أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
إصابات بغارات إسرائيلية على جنوب لبنان روسيا تعتزم زيادة صادرات الألبان إلى شمال إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. مجلس الأمن يناقش إنهاء مهمة البعثة الأممية في العراق أوستن يدعو إسرائيل لحماية المدنيين قبل أي عملية في رفح اليوم الـ 224 من العدوان .. غارات عنيفة على جباليا ومطالبات دولية بمنع هجوم رفح مواطنون يشتكون من تجاوز أسعار دجاج النتافات للسقف السعري في الأردن أونروا: 630 ألف فلسطيني أجبروا على الفرار من رفح يديعوت تكشف كلفة الحكم العسكري في غزة ارتفاع اسعار الذهب مجلس النواب الأميركي يصوت لصالح إلزام بايدن بإرسال أسلحة لإسرائيل النفط يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية وسط مؤشرات على تحسن الطلب احتواء حريق في مصفاة روسية بعد هجوم أوكراني بمسيرات "السياحة": تصور جديد لبرنامج "أردننا جنة" مع استهدافه 170 ألف مشارك العام الحالي سرايا القدس تقصف تجمعين للاحتلال في جباليا أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف العائم رجال أعمال أميركيون دفعوا عمدة نيويورك لقمع مظاهرات جامعة كولومبيا الاحتلال يوسّع توغله في مخيم جباليا لجان خدمات المخيمات تثمن خطاب الملك في قمة البحرين الجمعة .. ارتفاع ملموس على الحرارة اليوم الـ 223 .. عمليات نوعية للقسام تكبّد العدو خسائر كبيرة / فيديو وصور
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث التعليم في الاردن .. العدد في الليمون

التعليم في الاردن .. العدد في الليمون

07-01-2012 05:40 PM

زاد الاردن الاخباري -

بقلم: أحمد خالد المزيد العزام

منذ أيام قرأت تقريراً عن التعليم في الاردن لعل كل ما أثارني فيه فعلق في ذاكرتي تأكيد الباحث علي أن الصين وهي الدولة ذات الملياري نسمة تقريبا قامت جامعة بكين "العاصمة" فيها بتخريج نحو 40 ألف طالب منذ إنشائها في حين أن جامعة الاردنية قامت بتخريج نحو 128 ألف طالب فاكثر رغم أن عدد سكان الاردن نحو 1 من 3 تقريبا بالنسبة الي عدد سكان الصين.

وأردف الباحث معلقاً "العدد في الليمون " بمعني أن كم الخريجين لا يعني بالضرورة أنهم متعلمين .
ان مراقباً جيداً للحالة التعليمية في الاردن يستطيع أن يجزم أن الملايين التي تنفق عليه قد ذهبت هدراً و أنه لا يمكن لوطن يعلم أولاد بتلك الطرق وهذه الوسائل والمناهج أن يحقق نجاحاً ولا يضع تعليماً مفيدا.

فالمناهج التي انتقدوا فيها من قبل اعتمادها علي الحفظ تحولت إلي مواد يعتمد فيها علي "الصدفة " اي ان اجابات الطالب تعتمد علي الصدفة لا الوعي، وفي كلا الحالتين يغيب الفهم وإن كان الحفظ قد ينتج فهما فيما بعد.

فضلاً عن ان العديد من المدرسين في المدارس والمدارس الخاصة هم أساساً لا يجيدون القراءة و الكتابة بشكل يمكنهم من تعليم آخرين بالإضافة إلي أن ما يتقاضونه من راتب يعتبر "وصمة عار" ليس في جبين وزارة التربية والتعليم فقط ولكن للعامل والعمل في الاردن بشكل عام .

المشكلة أن قد لا يمكن لمدرس يتقاضى راتبا لا يكفي لخمسة عشر يوما في أفضل الأحوال و اختير بهذا الشكل أن يعلم أحد فضلاً عن كونه أصلاً غير مؤهل للتدريس .. علماً بأن العديد من المدرسين لا يحملون مؤهلات عليا .

وفي الواقع وبحكم عملي ومعايشتي لأعداد من خريجي الجامعات اليوم أكاد اجزم أن الغالبية من هؤلاء الطلبة فاشلين وانهم حرموا من ابسط مسلمات العلم بحيث أنهم لا يجيدون الإملاء - أي القراءة و الكتابة - وليس الوصول لإجادة العلوم و الفنون !!

لقد تولدت بداخلي قناعة أن العملية التعليمية في الاردن برمتها فاشلة و تحتاج إلي إعادة بناء بحيث يراعي فيه تغيير المناهج وربطها بثقافة الشعب الأصيلة عربياً وإسلامياً و تغيير أحوال المدرسين المادية بحيث يتم الانفاق عليهم بما يفرغهم تماما للإبداع والعطاء في المدارس والابتعاد عن الدروس الخصوصية فضلاً عن تبسيط المناهج بما يكفل سرعة التحصيل و كثافة المعلومات وهو الأمر الذي من شأنه أيضا القضاء علي الكتب الخارجية .

ومما أثار حزني الشديد ما تناقلته الصحف من أنباء عن تلاميذ و طلاب يقومون بالاعتداء علي مدرسيهم .

اندهشت مما انقلبت إليه الأحوال في مدارس الاردن خاصة بعدما عرفت أن قطاع كبير من اصحاب المدارس الخاصة يقومون بتعيين حملة الدبلومات الفنية المتوسطة فيها كمدرسين للتلاميذ ويقوم مدير المدرسة كل عام برشوة مراقبي امتحانات مراحل الشهادات من أجل أن يسمحوا بالغش وعادة ما يجمع مدير المدرسة قيمة الرشوة من أولياء الأمور ومن لا يدفع يرسب !!

نعم .. يقوم مسئولو المدارس بتعيين منخفضي الكفاءات والمؤهلات كمدرسين لاسيما الفتيات نظراً لانخفاض أجورهن بحيث يصل راتب الفتاة نحو 40 دينار شهرياً فضلاً عن قيامهن بالتوقيع علي استقالة مسبقة وشيك علي بياض لضمان عدم إتلاف أية منقولات بالمدرسة أو لتجنب أية مشاكل أخري يحدثنها ، و بالطبع تقبل الفتيات هذا الواقع نظراً لأنه ليس بالإمكان أفضل مما كان ولأنهن يردن الخروج من أجل تحسين فرصهن في الزواج نظراً لمستويات العنوسة العالية.

هذا بالنسبة للمدارس الخاصة أما المدارس الحكومية وإن كانت أفضل تعليما إلا أن التلميذ قد لا يجد كرسي يجلس عليه وإن وجده فأرباب الأسر يتخوفن من انتقال سلوكيات سيئة من تلاميذ لأسر من ذوي الحالة الاجتماعية المنخفضة .

انني في الحقيقة افخر بان المدرس كان ملاكاً في ايامنا وكان معلما حقيقيا فيحين اننا كنا كطلبة نجله ونحترمه لدرجة القداسة.

اما الان فلا يوجد تعليم جيد ولا طالب جيد ولا مدرس جيد ولا مدرسة جيدة ولا مناهج جيدة ولا اسر جيدة.

أنا لازلت أتذكر الأستاذ احمد بشير الشلول في مدرسة قم الابتدائية لقد كان جهبذاً في اللغة العربية جعلني وغيري من أقراني نعشقها ونرتدي ردائها ونفهم عميق معانيها وسامي ألفاظها ولازلت أيضاً أتذكر الأستاذ الدكتور احمد الجوارنه مدرس في قسم التاريخ وهو الشخص الذي اقسم بالله انه لم يكن إلا مؤرخاً كبيراً يعادل أفضل مؤرخي الاردن .. وهو الذي علمني ان قراءة التاريخ هي قراءة في المستقبل .. بل انه قراءة في السياسة والفلسفة والدين والاجتماع والاقتصاد .

هل يمكن أن نجد من بين المدرسين الجدد الآن من هم بكفاءة الأستاذ الدكتور احمد الجوارنة ؟
أنا لا اعتقد

إنني حقاً أدين لهما بالكثير واعترف إنني لطالما تذكرتهما لعدة مرات قبل نومي إلا أنه ما أن يأتي الصباح إلا وتأخذنا دوامة الدنيا وأنسى.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع