زاد الاردن الاخباري -
ماذا ستفعل امريكا واسرائيل وحلفاؤهما مع ايران بعد الملف الطويل الذي قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا،هل احياء الاتهامات التي وردت في التقرير عن نوايا ايران بانتاج سلاح نووي وليس بناء مشروع نووي لاغراض سلمية يمثل مبررا للعمل العسكري الذي تهدد به اسرائيل وتحضر له الاجواء منذ فترة طويلة حيث تزايدت التوقعات في الاشهر الاخيرة وقبل صدور التقرير وتمثل بحملة اعلامية واخراج مسرحي امريكي لمحاولة لاغتيال سفير السعودية في واشنطن من قبل عملاء ايرانيين.
ومع ان التقرير ومعديه لا يمثل الدليل المهم القاطع الذي يمنح للاطراف المعنية بشن حرب شاملة على ايران ويدمر مشاريعها النووية الا ان هناك شبه اجماع في الصحف البريطانية والامريكية على ان التقرير يمثل تغيرا جذريا في موقف الوكالة الدولية وتحركا نحو التعبير عن 'قلق بارز' من مشاريع ايران النووية التي قالت ان البعض منها يمكن استخدامه لاغراض مزدوجة. ومن هنا فقد اعتبرت صحف يمينية بريطانية التقرير بانه بمثابة اعتراف دولي بالخطر الايراني.
وركزت صحيفة 'ديلي تلغراف' على التهديدات التي صدرت من اسرائيل ردا على التقرير حيث قالت انه حتى الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس الذي وصفته انه يمثل معسكر'الحمائم' قال ان التقرير يظهر عدم نجاعة الحل العسكري اعترفت الصحيفة ان الملف الجديد يضع الدول الغربية المنشغلة بالازمات الاقتصادية التي تعاني منها امام ازمة جدية.
وعلى الرغم من ذلك فعلى قادة الدول هذه البحث عن اجماع دولي من اجل التصدي لمنطقة الشرق الاوسط التي تقف على حافة الاشتعال. ومع ان التحرك العسكري اصبح غير مستبعد الا انها تقول ان الخطوة القادمة ضد ايران يجب ان تنبع من الامم المتحدة التي شرعت الحرب على ليبيا واسقطت نظام الزعيم الليبي معمر القذافي.
ونقلت عن دبلوماسي 'غربي' قوله ان التقرير وان لم يقدم الدليل القاطع ولكن الوكالة الدولية تقول ان بعض ملامح المشروع النووي الايراني تعتبر شبيهة بنشاطات الحصول على السلاح النووي وتطويره، حيث عبر التقرير عن قلق جدي من الجانب العسكري للمشروع الايراني.
ويعتقد التحليل ان اهمية التقرير تأتي من الطريقة التي جمعت فيها الوكالة الدولية المعلومات عن النشاطات الايرانية حيث شمل التقرير الف صفحة من المعلومات التي قدمتها وكالات استخباراتية في عشر دول، حيث قامت الوكالة بالربط بين الخطوط كي تتوصل الى ان ايران تقف على ابواب انتاج الاسلحة النووية، ونقل التحليل عن ديفيد اولبرايت المفتش السابق في العراق والذي انشأ معهدا للعلوم والامن الدولي قوله ان التقرير يمثل حالة قوية عن جهود مستمرة ومتقدمة لانتاج رؤوس نووية للصواريخ الباليستية. وقارن التحليل بين التقرير الذي صدر تحت قيادة مدير الوكالة الياباني يوكيا امانو الذي خلف محمد البرادعي الذي انهى مهمته عام 2009 وقالت ان البرادعي عاش في خوف من المواجهة حيث اتهمه ناقدوه انه حاول عدم اعطاء الولايات المتحدة واسرائيل اية فرصة كي تستخدمانها ضد ايران.
ومن هنا يرى ان محاولة دولية جديدة لفرض عقوبات مشددة على ايران واقناع كل من روسيا والصين اللتين تقيمان علاقات اقتصادية مع ايران لعزل الاخيرة هي الطريق الذي يمكن تبنيه بناء على تقرير الوكالة. ولكن هذا لا يعني ان الصقور في امريكا واسرائيل لن يتوقفوا بالدفع نحو المواجهة.
وقال ان السعودية المصدر الاكبر للنفط في العالم والعدو اللدود لايران قد تدعم ضربة امريكية ـ اسرائيلية للمنشآت النووية الايرانية ومن المستبعد ان تدعمه في حالة تصرف فردي من اسرائيل.
وفي افتتاحيتها التي خصصتها الصحيفة لما تسرب عن محادثة جانبية بين اوباما والرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي عن عدم راحتهما للتعامل مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حيث ربطت بين حديثهما عن نتنياهو الكذاب وبين الملف الجديد عن ايران وقالت ان كون رئيسين لدولتين مؤثرتين في السياسة العالمية يعبران عن عدم راحة من رئيس الحكومة الاسرائيلية يعني انه لا يصلح للمهمة مع ايران فإما ان يستقيل او يدفع للاستقالة كما تقول الصحيفة.
القدس العربي