أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مهم لمالكي السيارات الكهربائية في الأردن مكتب نتنياهو ينشر خطة "غزة 2035" الأردن .. أب يحرق ابنته ويسمع صراخها حتى الموت .. وهذا حكم القضاء (فيديو) إطلاق 40 صاروخا من جنوبي لبنان نحو شمالي "إسرائيل" جوازات سفر أردنية إلكترونية قريبا .. وهذه كلفتها محافظة: حملة إعلامية لتوعية الطلبة بالتخصصات المهنية الجديدة قادة أمنيون إسرائيليون: الحرب وصلت لطريق مسدود مديرية الأمن العام تحذر من الحالة الجوية المتوقعة الاحتلال يعترف بمصرع 3 جنود بعملية كرم أبو سالم احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل وتتوسع بكندا وبريطانيا وأسكتلندا طقس العرب: المنخفض سيبدأ فجر الإثنين أكسيوس: أمريكا تعلق شحنة ذخيرة متجهة لـ"إسرائيل" لأول مرة منذ الحرب 6 أسئلة ستحدد أجوبتها الفائز في الانتخابات الأميركية السلطات الإسرائيلية تداهم مقرا للجزيرة فيضانات تكساس تجبر المئات على ترك منازلهم مقتل جنديين إسرائيليين في عملية كرم أبو سالم صور أقمار صناعية تكشف حشودا عسكرية إسرائيلية على مشارف رفح جماعة الحوثي: إحباط أنشطة استخبارية أميركية وإسرائيلية الأغذية العالمي يحذر من انتقال المجاعة من شمال قطاع غزة إلى جنوبه ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات بالبرازيل إلى 66 قتيلا وأكثر من 100 مفقود
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الاستثمار في الفساد

الاستثمار في الفساد

25-12-2011 10:54 PM

في كثير من اللقاءات التلفزيونية يركز الاقتصاديون على أن كشف ملفات الفساد سوف يطيح بالكثير من الاستثمارات الأجنبية المتوقع أن تأتي إلى الأردن ، وهذا بكل تأكيد سوف يؤثر على معدلات النمو الاقتصادي المرهقة أصلاً بعجز الموازنة ، وارتفاع المديونية الخارجية ، وارتفاع معدل خدمة الدين العام .

اعتقد أن هؤلاء الاقتصاديون على خطأ كبير حينما يعتقدوا أن كشف ملفات الفساد ، وتطهير المؤسسات الحكومية المعنية بالإجراءات الرسمية المتعلقة بجذب الاستثمار ، أو الإطاحة برموز الفساد من المسسؤولين السابقين ، سوف تكون عوامل معيقة للنمو الاقتصادي .

ذلك أن كشف ملفات الفساد بمثابة البنى التحتية للاستثمار الأجنبي شأنها شأن الطرق والمواصلات والاتصالات ، ولا يمكن فصل ملف كشف الفساد عن ملفات الإصلاح الاقتصادي المنشود في الدولة ، وهو ما يعني أن حملات الإطاحة برموز الفساد تعني أن معدل العائد المتوقع ، أعلى بكثير من الكلفة الاقتصادية وحتى السياسية التي يتحملها الاقتصاد في الفترة الحالية ، وسوف تكون فترة الاسترداد لهذا الاستثمار قصيرة جداً .

الاقتصاد الأردني يعاني الأمرين حينما نرى أن زعماء ومنظروا الاقتصاد هم ناهبيه ، وهم من يبررون ويحددون وجهة الاقتصاد بما يناسب رغباتهم وتوجهاتهم ، رغم أن المنطق الاقتصادي قد يكون في غير ذلك . فمثلاُ نجد أن معالي وزير الصناعة الأكرم قد برر الخصخصة بأنها مشروع مجدٍ للحكومة عبر العوائد التي توفرها للخزينة ، لذلك تم خصخصة أبرز المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية الأردنية الناجحة الموفرة لفرص العمل والمدرة للدخل الحكومي ، وغير المتعثرة. على الرغم من أن المنطق الاقتصادي بالأساس يرى أن فكرة الخصخصة يجب أن تكون للمؤسسات الفاشلة من الناحية الاقتصادية ، والتي تعتبر حملاً ثقيلاً على مستوى الدولة وعلى موازنتها .

اعتقد أن فتح ملف الخصخصة قد يطيح برموز كثيرة من الاقتصاديين والاستغلاليين والمنظرين، وهم الذي باعوا ضمائرهم و أنفسهم قبل أن يبيعوا الوطن ومقدراته ، وهنا فإن الإطاحة بشخص مثل باسم عوض الله لا يعني فقط الإطاحة بفاسد ، وإنما يعني الإطاحة بمدرسة كاملة لها مؤيدوها ومناصريها وأذرعها داخل الجهاز الحكومي المترهل ، ممن يتاجرون بأرواح الناس ومقدراتهم في سبيل تحقيق الثروة .

الفساد هو أن تتوقف الحكومة عن فتح ملفات الفساد ، ومحاسبة كل شخص ساهم فعلاً أو قولاً في بيع الوطن ومقدراته ، أو تآمر على مؤسسات الدولة ، ومصادرة ممتلكاته التي حازها بغير حق ، وأعتقد أن ثروة باسم البهلول لوحدها والتي تقدر ب 800 مليون حسب النشرات ، كافية لأن تسد عجز الموازنة وبالتالي فإننا ليس بحاجة للاستثمار الأجنبي حتى لو توقف .

وهنا نتكلم عن إعادة هيلكة وإصلاح التشوهات في أجور القطاع العام والتي تقدرها الحكومة ب 120 مليون ، وأنا على يقين بأن ثروة أحد الفاسدين من الجيل الثالث أو الرابع ممن حصل على ثروته من قوت الشعب الأردني ، قادر لوحده على أن يسدد نفقات إعادة الهيكلة ، وبالتالي فإن هذه المعطيات تعني الحاجة إلى وقفة حقيقية مع الفساد ومحاسبة فاعليه ، قبل أن ننظر له من الزاوية المتشائمة الضيقة .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع