لأن للولايات المتحدة والسعودية ، مصلحة في بقاء الرئيس اليمني علي عبدالله صالح على رأس السلطة في اليمن ، فان احدا لم يحرك ساكنا تجاه ثورة الشعب اليمني .
كنا سنفرح ونطبل ونزغرد ، لقرار عربي يصدر من الجامعة العربية ، بعد ثورات العرب الربيعية ، لو انها لم تتبع سياسة الكيل بمكيالين ، فتلك عدوى انتقلت الى العرب ، بعد أن كنا نتهم الغرب بممارسة تلك السياسة في منطقتنا ، ولولا الشك في أن يكون القرار بتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية ، قرارا سياديا ، بعيدا عن الضغوط الامريكية ، تمهيدا لما هو اكبر من ذلك ، يجري تحضيره لسوريا في جنح الظلام ، كنا سنفرح لهذا القرار .
ثورة ربيع اليمن ، اندلعت قبل ثورة ليبيا ، وغضت الجامعة العربية الطرف عن ما يجري في اليمن ، وقفزت عنها الى الثورة الليبية ، لتتخذ قرارا بتجميد عضوية ليبيا في الجامعة ، تماما كما الآن تجميد عضوية سوريا ، ثم اعطاء الناتو الضوء الاخضر لضرب ليبيا وخنقها عبر التحليق في سمائها ، وهذا ما يجعلنا نظن أن هذا القرار بحق سوريا ، انما يمهد للولايات المتحدة وحلف الناتو ، ليبدأوا صولاتهم وجولاتهم في سوريا ارضا وسماء ، وقد جرت العادة أن يبدأ العرب باتخاذ الخطوات التي تمهد للتدخل الاطلسي ، ولنا في العراق وليبيا عبرة .
ثورة اليمن لا تقل دموية عن ثورة سوريا ، واهل اليمن عرب واشقاء كما هم اهل سوريا ، فلماذا التغاضي عن ما يجري في اليمن والقفز عن ثورة الشعب هناك ، لولا وجود مصلحة امريكية وسعودية ، في بقاء علي عبدالله صالح .
باستثناء وزراء خارجية تونس ومصر وليبيا ، فان باقي وزراء الخارجية الذين صوتوا لقرار تجميد عضوية سوريا ، يجب أن يصوتوا لصالح تجميد عضوية بلادهم ايضا ، لانهم رفضوا ويرفضون أن تقترب الثورات الربيعية الى حدود بلادهم ، ويصرون على أن الحرية والعدالة لشعوبهم ، انما هي منحة يمنحونها لهم ، لا حقا من حقوقهم ، كما ان على الجامعة العربية ، أن تُخرج نفسها من تحت اي نفوذ عربي وغير عربي يؤثر على مصداقيتها وسيادة قرارها ، وأن لا تتبنى سياسة الكيل بمكيالين فيما يخص ثورات الربيع العربي ، او اي شأن من شؤون العرب ، فاين انتم يا عرب من حصار غزة وتجويع اهلها ، ام أن الامر يختلف عندما يتعلق باسرائيل .