : حكوماتنا لا تسمع إلا مِن ْصاحب الصوت الأعلى ، ولا تستجيب إلا لمن يلوح بعصاه.

ثم إنني استحي لأخي المعلق الذي يبصق على المعلمين الذين لهم الفضل بعد الله عليه أن علموه كيف يكتب ليعلِّق !!!

فكم علمته نظم القوافي ولما قال قافية هجاني....!
ويقول آخر :"التعليم في مدارس وزارة التربية فاشل وايضا في بعض المدارس الخاصة الرخيصة وناجح في المدرس التي تطبق مناهج اجنبية وقليل من المدارس الخاصة العريقة".

وأقول : لماذا ؟ لقد أجاب المعلق عندما قال " رخيصة "؛ لأن الأساس هو الوضع المادي، وهذا شيء منطقي وملموس ، فإن المعلم عندما يكون راتبه مقنعا ومغريا ، فإنه سيحرص على مهنته لئلا يُنْبَذ منها ويخسرها ، لذا سيكون أشد حرصا على القيام بواجباته وبكل إخلاص ، وما يأخذه من دخل يغنيه عن البحث عن مداخل أخرى لتعزيزه ، فيكون هذا على حساب عمله في الأصل .

ويقول ثالث :"يا اخي اقل استاذ بفوت عليه دخل شهري فوق الالف دينار الطمع شهري ( دروس خصوصيه / سيارات عمومي / راتب تربيه / تجار اراضي / شقق مؤجره ) اكمل ولا بلاش اتقو الله يامعلمين بكفي عيب ".

لا أدري عن كم معلم بهذه الصورة يتحدث المعلِّق ؟ وأجزم أنه لا يعلم أن عدد معلمي المملكة العاملين يقارب المائة ألف معلم، وأن الصورة التي يتكلم عنها هي صورة "محسوده"فقط ! كما أن السواد الأعظم من المعلمين لا يملك عقارا ،ولم يعطِ درسا خصوصيا واحدا في مسيرته التعليمية .
ويقول رابع : "والله لازم هالحكومة تعمل حركة جريئة وتقلب المدارس الى مدارس ثقافة عسكرية اكيد راح يرتفع مستوى التعليم وثاني شئ بتفرغو الاساتذه المحترمين الى العمل على البكبات وتكاسي الخصوصي يا اخي بس ضهرت هالاشكال حتى التعليم تدنى لمستوى غير مسبوق يا اخي الوحيد الي بستاهل الزيادة عامل الوطن الي بنظف دائما بدون اي اعتراض منه وادنى رواتب رواتبهم استاذ المدرسة بداوم بمعدل 6 ساعات يومي بالاضافة الى ان مجموع العطل تتعدى 5 اشهر سنويا اعطوهم 1000 دينار عن كل شهر بداوموه بس خليهم يرتاحو والله بدهم يخربو البلد مو يعمروها "

لا أدري إن كانت المدارس العسكرية تحصد الدرجات العليا في تحصيل الطلبة عموما من بين مدارس المملكة ! وأجزم أن المعلق لا يعلم شيئا عن قوانين التربية الناسخة للقوانين التي فَطَمَ نفسه عليها !إن المسؤول الحقيقي عن تدني مستوى التحصيل العلمي لدى الطلبة هي المناهج والسياسات التربوية ، وأخص من بينها قانون النجاح والرسوب المعمول به في مدارسنا ؛إذ إن هناك نسبة لا يجوز تخطِّيها في عدد الراسبين ، مهما بلغ تعدادهم و مهما تدنت مستوياتهم ،فلا تتجاوز ال10% في أي حال ،إذ يُؤْخذ الرسوب من أدنى المعدلات ، وما زاد عن النسبة المقررة فإن القانون المعمول به اليوم ، يفرض على المعلم رفع علامات متجاوزي النسبة حتى يوصلهم لمستوى النجاح . كما أنه لا يجوز أن يَرْسُبَ الطالبُ في صف واحد مرتين ، ليحصل الراسب على ما يسمى بالنجاح التلقائي . إضافة إلى أن"المعلق - حفظه الله- فهم فهما منكوسا ؛إذ لم يربط بين ما يطلبه المعلمون وبين ما ينتقدُهم به ، فلم يَقُم بمنطق العقل الحكيم فيسأل نفسه :هل يعمل استاذ الجامعة مثلا سائق "بكم"؟ لماذا ؟ ولو كان المعلم يحظى بتلك المميزات والحوافز التي للأستاذ الجامعي ولا أقول الدكتور ،هل ستراه في مواضع انتقاداتك هذه ؟ إذن ؛وصل المعلم لتلك الحالة التي وصفت لسوء أوضاعه المعيشية ... فلا عجب أن تراه في ورشة وفي " نص الجبلة ".

ثم يتكلم عن العطل ويحسبها كما لو أنه هو من يتحمل تكاليفهم فيها ، فليسأل أولئك الذين تقاعدوا من خدمة التعليم : ماذا استفاد من إجازاته ؟ ما هي الشركة أو الجهة التي تقبل بتشغيله لمدد وجيزة ومتقطعة ؟ وهل جميع المعلمين لديهم الإمكانيات لإقامة مشاريع خاصة بهم حتى نقول أنهم يستثمرون إجازاتهم فيها ...؟

هذه صور من بعض تعليقات القراء على موضوع ذي بال ،يلفت الانتباه في مختلف المواقع الإخبارية اليوم ، وكلما استطلعت مزيدا من تعليقات القراء ،انتابك المزيد من الإحباط وخيبة الأمل في أننا لا نوفَّق للحقيقة بخالص ملكتنا وفِطَرِنا ، فنرى الأشياء معكوسة ونقرأها قراءة منكوسة ، فتعود فوائد قراءاتنا وفهمنا لها على خصومنا ، لتصدق علينا مقولتهم : هذه أمة لا تقرأ وإذا قرأت لا تفهم .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع