أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
رفع جلسة عمومية المحامين الأردنيين مؤقتا إطلاق نار قرب السفارة الإسرائيلية في السويد لماذا لم يلقِ الأسد كلمة في قمة البحرين؟ الدفاع المدني يدعو المواطنين لمراقبة الأطفال عند المسطحات المائية إسرائيل للعدل الدولية: ما يجري حرب وليس إبادة جماعية إصابات بغارات إسرائيلية على جنوب لبنان روسيا تعتزم زيادة صادرات الألبان إلى شمال إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. مجلس الأمن يناقش إنهاء مهمة البعثة الأممية في العراق أوستن يدعو إسرائيل لحماية المدنيين قبل أي عملية في رفح اليوم الـ 224 من العدوان .. غارات عنيفة على جباليا ومطالبات دولية بمنع هجوم رفح مواطنون يشتكون من تجاوز أسعار دجاج النتافات للسقف السعري في الأردن أونروا: 630 ألف فلسطيني أجبروا على الفرار من رفح يديعوت تكشف كلفة الحكم العسكري في غزة ارتفاع اسعار الذهب مجلس النواب الأميركي يصوت لصالح إلزام بايدن بإرسال أسلحة لإسرائيل النفط يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية وسط مؤشرات على تحسن الطلب احتواء حريق في مصفاة روسية بعد هجوم أوكراني بمسيرات "السياحة": تصور جديد لبرنامج "أردننا جنة" مع استهدافه 170 ألف مشارك العام الحالي سرايا القدس تقصف تجمعين للاحتلال في جباليا أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف العائم
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث الإسلاميون ولعبة السياسة

الإسلاميون ولعبة السياسة

08-01-2012 12:05 AM

زاد الاردن الاخباري -

بدأت الجماعات الاسلامية بالظهور عند المسلمين من العرب في مصر عام 1928 وعند المسلمين من غير العرب في باكستان عام 1941 وهذا الزمن كما هو معروف اعقب سقوط الخلافة العثمانية مباشرة عام 1924 وكانت معظم الاقطار العربية والاسلامية ما زالت ترزح تحت نير الاستعمار او الانتداب وبدا يرتفع صوت الوطنيين والقوميين ويحاصر كل صوت للإسلاميين وكذلك برز نمط الحياة الغربية بقوة في منافسة مع السلوك والتقاليد الاسلامية.
وبدأت الجماعات تتكاثر في معظم اقطار العرب والمسلمين وكانت في بدايتها تتحدث عن مثل ومبادئ في استرجاع مظاهر الحياة والتقاليد الاسلامية وهدف سام يتمثل في استرجاع دولة الخلافة أو بناء دولة الاسلام وقد استطاع بعضها أن يبني تنظيما عالميا يشهد له بحسن التنظيم مثل جماعة الاخوان المسلمين التي تمتلك الان فروعا في 88 دولة وانخرط شباب الجماعات بين الناس يدعون وينادون بالإصلاح السياسي والاجتماعي الا ان هذه الجماعات كانت تبدو افكارها حول السلطة والحكم ما زالت تعمل في خانة المبادئ الدينية والاخلاقية عامة اكثر مما تتحدث عن برامج اصلاح سياسية او اقتصادية او اجتماعية وكانت تظهر كمن يرغب بالسلطة على استحياء لكنها لم تحزم امرها حول ذلك وبقيت افكارها تتأرجح بين الرغبة في التمسك بالمبادئ والقيم وبين الولوج في السلطة بما قد يتطلبه ذلك من تنازلات خاصة انهم اول من رفع شعار "الحكومات لها ضروراتها والشعوب لها خياراتها" وشتان بين من يتحرك في ظل الضرورات وسعة افق من يمتلك الخيارات.
في دولة الخلافة نفسها بدأ التصادم مبكرا بين النهج العلماني الذي اراد فرض قيمه ومبادئه ومعاداة كل ما هو ديني والنهج الاسلامي الذي بدا كردة فعل ونتج عنه معاداة وحصار هذا النهج ففي بداياتهم تعرض الاسلاميون للإعدام والنفي وتم التضييق عليهم الى ابعد حد لكن تجربتهم في القديم تثير الاعجاب في شجاعتها وفي حديثها تثير الاعجاب بذكائها واليوم تكسب حركتهم وطنيا وقوميا واسلاميا.
اما علاقة الجماعات مع الانظمة فتراوحت بين شد وجذب ففي وقت وصلت العلاقة حد الصراع المسلح في اكثر من قطرنجدها في وقت أو قطر اخر تحالفا متناغما بين الجماعة والنظام بل كانت القوى الاخرى من يسارية وقومية كثيرا ما تتهم الجماعات بانها كانت تعمل رافعة لبعض الانظمة الاستبدادية وان الحكام كانوا ينقلبون على شعوبهم متسترين بالدين دون ان يكون ذلك التحول متدرجا او منطقيا حدث ذلك في عراق صدام حسين وسودان النميري ومصر السادات ليجدوا دعما من جماعات او حركات اسلامية تسند هذا النهج وتروج له وعموما لا نستطيع ان نضع جميع الحركات الاسلامية في سلة واحدة ففي الوقت الذي رأت فيه بعضها ان الصدام المسلح والاستيلاء على السلطة امر لا مفر منه أدركت جماعات اخرى أن الاندماج في اللعبة السياسية والديمقراطية والتعامل مع صناديق الانتخابات بكل تحفظاتهم عليها هي الطريق الامثل في ظل غلبة الظروف والضغوط الخارجية .
وقد استطاعت بعض الحركات الاسلامية أن تصل الى السلطة والحكم اما عن طريق شرعية القوة كما حدث مع طالبان وفي الصومال اللذان وصلا الى السلطة بظروف تكاد تكون متطابقة واقصد بشرعية القوة هنا ان هذه الجماعات بما قامت به من استيلاء على السلطة كانت بديلا للفراغ او الفوضى وأخرى كادت أن تصل الى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع كما حدث في الجزائر لولا انقلاب النظام عليها أو كما حدث في ايران من قيام دولة دينية بثورة بدت وكأنها نموذجا يستحق ان يحتذى وفعلا قامت علاقات طيبة بين ايران وهذه الحركات حتى رفعت القيادة الايرانية شعار تصدير الثورة فاختلفت المواقف لتصل الى التناقض على خلفية مذهبية واخيرا كانت تجربة حماس في قطاع غزة.
واذكر انه في عام 2006 عندما فازت حركة حماس في الانتخابات كنت اجلس مع صديق تونسي كان يطير فرحا بما حققته حماس من فوز وعندها سألني عن رأيي فقلت له انني غير متفائل بهذا الفوز وقد صدم الرجل من موقفي وهنا سألني عن السبب فقلت له ان حماس كانت تهدد اسرائيل اليوم فتنفذ غدا وجعلت اسرائيل تبدو وكأنها معسكر فقط ينتشر الجنود في كل شوارعه وحاراته يعيش حالة طوارئ دائمة لكن السلطة ستكون قيودا وسلاسلا ثقيلة تمنع من الحركة وسترد إسرائيل على كل حدث بمعاقبة مجموع الشعب الفلسطيني بدعوى معاقبة السلطة المسئولة وهكذا كان فضلا عما حدث من انقسام وقتال في الشارع الفلسطيني لم يلتئم جرحه حتى الان.
على صعيد الواقع العملي لم تكن تجارب الاسلاميين في السلطة مبعث فخر لهم او لشعوبهم بل على العكس تماما كانت في أغلبها نماذج غير مرضية وربما كانت مسئوليتهم عن ذلك مساوية لمسئولية غيرهم فقد وضعت العقبات قصدا في طريقهم وهو ما جعل رصيدهم عند الشعوب يتراجع وعطفا على ماذكرته عن حماس فإن الاسلاميين في الاردن لم يحصلوا على نتائج مناسبة في الانتخابات بعد اقل من سنة على فوز حماس بسبب ما سجله الناس على حماس من مواقف سالبة اما في ايران بدأت التجربة بتصادمات مع جميع الانظمة في الاقليم من خلال رفع شعار تصدير الثورة مع انها ما زالت تبدو الافضل حتى الان نسبة الى النضج المستمر والمراجعة الدائمة وهم ما زالوا يقيمون دولة دينية منذ اكثر من ثلاثة عقود اما حكومة طالبان فانشغلت بمعالجة صغائر الامور وتدخلت بحياة الناس بشكل غير مقبول واردت ان تعيد حياة الناس الف سنة الى الوراء وانتهت سريعا بأسباب خارجية وداخلية معا وبتطابق الظروف أيضا انتهى الاسلاميون في الصومال غير ان زعيمهم عاد رئيسا بعد ان فهم اصول اللعبة واهما التعاون مع الامريكان من خلال دول الجوار لكن تجربة الترابي وجماعته في السودان التي صعدت الى السلطة في دبابة الانقلاب العسكري لم تفلح في اقناع الناس بمجرد شعارات وعواطف بل أرادوا اقصاء الاخرين لينتهي الامر الى إقصاءهم من حلفاءهم العسكريين أنفسهم ويذهب كل في طريقه.
يبدو اليوم أن الاسلاميين مستعدون للولوج في دهاليز السياسة الى حيث أودت وخاصة في دول الحراك الشعبي وبدا ذلك جليا من خلال ما بدا انه تحولا دراماتيكيا في خطابهم ففي تصريح لاحد زعماء التيار السلفي في مصر مع اذاعة "العدو الصهيوني" كان يبدو في قمة السياسة والاعتدال و الأدب مع امريكا و إسرائيل وفي ليبيا بدا الاسلاميون متحمسون للتعامل مع الغرب وحتى مع إسرائيل ومستعدون لدفع ثمن مشاركة الغرب في اسقاط النظام من مالهم وافكارهم وفي تونس اصبحت حركة النهضة أهم شركاء الحكم وفي حوار مع معهد واشنطن بدا زعيم الحركة وكأنه ينسل من جلده وينقلب على كل مواقفه السابقة بدعوى انه بشر قابل للتغيير ونفى وجود ما يشير الى قطع علاقات مع اسرائيل في برنامجه الانتخابي اما اسلاميو سوريا فهم يركبون الموجة نفسها ويفضلون تدخلا غربيا لإسقاط النظام وهذا يجرهم لميادين واسعة عليهم ان يجاروها ويبدو أن الاسلامين مقبلون على مرحلة عنوانها المصلحة اولا لكن عليهم ان لا يراهنوا على عين العاطفة الدينية للناس كما في السابق بل ان عين العقل اليوم ترى افضل وتحاسب اكثر والناس غير مستعدين ان يخضعوا لتجارب فقط وغير مستعدة ان تضحي من جديد عشرات السنين.
واليوم بعد ما حدث من ثورات شعبية او ما سمي الربيع العربي هل يكون الإسلاميون الأكثر حظا فيما حدث؟ ام ان تجاربهم السابقة في السلطة ما زالت حاضرة في اذهان الناس؟ هل ستبقى هذه الجماعات على خطابها القديم؟ هل يبقى شعارهم العاطفي المختصر المريح "الاسلام هو الحل" هو البرنامج العام؟
هل هي مستعدة لخوض اللعبة السياسية بكل ما تتطلبه من خبرات وشروط؟
هل نرى نموذجا جديدا من رجالات الصف الاول ترقى بالعمل العام ولا تعمل فقط من أجل المكاسب والتوقير؟
وباختصار هل يكون الهوس للسلطة مقدمة لإنتاج خطاب جديد يهدف الى القبول في الداخل وفي الخارج مع ما يقتضيه ذلك من تنازلات مؤلمة؟
منصور محمد هزايمة الدوحة – قطر





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع