زاد الاردن الاخباري -
كشفت مصادر إسرائيلية النقاب عن تحرك فلسطيني جدي لإحراج إسرائيل والزامها بالاتفاقيات الموقعة مع الحكومات الإسرائيلية السابقة.
وقالت ان إسرائيل اليوم بعد اللقاء في عمان تعهدت بتقديم موقفها من الحدود والأمن في اللقاء المقبل. وأكد الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، استعداد الجانب الفلسطيني بذل كل جهد ممكن من أجل استئناف المفاوضات.
ودعا أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية للإعلان عن وقف الاستيطان، بما في ذلك مدينة القدس الشرقية، وقبول مبدأ حل الدولتين على حدود عام 1967 لإعطاء المساعي الأردنية الفرصة التي تستحق من أجل استئناف المفاوضات.
وأشار أبو ردينة، في بيان صحفي أمس، إلى أن «اللقاءات الاستكشافية سوف تستمر بمشاركة الأشقاء في الأردن، حتى نهاية الشهر الحالي». وثمن أبو ردينة جهود جلالة الملك عبد الله الثاني الكبيرة الهادفة لاستكشاف إمكانية استئناف مفاوضات الوضع النهائي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
في سياق آخر نفى مصدر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما قاله مصدر فلسطيني حول عقد لقاء غدا الجمعة في عمان بين المحامي يتسحاق ملوخو والدكتور صائب عريقات.
وقال المصدر بحسب ما نقل صوت اسرائيل ان اسرائيل تعتبر لقاء عمان الذي عقد امس الأول بمثابة مفاوضات مباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين لافتا الى ان الاردنيين نجحوا في جمع الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني معا. وكرر المصدر دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى الرئيس محمود عباس الى الالتقاء به في أي مكان وزمان يراهما مناسبين.
وقال عمر الغول مستشار رئاسة الوزراء الفلسطينية ان السلطة قررت الموافقة على عقد جلسات مباشرة مع الطرف الاسرائيلي افساحا للمجال امام نجاح المبادرة الاردنية.
واضاف الغول ان القيادة السياسية الفلسطينية اعطت المبادرة الاردنية فرصة لعل التحرك الاردني الجديد يفتح افقا سياسيا.
وقالت أن رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات سلّم مبعوث رئيس الحكومة الإسرائيلية المحامي يتحساق مولخو خلال اجتماعهما في عمان امس الاول وثائق تفصّل مواقف السلطة الفلسطينية من قضيتي الحدود والأمن.
من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية في فتح محمود العالول ان الجانب الاسرائيلي خيب امال الفلسطينيين والقيادة الاردنية خلال الاجتماع، معلنا ان المقاومة الشعبية «ستتفجر قريبا».
وقال العالول امام المئات من انصار فتح أمس في رام الله ان «القيادة الفلسطينية لم تترك فرصة من اجل السعي للسلام ولم تترك مبادرة الا وتجاوبت معها لكن كل هذه الجهود ذهبت هباء». وقال العالول الذي كان يتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس «تجاوبنا مع احبتنا في الاردن الشقيق. لكن خيب الاسرائيليون امالنا وامال الاردن حيث جاء الطرف الاسرائيلي خالي الوفاض وليس لديهم اي افكار جديدة وليس لديهم استعداد لأي حلول».
واستهجنت حركة حماس قيام رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات بتسليم إسرائيل وثائق بشأن الحدود والأمن، كما استنكرت عدم عرضها على الفصائل الفلسطينية من قبل. وقال سامي أبو زهري، الناطق باسم حركة حماس، إن حركته تستهجن تسليم صائب عريقات الاحتلال الإسرائيلي وثائق حول رؤيته بشأن الحدود والأمن. وقال أبو زهري، في بيان إن حركته تستنكر هذه الخطوة لأن هذه الوثائق لم تعرض على الفصائل الفلسطينية، وهي لا تمثل إلا وجهة نظر عريقات الذي كشفت قناة «الجزيرة» سابقا عن نوعية وثائقه.
إلى ذلك، عبر مسؤولون ووسائل اعلام اسرائيلية أمس عن تشاؤمهم من احتمالات اعادة اطلاق عملية السلام غداة اللقاء في عمان. وقال الوزير دون حقيبة بيني بيغن للاذاعة العامة «من الصعب ان تكون متفائلا لان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يواصل المطالبة بالتزام اسرائيل بالانسحاب الى حدود عام 1967 وبتجميد للاستيطان ويهدد باتخاذ اجراءات صارمة في حال فشل ذلك». واضاف «يجب ان يقول ابو مازن بوضح انه مستعد للتنازلات والترتيبات ومن الصعب جدا ان تكون متفائلا عندما نعرف انه لن يعترف ابدا باسرائيل كدولة يهودية».
من جهته رأى يوسي بيلين احد المبادرين في اتفاقات اوسلو للحكم الذاتي الفلسطيني (1993) في تصريحات للاذاعة العامة ان «المحادثات التي بدأت غير مجدية ومحكوم عليها بالفشل». واضاف بيلين الزعيم السابق لحزب ميرتس اليساري ان «الطرفين يستطيعان مواصلة اللقاء الا انه لا يوجد امامهما اي فرصة للتوصل الى حد ادنى من الاتفاق». وبحسب بيلين «يتوجب على الرباعية تغيير اتجاهها واقتراح ترتيب مؤقت للحدود لاتفاق نهائي».
وتناولت وسائل الاعلام الاسرائيلية أمس بحذر المحادثات التي عقدت في عمان. ورأت صحيفة هآرتس اليسارية ان «اللقاء يعكس بعض التقدم على الرغم من غياب التقدم»، مشيرة الى ان هذا التناقض سببه «التوقعات التي اعرب عنها الاسرائيليون والفلسطينيون والاردنيون والرباعية التي كانت في الاصل صغيرة جدا بحيث كانوا جميعهم قادرين على الاشارة في نهاية الاجتماع الى انه كان جيدا ومفيدا».
وركزت صحيفة جيروزاليم بوست من جهتها على «بعض الانفراج نسبيا» والجو»الايجابي» الذي ساد اللقاء، مشددة على انعقاده «بدون شروط مسبقة».
اما صحيفة يديعوت احرونوت الاوسع انتشارا، فقد اكتفت بمقال صغير في صفحتها العشرين للحديث عن الاجتماع مشيرة الى ان «كلا الجانبين لا يتوقعان انفراجا لكنهما اتفقا على الاجتماع الاسبوع المقبل». واضافت الصحيفة ان «اسرائيل ترغب بحسب ممثلها بان يباشر نتنياهو وعباس بسرعة في اي مكان واي زمان في مفاوضات مكثفة سرا او علنا». وقالت صحيفة معاريف ان «هدف المحادثات كان محاولة خلق لقاء بين نتنياهو وعباس شرط ان يكون هذا السبيل الوحيد للمضي قدما في مفاوضات السلام».
وفي ردود الفعل الدولية، حضت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الفلسطينيين واسرائيل على مواصلة جهودهم للسلام بعد مفاوضاتهم «الواعدة» في الاردن. وأكدت اشتون في بيان ان الاتحاد الأوروبي «لا يزال ملتزما بالكامل كل ما يمكن ان يسهم في حل الصراع». كما أعربت روسيا عن ترحيبها ببدء المباحثات.
الدستور