زاد الاردن الاخباري -
من معايير الحكم على مواصفات بني البشر وتصرفاتهم العامة التي يمارسونها في حياتهم اليومية عاملان مهمان , هما : الاخلاق والسلوك التي يتصف بها افراد المجتمع فالاخلاق الطيبة والسلوك الحسن هما في اغلب الاحيان صناعة وفي احيان قليلة يتم اكتسابهما من خلال العوامل الوراثية .
فالبيئة الصحيحة السليمة والتربية الصالحة هي عوامل مهمة جداً لانتاج اجيال تتسم بالاخلاق الحميدة والسلوك القويم فاذا تم تأسيس المجتمع على هاتان الصفتان فأن المجتمع سيرتقي بنفسه مستقبلاً وستنهض الاجيال بالوطن لان الاخلاق والسلوك هما من يجسدان اطر التعامل بين افراد المجتمع مع بعضهم البعض فاذا كانت المعاملات بينهم مبنية على ما ذكر فستشيع بينهم مبادئ الصدق والامانة والاخلاص والتسامح والانتماء مما يؤدي الى التزام كل فرد من افراد المجتمع بواجباته واقتناعه بما له وبما عليه وبالتالي فان هذه الصفات ستعكس بشكل مباشر على الحياة العملية لأفراد المجتمع فالانسان صاحب الخلق وصاحب السلوك الايجابي هو الوحيد القادر على الحفاظ على مجتمعه وعلى وطنه .
فالدين الاسلامي والبيئة العربية يعتبران مصادر مهمة للاخلاق وللسلوك فقد اوصانا الدين الاسلامي بالتربية الصالحة وبالبر وبالاحسان وبالتسامح وبالصدق والامانة وكذلك البيئة العربية وعاداتها الكريمة واعرافها فقد ورثنا منها امور عديدة جداً تحث على السمو بالاخلاق واتخاذ السلوك الحسن مساراً لحياة الجماعات العربية .
لكن ما يحدث في الوقت الراهن من تداخل للثقافات واصرار القوى العظمى في العالم على اكمال مسيرة الغزو الثقافي للمجتمعات العربية الاسلامية ادت الى انحراف المجتمعات العربية عن مسارها في انشاء الاجيال الصالحة والتي لم تتوانى يوماً عن انشائها واخراجها للبشرية في قرون قد خلت .
فالخير لا زال موجود في مجتمعاتنا لكن علينا العودة الى قواعد وأسس التربية الصالحة المتسمة بالاخلاق الحميدة والفاضلة وتعليم ابنائنا مناهج ومفاهيم السلوك الحسن والحضاري والرجوع الى الإرث العربي الأصيل للنهوض بهم وبمجتمعاتنا في المستقبل
حمزة عليان الكوفحي