زاد الاردن الاخباري -
بقلم: محمد جميل العزام
تَناهى إِلينا الْعُرْفُ الاجْتِماعيّ بِالْبَهْجَةِ وَالسُّرورِ حالَ صُدورِ نَتائِجِ الثّانويّةِ الْعامّةِ في أُرْدُنّنا الْأَغَرّ، وَالْحُصولِ عَلى نَتيجَةِ "ناجِح"، إِلاّ أَنَّ الْعادَةَ تَبَدَّدَتْ، وَالْبَهْجَةَ تَلاشَتْ، وِفْقاً لِما شُرِّعَ في وَثيقَةِ قانونِنا الْأَبْهَجِ، وَدُسْتورِنا الْأَمْثَلِ. فَمَرسومُ حُكومَتِنا اِحْتَضَنَ عَدَمَ كَفالَةِ التَّعْليمِ الْجامِعِيِّ الْمَجّانيِّ لِواعِدي الْوَطَنِ، وَأَرجى الْواجِبَ وَالْكَفالَةَ لِذَويهِم، مِمّا أّضْحَتْ كُلَفُ التَّعْليمِ شَبَحاً اجتماعيّاً لِذَوينا، وَكَرامَةً نازِفَةً لِأَهْلينا.
نَعَمْ، لَقَدْ قُزِّمَ حَقُّ التَّعْليمِ الْجامِعِيِّ في وَطَنِنا نَظيراً لِوَفْرَتِهِ في بُقَعِ جيرانِنا، وَسُلُطاتِ غُرَبائِنا، وَنَحْنُ إِذ لا نَنْعَقُ بِالْفَسادِ، وَلا نُشَوِّهُ هَيْبَةَ وَطَنِنا، إِلاّ أَنَّ "الْكَيْلَ قَدْ طَفَحَ" كَما قيل. فَكَمْ مِنْ دَولَةٍ في الْعالَمِ تَضْمَنُ حَقَّ التَّعْليمِ الْجامِعيِّ الْمَجّانِيِّ لِكُلِّ مَنْ عَلى أَرْضِها!!
لا أَظُنُّ أَنَّ أَيّاً مِنّا سَيَجْرؤُ في الاستمرارِ في لَعْنَةِ "كُلَفِ التَّعليمِ" بَعْدَ سَنواتٍ، فَالْبَديلُ جَلِيٌّ؛ لِأَنَّ التَّعليمَ سَيَؤولُ إِلى طَبَقَةِ الْأَسيادِ وَأَرْباب الْمالِ، وَيَؤولُ مَطافُ الْعامّةِ إِلى "لا حَولَ وَلا قُوَّةَ إِلا بالله".
حُريّةٌ سَقْقُها السَّماءُ، وَقَلَمٌ –مَقهورُ الصَّدْرِ- شاءَ كِتابَةَ مُعاناةٍ عاشَها وَتَعايَشَها. وَالْحَقيقَةُ أَنَّ تَبَعاتِ التَّعْليمِ تَكفينا لِلْهَلاكِ؛ فَرَبُّ الْأُسْرَةِ سَعَى في جَلْبِ الْمالِ وَبَذْرِهِ في تَعْليمِ أَبنائِهِ، وَبَدَأَ يَلْهَثُ لِأَجْلِ قوتِ يَومِهِ؛ مُوقِعاً أُسْرَتَهُ في ذُلِّ الْحاجَةِ.
عاشَ الْأُرْدُنُّ هاشِيميّاً حُرّاً أَبيّاً.