زاد الاردن الاخباري -
قالت مصادر حكومية أن السلطات الجزائرية ساخطة على عائشة القذافي، بسبب الرسالة التي وجهتها إلى الشعب الليبي عبر قناة 'الراي' الفضائية التي تبث من سوريا، وهو ما اعتبرته الحكومة الجزائرية، حسبما تقول المصادر ذاتها، 'تحديا سافرا' لها، رغم التحذير السابق الذي تلقته بعد التصريحات التي كانت قد أدلت بها على نفس القناة، وشتمت فيها المجلس الانتقالي.
وأشارت المصادر ذاتها الى أن السلطات تريد أن تعرف بداية كيف تمكنت عائشة القذافي من ربط الاتصال مع القناة الفضائية، علما بأن السلطات الجزائرية كانت قد قررت سحب الهواتف المحمولة من أفراد عائلة القذافي، في أعقاب التصريح الأول الذي أدلت به للقناة الموالية للنظام الليبي السابق، وهو قرار رافقته تحذيرات شديدة اللهجة للعائلة، ولعائشة على وجه التحديد، وبالتالي فإن هناك من 'سرب' هاتفا محمولا لعائشة تمكنت من خلاله من الاتصال بالقناة الفضائية.
وأوضحت أن السلطات لم تشأ طرد أفراد عائلة القذافي بعد تلك الحادثة، واكتفت بتحذيرهم من مغبة تكرار هذا التصرف، مؤكدة لهم على أنهم موجودون في الجزائر كضيوف، لكن عليهم احترام واجب الضيافة، وفي مقدمتها عدم القيام بأي تصرف يحرج الحكومة الجزائرية التي قررت استقبال هذه العائلة، رغم كل ما ترتب على هذا القرار من اتهامات وضغوط، ولكنها قالت منذ البداية ان قرار الاستقبال كان لأسباب إنسانية، خاصة وان عائشة كانت على وشك أن تضع مولودها انذاك.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن عائشة وبعد أن قبلت على مضض، أبدت نيتها في الرحيل عن الجزائر نحو دولة أخرى، مع أن المسؤولين الجزائريين أكدوا لها أنهم لم يطلبوا منها مغادرة الجزائر، بل عدم ممارسة السياسة، لأن ذلك سيتسبب للحكومة الجزائرية بمشاكل واحراج مع السلطات الليبية الجديدة، في وقت يحاول الطرفان فتح صفحة جديدة.
وأكدت على أن ما أقدمت عليه عائشة القذاقي مجددا، لا يمكن السكوت عنه، خاصة وأنها ليست المرة الأولى، بل إن الأمر يمكن أن يتكرر مرات ومرات، ما لم تضع له السلطات الجزائرية حدا. وعن سؤال يتعلق بإمكانية طرد عائشة القذافي أو تسليمها للسلطات الليبية الجديدة، أوضحت المصادر الحكومية أن السلطات الجزائرية ستدرس كافة الاحتمالات، والأكيد أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام هذا التصرف.
وكانت عائشة ابنة العقيد الراحل معمر القذافي الشعب الليبي طالبت بالثأر لمن وصفته بوالدها الشهيد الذي قالت انه ركع الاستعمار وجعله يقبل يد ابن عمر المختار.
وأضافت عائشة في رسالة بثتها قناة 'الراي' الفضائية التي تبث ارسالها من العاصمة السورية دمشق في ذكرى مرور أربعين يوما على مقتل القذافي بعد أسره على يد الثوار في مدينة سرت مسقط رأسه وآخر المعاقل المؤيدة له، ان القذافي لم يرحل فهو موجود.
ومضت تقول 'المجاهد الشهيد البطل لم يخذلكم ولم يترككم فقد وعد فصدق، وقدم لكم الشهيد الأسد المعتصم بالله والشهيد الأسد خميس والشهيد الأسد سيف العرب والمجاهد الأسير سيف الإسلام، وقدم نفسه شهيداً على تراب أجداده يدافع عن بلده وشعبه، يا أبطال وحرائر ليبيا ماذا سوف تقدمون له ليرى العالم أحفاد وأبناء وبنات شيخ الشهداء، معمر القذافي، ماذا سوف تفعلون اثأروا لشهيدكم وانقشوا على بنادقكم 'يخلص دين وراه وليه يابال دين وراه رجال'.
وتابعت'اثأروا لشهيدكم، انتفضوا ضد مسرحية الحكومة الجديدة التي جاءت على طائرة الناتو ونصبت نفسها فوق جماجم الشهداء أما أنتم أيها العملاء فسيأتي يوم تندبون فيه كما يندب الشيعة مقتل الحسين'.
وختمت عائشة رسالتها بالقول 'أيها المجاهدون والمجاهدات لا تنسوا وصية والدكم الذي قال لكم استمروا في المقاومة حتى لو لم يصلكم صوتي، أختم بحكمة اخي الشهيد جيفارا العرب المعتصم بالله الذي كان يرددها في الرخاء والشدة، روعة الحياة ان نموت كما نهوى ونحيا ونحن في ظلمة القبور'.
وبثت قناة 'الراي' الموالية للقذافي رسالة عائشة، حيث تلت مذيعة بالقناة الرسالة بينما لم تظهر عائشة لا بالصوت ولا بالصورة كما كان متوقعاً.
وكانت القناة التي يمتلكها المعارض العراقي مشعان الجبوري قد نوهت في وقت سابق الى عزمها بث رسالة عائشة بمناسبة أربعينية والدها القذافي وشقيقها المعتصم اللذين قتلا على أيدي الثوار بعد اعتقالهما في مدينة سرت اثر المعارك العنيفة التي خاضها الثوار، قبل إعلان سقوط نظام القذافي بصورة رسمية.
يشار الى أن عائشة تركت ليبيا وغادرت الى الجزائر فى شهر أغسطس المنصرم، برفقة والدتها صفية فركاش الزوجة الثانية للقذافي مع شقيقها الأكبر محمد وهانيبال، فيما ترفض الحكومة الجزائرية الاستجابة للطلبات المتكررة التي وجهها لها رسميا المجلس الانتقالي بتسليم أبناء القذافي لتقديمهما للمحاكمة على ما اقترفوه من جرائم بحق الشعب الليبي وللتحقيق معهما في قضايا فساد مالي وسياسي.
القدس العربي