أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
بحث التعاون بين الأردن والعراق في المجالات الزراعية "حجاوي اليرموك" تحتفل بمرور 40 عاما على تأسيسها بيوم علمي طلابي الحرس الثوري يبحث عن الرئيس الإيراني مسؤول أممي: منع إسرائيل للمساعدات يهدد حياة الغزيين تركيا ترسل فريقا لمساعدة إيران في البحث عن مروحية الرئيس الاردن يعرض على إيران المساعدة في حادثة طائرة الرئيس الأونروا: إسرائيل تكذب في ادعائها حريّة انتقال الغريين لمناطق آمنة الأردنية تحيل مثيري شغب بالحرم الجامعي للتحقيق الهلال الأحمر الإيراني ينفي العثور على حطام المروحية العثور على حطام مروحية الرئيس الإيراني وزير الدولة لتحديث القطاع العام: الإجازة دون راتب لن تتجاوز 12 شهرا في فترة الخدمة تحديد موقع حادث مروحية الرئيس الإيراني ماذا جرى لطائرة الرئيس الإيراني؟ .. 6 أسئلة تشرح الحدث أوكرانيا تدمر كاسحة ألغام روسية وتتبادل مع موسكو بيانات إسقاط صواريخ ومسيرات دعم أوروبي للبحث عن مروحية الرئيس الإيراني جراء المقاطعة .. شركة مطاعم دومينوز تكشف حجم خسائرها الغذاء والدواء واتحاد منتجي الأدوية يبحثان سبل تعزيز الصناعة الدوائية الوطنية الفيصلي يرصد مكافآت مالية مجزية للاعبيه في حال الفوز على الحسين اربد بريطانيا: العنف ضد المدنيين بدارفور قد يرقى لجرائم ضد الإنسانية محمد مخبر .. تعرفوا على بديل الرئيس الإيراني رئيسي
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام المرحوم احمد المطارنة لن يكون بوعزيزي الشارع...

المرحوم احمد المطارنة لن يكون بوعزيزي الشارع الأردني فالحريق وصل شعب بأكمله

12-01-2012 10:17 AM

قبل عام وشهر أحرق البوعزيزي نفسه، في سيدي بو زيد، ومنه انطلقت المظاهرات التي، أسقطت زين العابدين بني، علي،وأشعلت نيران الوطن العربي.. وفي تاريخ 10/1/2012 أحرق المواطن الأردني، احمد مطارنة نفسه، ردا على عجز قدرته على العيش بعد أن خرج من بيته ولم يترك حتى رغيف خبز واحد، لعائلته، التي يبلغ عددها12 فردا، وبعد ساعات فارق الحياة.

طبعا الانتحار ليس حلا، وهو محرم شرعا، ولكن هناك حالات يفقد الإنسان السيطرة، على نفسه، ولا يعود يدري ماذا يفعل خصوصا عندما يتعلق الأمر بجوع أطفاله، ونظرة الحسرة، على أبنائه، في هذه الأيام الباردة، فما أقساها من مشاعر وأنت تجد طفلك يرتجف بردا وأنت لا تملك ثمن الكاز، أو تشاهد جرة الغاز الفارغة وكل ما في جيبك لا يكفي، نصف ثمنها وعندما تتجه للسوق وتجد كيلو البندورة بدينار، أي اقل وجبة طعام، تحاج إلى خمسة دنانير، وتدرك أن ما تقبضه من الراتب، تهاجمه قراصنة الفواتير، وأجرة البيت.

سيقولون عن احمد المطارنة، لما أنجب ثلاثة عشر، وكيف انفق مكافأة الأمانة، وقرض السكن، فليقولوا ما يقولون، ولكن في مدننا الفقيرة من عمان الشرقية، والزرقاء ومدن الجنوب، نسال وبكل صراحة إذا كان المطارنة حرق نفسه، فكم شخص منا يحترق يوميا، تعبا وإرهاقا وإذلالا في عمله، ومن راتبه القليل، فقبل يومين حضرت اجتماعا لموظفي شركة عمال توليد الكهرباء وكان الرعب يحاصر وجوههم، وهم يتحدثون عن خوف الهيكلة، ويخشون أن يصبحوا في الشارع بين ليلة وضحاها، جراء سياسيات الخصخصة التي كان أخر ما في بال الحكومة مصير العمال.

في تلك الجلسة كان يجلس مازن المعايطة، رئيس اتحاد النقابات، فقلت له كيف قبلت بالحد الأدنى للرواتب، وهو 190 دينار وذكرته أصلا أن هناك مدارس ومصانع ومتاجر لا تلتزم به أصلا بل تدفع اقل، وكيف سيعيش مواطن أردني، بهذا الرتب، وأجرة اقل بيت في الزرقاء تتجاوز 120 دينار هل يبيت في الشارع مع أسرته، واخبرني المعايطة أن معظم رواتب الأردن بين 280 و 300. ولنتخيل وسط هذا الغلاء كيف تعيس الأسر وكم يحرم الأطفال من وجبات الطعام، والثياب، في هذه الظروف المستحيلة.

قبل عدة أيام هاتفي شخص، يقول انه يعمل حارسا في شركات الحماية بعد أن بحث عن الوظيفة، لأشهر طويلة، وقال والألم يمزق قلبه، أن الراتب 150 دينار ويتوجه من احد ضواحي الزرقاء، إلى وظيفته بعمان، وهذا يحتاج إلى 60 دينار مصروف شهري للتنقل بدون الطعام، وإذا غاب يوم يخصم عليه يومان، وهذا ما حصل حتى عند خطوبة ابنته ولا يوجد لهم أي إجازات، لم اعرف ماذا أجيبه في تلك اللحظة والكل اليوم يقول أين الدولة وقوانينها لتحمينا..

الأمر اليوم لم يعد بحاجة لبوعزيزي الأردن، فقد فشلت كل الحرائق الجسدية التي تلته، والغاز الذي اشتعل بعود ثقاب البوعزيزي، لم يعد موجود، بل تبخر عبر النوافذ، والمواطن الأردني، والعربي استيقظ من سباته، وهوي يرى أنظمته الحكومية، قد نهبت سنوات عمره ومقدرات الوطن، والأمر ليس فرصة للمعارضة، كي تستغلها، وتهدد وتتوعد، مثل احد الذين الشباب الذي شارك بعدة اعتصامات، وراح يتهمنا بأننا جبناء، لأننا لا نشارك بمسيرات الحسيني.

فالنترك كل البطولات من مولاة ومعارضة، واستعراض لخطابات ممزوجة، ولنرى إلى أين وصل حال الشعب، وليدرك الناس أن المشكلة ليست بالنظام نفسه، فقط، وبالفاسدين، بل أوسع مما نظن، فليخلع كل من ينشر المخاوف والرعب بالإصلاح ولنبحث عن مستقبل قريب، نكف به عن جشعنا والبحث عن عظمة الذات، الدولة هي من عليها أن تحمي الفقير ليس بقطاع الحكومة، بل حتى الخاص، وإيقاف عهد استعباد العامل، ولتكن اليد العاملة، مقدسة لدينا لتأخذ حقها، مهما كان العمل متواضعا، وليبدأ المجتمع بالشعور مع جاره وأقاربه، فقبل حرق المطارنة لنفسه، كانت الانتخابات التكميلة للواء عي بالكرك وهي قريته، وأنفقت مئات الآلاف، فأين كان اؤلئك المرشحون عن احمد وغيره، أين نفس أقاربه الذين اجتمعوا ليحملوا النظام مسؤولية ما حدث عن قريبهم.

نشاهد كل يوم أصحاب شركات ومصانع ومطاعم ومولات يستغلون الشباب برواتب بخسة ولا يوجد أسهل من فصلهم، نشاهد أثرياء يطاردون أسرة من بيت مؤجر لزيادة الأجر، نشاهد أثرياء لا يتعرف على فقير من أقاربه ، نشاهد ونشاهد، المشكلة ليس بالتصيد للنظام، ولا بمطالبة الحكومة بالإصلاحات، ما نريده خلال الفترة الماضية وبداية سنوات جديدة، نحارب بها الجوع والفقر فالحقد الطبقي بات قنبلة موقوتة وخطرة جدا، والغضب إن انفجر سيجرف كل ما يشهده أمامه ولن يكون النظام فقط، بل كل الأثرياء وأصحاب المصالح، انتبهوا لهذا الوطن الجميل وأخرجوا المواطن من غرفة الفقر المركزة، ويكفي ممارسة هواية الفساد والتنظير وتخبئة الملايين الحل إمامكم والنتيجة قريبة.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع