أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
لبيد يطالب الحكومة بتجنيد اليهود المتشددين فورا هيئة الطاقة تتلقى 894 طلب حصول على تراخيص خلال آذار السيسي وعقيلته يوجهان رسالة للمصريين الصادرات التجارية لمدينة الزرقاء تقارب 32 مليوناً لشهر نيسان 751 مريضا استفادوا من خدمات المقاصد المجانية في جرش والطفيلة الاحتلال يحول عددا من مدارس غزة لمراكز اعتقال وتعذيب الفايز: قبل 7 أكتوبر كانت القضية الفلسطينية على الرف جمعية مكافحة المخدرات تبحث سبل التعاون مع غرفة تجارة عمان استطلاع: أكثر من نصف المستوطنين يؤيدون استقالة نتنياهو الشرطة الإسرائيلية تستدعي أفرادا من عائلات محتجزين مظاهرة في القدس للمطالبة بإبرام صفقة تبادل مع حماس مشوقة للخصاونة: ما الطرق التي سيتم فرض رسوم عليها؟ التنمية: طفل متسول يحصل يوميا على "راتب موظف" رئيس مجلس الأعيان يهنئ عمال الوطن بعيدهم رئيس مجلس النواب يهنئ بعيد العمال اجتماع لمراجعة الخطة المتكاملة لاستدامة الأمن النووي في الأردن مذكرة تعاون فني بين وزارة الطاقة والمركز الجغرافي الملكي انخفاض النفط والذهب عالميا النص الكامل للعرض الإسرائيلي المقدم لحماس ولي العهد يهنئ الأردنيين بمناسبة يوم العمال العالمي
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الانتماء للعشيرة بين العدل والفطرة

الانتماء للعشيرة بين العدل والفطرة

26-02-2010 12:07 AM

الانتماء للعشيرة ليس أمراً مذموماً، بل هو انتماء فطري، جعله الله في الخلقة السوية، بل من مقاصد الشريعة حفظ النسب، وما توثيق العقود وتشريعها إلاّ من أجل الحفاظ على الأنساب، والسلالات البشرية، وحاربت الشريعة الإسلامية كل ما من شأنه اختلاط الأنساب وضياع النسب، وحرّم التبنّي، وجعله طريقةً غير شرعية في إثبات النسب.

وجاء الإسلام وقد كانت العرب أشد ما تكون تعلقاً بالقبائل وافتخاراً بالنسب، وأصبح ذلك مناط المدح والفخر، فلم يحارب التعلق بالعشيرة، بل حارب التعصب، وما ينتج عن هذا التعلق من ظلم وتخطي حدود العقل والمنطق، فأرسى عدة قواعد في هذا المجال منها: أولاً: ضرورة حفظ النسب والنسل، وأن ينسب الإبن إلى أبيه ولا يجوز ادعاء نسب غير صحيح. وكل ما يوثق النسب يكون من باب تحقيق مقاصد الشريعة (ادعوهم لأبائهم هو أقسط عند الله).

ثانياً: كل الناس سواء في أصل الخلقة، لا فضل لأبيض على أسود ولا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، والتكريم يكون للتقوى والعمل الصالح (يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى).

ثالثاً: أراد الله عز وجل أن يكون الناس في قبائل وعشائر وشعوب وأمم من أجل التعارف وليس من أجل التنازع أو التفاخر (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا).

رابعاً: معيار التفاضل بين البشر لا يعود للنسب أو القبيلة أو اللون، بل يعود إلى ما وصفه الله بالتقوى والصلاح وحسن الخلق وحسن العمل وخدمة الآخرين.

خامساً: الوالدان والأقربون أحق بالمعروف والنصح والدعوة والصدقة والبرّ وفعل الخيرات والنصرة.

سادساً: ينبغي على الإنسان أن يقول الحق وأن يشهد شهادة الحق حتى لو كانت على النفس أو الوالدين أو الأقربين، ولا يجوز للإنسان المحاباة من أجل النسب أو صلة القرابة.

ومن هنا ينبغي التفريق بين الحب والتعصب، فالإنسان مفطور على حب والديه وقرابته وعشيرته وقومه ووطنه، لكن هذا الحب يجب أن لا يتعارض مع الحق وأن لا يناقض حب الله عزّ وجل.

التعصب أن يكون الإنسان أعمى عن إدراك الحق وعاجزاً عن قول كلمة الحق، وأن يكتم الشهادة إذا تعلقت بقرابته أو بني قومه فيظلم ويحيف.

وليس من العدل أن ينابذ الإنسان أهله وقومه بلا سبب وليس من العدل أن يظلم الإنسان قومه، أو أن يسلب عشيرته حقهم، فهذا تطرف مذموم كذلك يشبه التعصب لأنه تطرف من الجانب الآخر.

ولذلك فإني أجد المنسلخ من أهله وقومه، دون ميزان حق مخالف للفطرة، ومشكوك في أصالة نسبه، بل يكون ذلك على الأغلب مدعاة للتحقق والبحث والدراسة في غرابة المسلك وغرابة الغاية والهدف.

فليس هناك طريق أجمل من أن ينسجم الإنسان مع الفطرة، وفي الوقت نفسه أن يوطن نفسه على ميزان الشرع والبحث عن الحق، والتزام الصراط السوي القائم على الوسط البعيد عن التعصب المذموم من جهة، وبعيد عن التفريط والإهمال الذي يتجاوز حدود البر والعدل من الجهة الأخرى.

ومن أجمل ما روته السير فعل خالد في حروبه، عندما جعل القبائل العربية وحدات مقاتلة، فاستبسلت في القتال وتنافست في عدد الشهداء وتفاخرت في خدمة الدين والإسلام، وكانت أكثر أمناً وأبعد عن الاختراق، لمعرفة الناس بعضهم ببعض معرفة وثيقة تستعصي على التزلف والمخادعة والمراوغة وسوء الطوية.

rohileghrb@yahoo.com


د.رحيل غرايبة





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع