حوار مع صديقي البعثي
زاد الاردن الاخباري -
منذ أيام يدور حوار واسع على صفحات المواقع الالكترونية والفيس بوك وتويتر وغيرها يتخلله قذائف متنوعة من الشتائم حول ما يجري في سورية ، ويقف في خندق المدافع عن النظام السوري وقيادته مجموعة من البعثيين الذين تربوا في حضن البعث وتشربوا أفكاره وتحولوا إلى مرددين لكل ما يقوله التلفزيون الرسمي السوري وقناتهم المسماة الدنيا ، وقد ساقني القدر ليلة البارحة لأجد دعوة للمشاركة في اعتصام للتضامن مع النظام السوري وضد التدخل الأجنبي فرددت على الدعوة بالرفض وقلبت ما نشر في الصفحة محاولاً أن لا أرد ليس لعدم القدرة ولكن لأنني لم أجد فائدة في الأيام السابقة ولمستوى النقاش الذي ينحدر إلى مستوى غير أخلاقي ولأن عيون هؤلاء الشباب لا ترى إلا ما يراه الأسد وشبيحته.
ولكن النقاش الدائر جعلني أدخل في حوار مع صديق بعثي طلبت منه أن يجيبني هو وبقايا الرفاق عن مجموعة من الأسئلة مشترطاً لهم وعليهم أن يكون الحوار عقلانياً بعيدا عن التهجم والشتم والسباب وها أنا أضعها بين أيديكم :
- لماذا كانت الجزيرة رائعة في تونس ومصر وعدوة وخائنة في سوريا ؟
- لماذا لا يفتح النظام الأبواب أمام الإعلام بدلا من سياسة إغلاق الأبواب
- لماذا تقف إيران ضد الربيع العربي في سوريا وتؤيده في تونس ومصر بل وتتغنى في الربيع العربي في البحرين؟
- هل حقيقة النظام انه قومي أم انه نظام طائفي ؟
- لماذا نقبل التوريث في سوريا ونرفضه في مصر وبقية الدول العربية ؟
- كيف تغير الدستور السوري العتيد في خمس دقائق ليتمكن الأسد الابن من الحكم ؟
- إذا كان هذا النظام قوميا ومعادياً لإسرائيل فلماذا يهدد ماهر الأسد بخطر على إسرائيل إذا تغير النظام في سوريا ؟
- لماذا تخاف إسرائيل من التغيير القادم في سوريا؟
- هل عدد القتلى في سوريا 3500 شهيد حتى الآن غير كاف للاعتراف بوجود ثورة في سوريا ؟
- - لماذا احتاج الرئيس لعشر سنوات لإقرار وجود الأحزاب وتغيير القوانين والدستور ؟
- مطلب الشعب السوري الحرية وكل الناس تعرف ماذا يعني السجن في سوريا حتى صار مثلاً (الدخل مفقود والخارج مولود) ولن أسألكم كم قتل النظام من الإخوان بل كم قتل النظام من قادة حزب البعث وقام بتصفيتهم وأغلبهم بالجلطة أو نوبة قلبية؟
- هل الإصلاح الذي تقبلونه شرطه بقاء بشار وحزب البعث بالسلطة ؟ حتى لو كان هناك انتخابات فكلنا نحفظ قصة السلة والأربع تسعات؟
- لماذا نصدق مليونيات الأسد ولا نصدق مليونية حدائق الحسين فهذه حجة عليكم تصدقون مليونيات الشام ولا تصدقون مليونيات الأردن بالرغم من إنه بالمقارنة مع عدد السكان أكثر بكثير وبالتالي يا صديقي عليكم في هذه الحالة أن لا تطالبوا بالإصلاح لأنه الشعب قال كلمته كما هو الحال في سوريا؟
- الحرية لا تتجزأ تطلبونها في الأردن وبحجة المقاومة والممانعة - التي لم تطلق رصاصة لتحرير الجولان الذي تم تسليمه من قبل الأسد الأب – يحرم الشعب السوري من حريته
أحرام على بلابـله الدوح حلال للطير من كل جنس؟
- ثم وأنتم تشنون حملتكم على الإخوان فكم نسبة الإخوان في المجلس الوطني السوري؟ وهذه الفنانة السورية التي خرجت اليوم في حمص هل هي من الإخوان؟
- ولماذا التخويف من تسلم الإسلاميين للسلطة ؟ والحديث عن أنهم لن يقبلوا ( بصيغة المستقبل ) بالآخر وسيعملون على إقصاء التيارات والأحزاب الأخرى مع أن الأحزاب التي مارست الحكم في أغلب الدول العربية إما وطنية أو يسارية أو قومية أو بعثية بفرعيه في العراق وسوريا هي من أقصت الأخر ومارست أبشع الأساليب في إقصاء الآخرين وأجبرت الناس على الانخراط في حزبها حتى الأطفال باسم الطليعة الثورية أو الشبيبة وغيرها
أجابني صديقي عن بعض الأسئلة بما يعرف وسكت عن بعض ولف ودار في بعضها الآخر وضحك أحياناً وغضب أحياناً أخرى ، ولكني بصدق صرت أخاف الحزبية وأخاف على الحرية من الأحزاب حتى لو كانت إسلامية ، فليس مطلوباً من الحزبي أن يكون إمعة أو آلة لتنفيذ الأوامر والتعليمات الحركية والتنظيمية بحجة السمع والطاعة أو الانضباط التنظيمي ، فهؤلاء الشباب الذين كانوا معي البارحة
أغشت عقولهم حزبية ضيقة
فلهم أعين لا يبصرون بها
ولهم آذان لا يسمعون بها
ولهم قلوب ران عليها حب البعث وبشاره وشبيحته
استمر الحوار قريباً من الفجر ، ودعتهم وكلي دعاء أن يفتح الله قلوبهم للحقيقة ، صليت الفجر ولم استطع النوم كتبت المقال وأرسلته وذهبت للعمل وأنا بين ثلاث خيارات :
- أن أطلق الحزب طلاقاً بائناً
- أن أغلق النت وأهجر الفيس بوك
- أو أن تغضب زوجتي وربما تهجرني
د صبر أحمد الضمور