في إحدى الدراسات التي قام بها مدير عام مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الأردني قبل سنة ونصف أشارت الدراسة أن نسبة المتابعة للتلفزيون الأردني عند المواطنين تجاوزت السبعين بالمائة ، وكذلك اشارت العديد من الدراسات العلمية ( الجامعية ) أن نسبة متابعة الجمهور الأردني للتلفزيون الرسمي تفوق الستين بالمائة وخصوصا في أوقات الذروة والمتمثلة بأخبار الساعة الثامنة مساء .
وعودة لعنوان المقال لماذا لايحدثنا الملك من خلال إعلامنا بدلا من تلفزيون البي بي سي وأية محطة أخرى ؟، وهذا السؤال نوجه للملك كشعب يريد أن يسمع مليكه مباشرة دون المرورفي فلاتر الترجمة وأن ما كان مقصود هو هذا المعنى وليس ذاك ، وما يأخذ منه الصحفيين أصحاب الحذوة لدى إعلام الديوان ، ويقوما بممارسة الانتقائية فيما يقوله الملك وبناء على هوى حارس بوابة الإعلام الرسمي وفلاتره .
نحن لانريد جمل ساخنة تتصدر صفحات الصحف في اليوم التالي لكلام الملك ونبدء برسم أردن جديد خالي من الفساد والمفسدين ، لنكتشف أن ما قيل قد تم تبهيره وتزويقه من قبل إعلام رسمي متقوقع على نفسه منذ السبعينيات وفجاءة وجد أن كلام الملك أكبر من أن يستوعبه عقله العرفي ، وعندما يتحدث الملك من خلال إعلامنا الوطني تصبح قنواتنا الفضائية بقطاعيها الرسمي والخاص مصدر لبقية وسائل الاعلام العربية والعالمية ويظهر للأخرين أننا نمتلك إعلام أردني يحق له أن يمتلك السبق الصحفي في حديث مليكه للشعب والعالمين العربي والدولي .
و في جولات الملك الميدانية التي تعيد الروح للشعب نجد أن الإعلام الرسمي ومن يشد على يده يتحيز بنشر الصورة فما بالنا بالكلمات والحديث الملكي العفوي من ملك لشعبه ، ومع هذه الحملة الاعلاميةالرسيمة لجولات الملك بين شعبه نتفاجأ بأن الملك وعندما يريد أن يتحدث عن الهم الوطني والعربي يتوجه للإعلام الأخر ويبقى إعلامنا الأردني الرسمي والخاص يجتر ولأيام كلمات من هنا وهناك من حديث الملك .
وهنا أتوجه للملك برجاء وهو أن يعودنا على وجود خطاب ملكي بينه وبين الشعب ومن خلال الإعلام الأردني الرسمي أو الخاص يتشابه مع خطابات الأخرين من ملوك ورؤساء حول أحوال الأمة العربية والأردنية ويكون بها الشأن الأردني له الأولوية ، وليتخذ هذا الخطاب الصفة الدورية أو كلما دعت الحاجة لأن يستمع الشعب لملكه مباشرة ويكون الحديث عفوي ومن القلب للقلب وغير مفلتر أو أنتقائي ، لأن الشعب هو الذي يختار ويقرر في أيام الربيع العربي الذي بدء في الأردن قبل الجميع .