زاد الاردن الاخباري -
بقلم: محمد جميل العزام
يَتوسّمون العَدالةَ في أَنفسهم، يبرعون في الرّياء المُبطّنِ، يتفنّنونَ في اختيار الأقنعة، وَها قد احتَرفوا التّمثيل بِكلّ فنونه وَأفنانه، والعَجبُ العُجاب من نَسجِهم ومُلَحِ أكاذيبهم.
ألبَسوا أنفُسَهُم عَمامَة المُواطنة، وأتقنوا فَنّ الرّسم والنّحت، وَبرعوا في التّلحين والغناء، وأرقصوا الجُمهورَ على أوتارِ نَغماتِهم، حَتّى أنّهم تَسيّدوا ملاذَ أحلامِهم... بكلّ أسف إِنّهم (مُقامِرون عباقِرة).
يَخطّون ما ألِفَتْهُ صدورهم، ويَرسمون ما آنسته أبصارهم، يتخيّرون الأبواق الأردنيّة الرّنانة تحت شعار "الوطن والمُواطنة"، باسم "الحريّة والعدالة" يُلبِسون حِقبَتَهم "المتمرّدة"، باسم "الإصلاح والتّجديد" يسيحون في مُحيط الفّساد.
مَشهدٌ يَنمازُ بِسحرهِ الضّبابيّ، وَرواجه الفِكريّ، شِعاراتُهم، خِطاباتُهم، وُعودهم، ألاعيبهم... تأرجَحَت معالمها بين قطبي الكذب والافتراء... بكلّ أسف إِنّهم (مُقامِرون عباقِرة).
لَعِبوا دورَ المُهرّج تارةً، ودورَ الكاهِنِ تارةً أخرى ظانّينَ أَنَّهم أتقنوا ما حَبَكوه، إلاّ أنّ الأمر قد بَدت معالمه بالوضوح، والمسرحيّة بان صانعوها، فسئم الجمهور أدوارهم، بل وعودهم الكاذبة، وأقوالهم الناقصة، وشعاراتهم الصاخبة، وروياتهم المُعتادة... أولئك مَن رسموا لأنفسهم لوحة نادرة، وخطّوا أعجوبة زاهرة، وكادوا يقنعونا بأنّهم العباقرة، بيد أنّه سرعان ما أُسْدِلَ السّتار، وسقطت الأقنعة، وَأضحى مُسَمّاهم: "مُقامِرون عباقِرة".
بلى، لقد باتوا يتسابقون في إطلاق العبارات الرّنانة بدبلوماسيّة لغويّة، وفُصَحٍ فكرِيّ، مُحبوكةً مُبَطّنةً في سَوْقِ الفسادِ باسم "الوطن والمواطنة".
فطوبى لكم، ولِمَن نحا نَهجَكم. أرجوكم أُسْدِلَ السّتار، وجاء القاضيّ لأخذ القرار، فجهّزوا عُدّتكم يا من ادّعيتم الأردنة، وألبستم أنفسكم معطف المواطنة، فمليكنا هاشميّ، وعزمه قويّ، وعلى الفاسدين عَدِيّ، وللمُقامرين قَسيّ. عاشَ الْأُرْدُنُّ هاشِيميّاً حُرّاً أَبيّاً.