أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الضريبة: لا غرامات على الملزمين بالفوترة حال الانضمام للنظام قبل نهاية ايار لواء اسرائيلي : دخول رفح حماقة إستراتيجية المطبخ العالمي يستأنف عملياته في قطاع غزة المستقلة للانتخاب تُقر الجدول الزمني للانتخابات النيابية كتائب القسام: نصبنا كمين لقوات الاحتلال في المغراقة لأول مرة منذ 2011 .. وزير الخارجية البحريني يزور دمشق الأميرة منى تشارك بفعاليات مؤتمر الزهايمر العالمي في بولندا قوات الاحتلال تقتحم بلدة في جنين مقتل 3 جنود وإصابة 11 آخرين بانفجار عبوة ناسفة في غزة شهيد بقصف للاحتلال شمال النصيرات وانتشال جثامين 13 شهيدا في خان يونس الاحتلال يعتقل 15 مواطنا بينهم فتاة وطفلان من الضفة سامي أبو زهري: لن نقبل أي اتفاق لا يتضمن وقف العدوان على غزة بايدن يجدد لنتنياهو التزام واشنطن بأمن إسرائيل الأورومتوسطي يدعو المجتمع الدولي لدعم عمل المحكمة الجنائية الأوقاف: استخدام تأشيرات غير مخصصة للحج اجراء غير قانوني قائد الجيش الأوكراني: الوضع تدهور على الجبهة الشرقية المطبخ العالمي يعاود عمله في قطاع غزة سناتور أمريكي يشكك في تقييم واشنطن لالتزام إسرائيل بالقانون الدولي سماء الأردن على موعد مع شهب إيتا الدلويات الأحد المقبل مساعدات منتهية الصلاحية للفلسطينيين في غزة.
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة مسلسل مستنقع الفساد في الأردن - الحلقة الثانية

مسلسل مستنقع الفساد في الأردن - الحلقة الثانية

01-02-2012 05:04 PM

زاد الاردن الاخباري -

بقلم: محمد سلطان العزام* -

كنا قد ذكرنا في الحلقة الأولى بعضا من مجريات اليوم الأول من زيارة شعبي لطبيبه الشعبي وقد رأينا وإياكم أن شعبي قد جلس لوقت ليس بالقليل مع طبيبه الذي اختاره لتشخيص آلامه وأوجاعه حتى أفضى الأمر إلى منح المصاب حفنة من المسكنات التي قال الطبيب أنها ستعينه لحين اللقاء به في اليوم الذي يليه ، وفعلا كان أن جاء يومه التالي الذي سيبدأ الطبيب فيه بتشخيص أولى حالات تجرع السم التي تكبدها شعبي ،وحينها كان شعبي قد قرر البدء بالحديث عن آخر هذه الجرعات وليس أولها وذلك لقرب عهده بها ناهيك عن ضخامة سمها وعملقة حجمها وكان ما دار بينه وبين الطبيب:

شعبي مخاطبا الطبيب: السلام عليك، أسعدت صباحا
الطبيب ضاحكا: وعليك السلام، أرجو أن تكون قد أسعدت صباحا!! كيف حالك لهذا اليوم
شعبي : يبدو انه على ما هو عليه ولله الحمد
الطبيب: اخبرني من أين سنبدأ في تشخيصنا لحالات السم التي تعتريك
شعبي: أرى أن نبدأ بأخراها ، فلا زلت اذكر كامل تفاصيلها ناهيك عن ضخامة سمها وتأثيرها
الطبيب: اخبرني إذا عن جل تفاصيلها كي يصار إلى تشخيصها
شعبي متحدثا عن تفاصيلها: كنت قد دعيت في يوم من ايام عامنا المنصرم للقيام برحلة استجمام برفقة مدير المزرعة إلى منطقة البحر الميت ، وفعلا كان لنا هذا حيث انطلقنا من صبيحة يومنا ومعنا من لا يستهان به من الناس حتى وصلت جموعنا إلى تلك البقعة إذ تجمهر الناس في اخفض البقاع وأشدها حرا ، وكان حولنا جمع من مستشاري وأعوان مديرنا المصون! ممن لهم هالتهم التي لم نعتد عليها، كنت في حالة فرح وترقب ، فقد ظننت أن يومنا مليء بالمفاجآت والبشارات السارة، أمضيت جزءا من الوقت ملتفتا تارة لليمين وأخرى للشمال محاولا قراءة تعابير وجوههم وتحركاتهم ولكني لم أكن أعي لكثير من هواجسهم وأفعالهم ، فقد كانوا يتهامسون فيما بينهم في أمر قد عزموا على طرحه ولكنهم كانوا مصرين على سريته كي يبقى طيا للكتمان لكونه عارضا عن ديننا وعاداتنا الإسلامية والعربية، وبعد طول همس وتشاور جاءني مدير المزرعة هامسا في أذني : كيف حالك ، أرجو أن تكون بخير ، أود إعلامك أني قد دعوتك إلى هاهنا لنتذوق وإياك فاكهة جديدة من نوعها كنا قد استقدمنا غرسها من مزرعة تصنف ضمن مزارع العالم الأول!!
حينها رد الطبيب متلهفا: وماذا أجبته يا شعبي
شعبي : بالتأكيد ،سارعت إلى سؤاله عن هذه الفاكهة، ماهيتها،شكلها، طعمها، والاهم ما هو اسمها؟
الطبيب: وهل أجابك بشيء، اخبرني بسرعة
شعبي: قبل أن يجيبني طلب مني القبول بشرط مسبق لتناول هذه الفاكهة!
الطبيب مسرعا: وما هو هذا الشرط؟
شعبي : اخبرني انه يرغب وإياي بالجلوس (تحت الطاولة) لتذوق ما لم نتذوق من قبل!!
الطبيب مندهشا: تحت الطاولة!! ما هذا المزاح يا شعبي !؟ اخبرني بحق
شعبي: الحق ما أقول، نعم صدقني ، ففي بداية الأمر ظننت أن المدير يدير حلقة من حلقات الكاميرا الخفية! وعند إصراره على ما طلب توقعت أن الحفل يحتوي على فقرات بهلوانية أراد المدير مني أن أكون بطلا لأحداثها الفاكهية
الطبيب: لا شك أن المدير أراد مداعبتك ، أليس كذلك؟
شعبي : لا بل كان جادا فيما يقول!
الطبيب متعجبا: جادا!! لا أنا لا أصدق، إذا اخبرني ماذا صنعتم، ولماذا أراد الجلوس تحت الطاولة؟
شعبي: في الحقيقة أني استجبت لأمر المدير وجلست وإياه تحت الطاولة وحينها قال لي:
نريد أن نتناول الفاكهة وإياك تحت الطاولة لأنها من نوع غير مألوف أو مرغوب لدى العامة ونخشى من ردود أفعال قد لا تحمد إذا ما بيعت هذه الفاكهة في الأسواق المحلية!
الطبيب: وماذا صنعتم؟ هل تناولتم الفاكهة، وماهي ماهيتها ، أي اسمها وطعمها ولونها؟
شعبي : نعم أخرج المدير بضعا من هذه الفاكهة المغلفة!
الطبيب: مغلفة! لماذا التغليف، هل ستبتلعون ما كان مغلفا؟
شعبي: كان يقول أن علينا ابتلاعها دون الكشف عنها لأسباب وصفها بالاضطرارية!
الطبيب: وماذا صنعت حينها؟
شعبي: رفضت مرارا وتكرارا تناولها إلا بعد أن اطلع على حالها
الطبيب: وماذا كان رد المدير؟
شعبي: حينها أجاب المدير بكل غضب! عليك أن تبتلعها رغما عنك، وإلا فان الثمن الباهظ بانتظارك!!
الطبيب: وما هو هذا الثمن؟
شعبي: سارعت إلى سؤاله عن أي ثمن يتحدث وحينها أجابني إجابة محيرة قال فيها: إن تناولتها فهي بالمجان!! وان لن تفعل فان ثمنا غير معتاد سيستقطع من إنتاجك السنوي أو العقدي( أي عقد من الزمن!!)
الطبيب: وما هو قيمة هذا الثمن، هل سيدفع بالدينار الأردني؟
شعبي : حينها أجبته بكل بساطة، كم تساوي هذه الحبة من الفاكهة هل تعادل دينارا وأربعمائة فلس (1،400) حينها انفجر المدير بالضحك لدرجة لم يتمالك فيها أعصابه وهو يردد ساخرا:
ماذا تقول... دينار وأربعون قرشا!! ....انك مسكين حقا....أعد أعد ما قلت لي ...يا لك من شخص مضحك!! فعلا، أنت رجل شعبي!
سألته حينها، ما الذي يضحكك، ما الداعي لهذا التهكم؟ فأجابني : يبدو أنك قد نسيت كما كبيرا من الأعداد!! فسارعت إلى إجابته: كم ستصبح، أربعة عشر دينارا!!
فازداد ضحكا وسخرية وتوقف عن الضحك فجأة وقال : نتحدث عن مليارات أيه الشعبي
فأجبته مندهشا: مليارات !!...عن أي مليارات تتحدث؟ فأجاب حازما: مليارات وجمع من أراضي هذه البقعة التي نحتفل فيها!
الطبيب: وماذا صنعت حينئذ؟
شعبي: رأيت أني مرغم على تناولها فأمسكت بتلك الفاكهة عن مضض وقضمت بعضا منها ، وهنا كانت المفاجئة!!
الطبيب متلهفا: ما هي المفاجئة ، اخبرني بسرعة؟
شعبي: شعرت بطعم خبيث ومذاق سقيم ولكني وبكل أسف ابتلعت ما قضمته امام المدير فقد كان يقف مشجعا لي بقوله: انها مفيدة وصحية ، طعمها السقيم في بدايات تناولها ، ولكنك سترى جمال طعمها بعد الاعتياد عليها!!
الطبيب وها أكملت تناولها؟
شعبي: لا ، لم استطع، فقد حاولت مرارا وتكرارا ولكني وجدت نفسي مرغما على تفل ما تبقى منها
الطبيب: وما الذي جرى بعد كل ما جرى؟
شعبي: سارعت مغادرا للمكان مع شعوري بألم قد بدأ يسري في جسدي ويجري
الطبيب: والى ماذا آلت الأمور؟
شعبي: جلست في بيتي ممتعضا مما جرى متألما لما في جسدي قد سرى حتى جاءني زائر غريب الهيبة واللهجة طارقا الباب في إحدى أيام عامنا السعيد!!
الطبيب: ومن هو هذا الطارق ، وما الذي يريده؟
شعبي: حينها كانت الطامة!!
الطبيب متعجلا: الطامة!! ما هي الطامة ، اخبرني بسرعة
شعبي: تفاجأت بذلك الرجل إذ يضع بين يدي مطالبة مالية، لم استطع استيعابها أو حتى إدراك حجمها
الطبيب: وما هي هذه المطالبة، وما قيمتها؟
شعبي: يقول أنها ثمن للفاكهة التي رفضت تناولها بعد أن قام المدير بشرائها!
الطبيب: وما شأنك أنت! إذا فليتكفل المدير بما كان قد اشترى
شعبي: وجهت إليه سؤالا شبيها فأجابني بكل سهولة: أن المدير يمتلك تفويضا عاما في ممتلكان ومقدرات المزرعة ولا يسأل عما يفعل وغيره يسألون!!
الطبيب: وهل تمتلك بعضا أو كلا لهذه المطالبة؟
شعبي ساخرا: بالتأكيد أمتلك!! نعم أمتلك فتاتا من قيمة ما ذكر
الطبيب: الم تتخذ أية إجراءات قانونية بحق المدير
شعبي: بلى، توجهت إلى الجهات المختصة ،وبعد طول مماطلة وتسويف تقرر تحويل الملف إلى هيئة قضائية شعبية مكونة من(120) عضوا!!
الطبيب: وهل كان لك ما تريد؟
شعبي: اجتمعت الجهة المختصة للنظر في الموضوع، وبعد طول نقاش ومد وجزر خرجت النتائج على غير ما كنا أتوقع؟
الطبيب: ماذا توقعت ، وكيف كانت النتيجة؟
شعبي: اعتقدت أن الهيئة القضائية ستنهي نقاشها بتحويل قيمة الفاتورة الى الطرف الذي اعتقد انه السبب في جلب هذه الفاكهة السامة! ولكن ما جرى...
الطبيب: ما الذي جرى ، اجب بسرعة
شعبي: كان تصويت اللجنة لصالح المدير فقد تغيب وامتنع ستة عن التصويت فيما أدان خمسون عضوا قضائيا المدير المذكور بينما اصطف الباقون وهم أربعة وخمسون عضوا إلى جانب المدير والحجة لديهم أن أعوانه أو أحد منهم هو من يتحمل المسؤولية المباشرة عن كل ما جرى
الطبيب: والى ماذا آلت الأمور في نهاية المطاف؟
شعبي: لا زالت الأمور معلقة بين هذا وذاك وفي كل يوم نحمل وعدا ونرى مشهدا جديدا من مشاهد العدالة بحق من قد يتهم بجلب هذه السموم
الطبيب: على كل حال أظن أن تشخيصا دقيقا قد تم لأولى جرعات السم ،ولكن ارجو منك إبلاغي بما ستؤول إليه نتائج التحقيق من حقائق
شعبي : بإذن الله أرجو أن يقدر الله الحق على أيدي أهل الحق
الطبيب مسترسلا ومندهشا: يا شعبي ألا ترى أنا نسينا شيئا مهما للغاية!!؟
شعبي: ما هو حضرة الطبيب؟
الطبيب: لم تخبرني عن اسم تلك الفاكهة بعد؟
شعبي: لديك الحق، اسمها بكل بساطة فاكهة (الكازينو!!)


أعزائي: من هنا اتضحت مراسم الحلقة الثانية ن فانتظرونا غدا فيما تخبؤه لنا مفاجآت الحلقة الثالثة


توضيح بعض المصطلحات
الجلوس تحت الطاولة: سرية عقد اتفاقية الكازينو
ثمن الفاكهة البالغ دينارا وأربعمائة فلس: الشرط الجزائي المقدر بمليار واربعمائة مليون دينار
الهيئة القضائية الشعبية: مجلس النواب

* حراك الوسطية الشعبي للإصلاح





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع