زاد الاردن الاخباري -
قال المراقب العام الاسبق لجماعة الاخوان المسلمين سالم الفلاحات ان بعض الفئات ما زلت تظن أن ترهيب المواطن هو الحل لإيقاف الحراك المطالب بالاصلاح.
واضاف خلال مشاركته في ندوة حصاد الحراك الشبابي والشعبي الأردني بعد عام من انطلاقه التي عقدت في مجمع النقابات بالكرك مساء امس ان الشعب الأردني في 2011 رتّب اوراقه وتجاوز خلافاته وحدد انحيازه للمشروع الإصلاحي, والمطالبة بحقه ان يكون هو مصدر السلطات.
وتابع الفلاحات خلال الندوة التي شهدت حضورا لافتا من حزبيين ونقابيين وشخصيات وطنية وشعبية اضافة الى ابناء الحراك وجمع غفير من الشرائح كافة, لا يجوز للسلطة البقاء بيد مجموعة متسلطة, مشيرا لمحاولات تتبعها اجهزة الدولة لايقاف الحراك والالتفاف عليه وافراغه من مضمونه ومحتواه.
وقال ان أجهزة الدولة حائرة في طريقة تعاملها مع الشعب الذي شق طريقه للإصلاح وتحاول عرقلته والتشويش عليه ولكن زيادة الوعي بين شرائح والفئات المجتمعية حال دون إيقاف الحراك.
واشار الفلاحات ان العشائر وجميع الفئات طالبت بالإصلاح الشامل الذي فيه خير وكرامة للمواطن بينما تسعى الدولة الى عزل الحركة الإصلاحي من خلال أحداث سلحوب والمفرق والمزار لكنه كان سلاحاً فاشلاً وبائساً ويدل على ضعف الدولة وخوفها من الإصلاحات.
وقسم الفلاحات المجتمع الاردني لثلاث شرائح: أولها شريحة وطنيةأردنية (عشائر ونقابات, وشخصيات وأحزاب) وتعتبر أن الإصلاح ضرورة حتمية وليس موضة, وهي ناجمة عن قناعة ذاتية وانطلقت ولن تتوقف . اما الشريحة الثانية فتتمثل في قوى الشد العكسي, واصفا اياها بالقوى الفاسدة التي تركب الموجة وتستخدم كل أصحاب المصالح وتقوم بالإيهام أن الحالة مخيفة عبر حديثها عن التوطين والفتنة وهيمنة الحزب الواحد.
واشار الى ان شريحة من الناس سمعت لهذه الشريحة لكنها اكتشفت زيفها. اما الشريحة الثالثة فتتمثل في قوى شد إقليمية وعالمية لا تمانع في التغيير لكن على شرك ان تبقى سلة الغذاء والمحروقات بيدها, بينما القوى العربية لا تريد التغيير خوفا من امتداد الأمر إليها وخوفها منه.
انتقد مشاركون في الندوة تعرض دعاة الاصلاح في الاردن لاسلوب الترهيب لوقف حراكهم المنادي بالاصلاح, كما وقع للنائب الاسبق توجان فيصل للتهديد معتبرين ذلك مؤشراً خطيراً في المرحلة القادمة. وقد اثار هذا الخبر استياء الجمهور وطالبوا بمعرفة المتسبب محملين النظام المسؤولية.
وقالت النائب الاسبق توجان الفيصل إن الاردنيين متفقون على الإصلاح وان الشعب الأردني مصدر التغيير حيث طرح الشعب الأردني دستور 1952 وتعديله وتطويره حتى لا يسمح بتعديله من طرف واحد.
واضافت الذين أرادوا التغيير قوبلوا بمن يقولون ان الشعب الأردني متخلف, ولا يجدي معه الإصلاحات, وإن الشباب مل الوضع ويريد كسر القشرة التي تيبست.
ودعت فيصل الى تعديلات دستورية تسمح بحكومة منتخبة, مشيرة ان الإصلاح الإقتصادي يجب أن يقوم على مكافحة الفساد واجتثاثه وإعادة ما نهب ولا يمكن بناء وطن إلا من الصفر كما فعل الأجداد, منذ ثلاثين عاما, وليس فقط خلال السنوات القليلة الماضية.
وقالت إن كل ما نهب جمع بالقرش من جيب المواطن, مشيرة أن لدى الاردن مصادر كثيرة وخامات ومدخرات تحتاج للاستخراج والتطوير.
كما تحدث النائب الاسبق الدكتور رياض النوايسة عن وجود أسباب حقيقية للإصلاح. وقال هناك أشخاص في السلطة متسلطين على الشعب, وان الدولة فشلت في أن تكون صاحبة سيادة تاريخيا, وهي تابعة للغرب وإسرائيل, بينما الحكومة فشلت بالتنمية.
واستشهد بعجز بالدين العام والموازنة حتى تحولت الدولة لمتسولة على ابواب الخليج فيما فشلت في تحقيق العدالة بين المواطنين.
واشار النوايسة لمعوقات تقف في وجه الاصلاح والوضع الراهن قبل الانطلاق بالمشروع الاصلاحي النهضوي.
وقال الأحزاب والنقابات كانت حتى قبل انطلاق الحراك ليست بالمستوى المطلوب للعمل على التغيير الحقيقي وتقوم على ردات الفعل.
واوضح ان عدم وجود مشروع حقيقي جعل الأحزاب محصورة, باستثناء حزب جبهة العمل الإسلامي والباقي حالات فردية أو مصطنع.
وقال النوايسة ان الحراك الشعبي انطلق بسبب انسداد الأفق الذي اضطر الناس الى النزول الى الشارع, وان الحراك كان سببا في بعض القوانين ولو كانت هزيلة, والقضاء على الخطوط الحمراء المصطنعة, وتوعية الناس ان السلطة للشعب.