بقلم / سمر مشخوج
درجت العادة أن الرجل هو الآمر الناهي في المجتمع وهو القوي والجبار والقاسي والبلطجي ضمن حدود الأسرة وهو المذنب وهو العاق , وعليه علت الأصوات منادية بإنصاف المرأة وإعطائها حقها متجاهلة أن من يزرع بالرجل كل هذه الصفات هي المرأة ..
وصل الحال بالرجل إلى الشعور بأنه مظلوم بعدما نادى الجميع بإنصاف المرأة لأنها مظلومة وطيبة وحنونة وهي نصف المجتمع ولا يعلم البعض أن المرأة قد أصبحت كل المجتمع بعدما فُتحت لها الأبواب على مصراعيها لتثبت وجودها تحت مسمى حقوق المرأة والمساواة ..
أي حق نطالب به للمرأة وهي التي صنعت من الرجل متمردا عنيفا قاسيا .. فالرجل بداية تربى على يد أمه التي لو ربته على القيم والأخلاق والرأفة بالمرأة وأبعدت عنه القسوة لخرج رجلا طيب مسالما حنونا على المرأة بالمجتمع بدءا من زوجته ومرورا بأخته وانتهاءَ بابنته ..
أي حق تطالب به المرأة من زوجها وهي التي أسهمت في تدمير نفسيته وكبته والتسبب له بأمراض لا شفاء منها .
تابعت مرارا عدة قصص لرجال ينزعجون من دخول منازلهم وكأن هناك من ينتظره ليقبض روحه , وبعضهم يتمنى أن تكون ساعات عمله 24 ساعة بدلا من 8 ساعات كيلا يضطر للرجوع للمنزل , والبعض الآخر تراهم بعد انتهاء الدوام يتسكعون في المطاعم يبحثون عن لقمة طيبة , وآخرون تعاقدوا مع محلات الداري كلين لأن غسالة المنزل صدئت من قلة الاستعمال , وآخرون أدمنوا على لعب الشدة والنارجيلة كي يشغلوا أنفسهم عن الرجوع إلى المنزل بتضييع وقتهم بالخارج مع الأصدقاء ...
هناك رجال لا يعرفون موعد وجبات الغداء في منزلهم لأنهم لا يجدون زوجة تقوم بدورها هذا .. لأن الزوجة اعتادت على وجبات المطاعم الأفضل والأسهل . بعض الرجال اضطروا لطلاق زوجاتهم لأنهم يعيشون كالغرباء في بيوتهم وزوجاتهم لا همّ لهم ولا عمل إلا اللحاق بركب الموضة , بعض الرجال لا يرون رواتبهم نهاية الشهر لان هناك يد فتاكة تقف على الباب منتظرة تسليمها الراتب , بعض الرجال لا يعرفون طعم النوم في منازلهم لان زوجاتهم اعتادوا على الضجيج والفوضى في المنزل على حساب راحة الرجل وبعضهن آثرن الجلوس مع جاراتهن على حساب راحة ازواجهن ويقضين ساعات معهن متناسين ذلك الرجل الذي يعود متخما بالهموم هالكا من تعب النهار . مكبوتا من الديون وكله بسببهن .
وأصبح الرجل أحيانا يشك انه في بيته لأنه يعتقد انه في نادي أو جمعية أو في بيت الجيران والسبب زوجته التي آثرت الحياة الاجتماعية والرفيقات على حساب راحة زوجها واستقراره , وما عليه هو إلا تأمين متطلبات هذه الجمعة , بعض الأزواج يخشى المرض لأنه سيبقى وحيدا في الفراش كون زوجته لا تشعر به وتعتبره مجرد حصالة يجمع لها النقود لتجدها عند الحاجة , بعض الأزواج يخافون الطرد من العمل لأنهم سيطردون من المنزل بفعل زوجاتهم اللواتي يثرن غضبا لأن المصروف انقطع عنهم حتى لو كان على حساب راحة ازواجهن ..
وبعدها نلوم الرجل إن طلق زوجته أو تاه في شارع أو انضرب على رأسه وأصبح يضرب الأخماس بالأسداس
صحيح أن المرأة نصف المجتمع لأنها تربي جيلا قادرا على مجابهة الحياة وتزرع فيه القيم والأخلاق وتجعل من زوجها قويا أمام الغير حتى لو كان ضعيفا ولكن للأسف أن هناك نساء لا يعرفون دورهم في الحياة ويبحثون فقط عن الحقوق ويتناسون الواجبات المطلوبة منهم لأزواجهم والتي حثت عليها الشريعة ليبقى التوازن في المجتمع ونبتعد عن إحداث شرخ أو خلل في المنظومة الأسرية .
فبأي حق تلجأ زوجة لتقدم بلاغا بحق زوجها وتسجنه لأنه تطاول عليها بينما تنسى نفسها لأنها جعلت من زوجها أضحوكة أمام العيان بعدما جرته كالسخل لمراكز الشرطة لتأخذ حقها .
وبأي حق تشجع قوانينا الفتاة على تقديم شكوى بحق أبيها أيضا في مراكز الأمن وغيرها ممن يدّعون حمايتها على حساب كرامة والدها الذي حولته تلك الإجراءات لضعيف استقوت عليه ابنته وجعلت منه ظهرا منحنيا يصعد عليه من يشاء .
هل العدل يقضي أن تأخذ المرأة حقها على حساب كرامة الرجل ؟ وهل العدل يقضي أن تنافسه على مكان عمله وتحتله بدلا من أن تشاركه فيه وتدعمه معنويا ليكون ناجحا ؟
نشكر الكثير من النساء اللواتي عرفن حدودهن فالتزمن بها . النساء اللواتي رأين أن التطاول على الرجل مس لكرامتهن هن قبل المس به هو , النساء اللواتي عرفن واجباتهن فحصلن على حقوقهن تلقائيا بدون وساطة منظمات ولا مؤسسات .
أطال الله في عمرك يا أمي فقد كنت نعم الزوجة حيت سترت على أبي وكتمت سره وحين وقفت معه في مرضه فبقي قويا رغم ضعفه , فقد كنت نعم الزوجة حين التزمت بحدودك معه دون أن أراه يوما يضربك لتحققي له ذلك ..
تلك هي النساء التي نحترم ونجل ونكبر, اللواتي بنينا الأجيال وصنعوا الرجال لا تلك النساء التي دمرت رجالا بحجة الحقوق والمساواة فأين من ينصفك يا رجل ؟؟