زاد الاردن الاخباري -
وزيران شابان في الحكومة الأردنية الجديدة يراقبهما الجميع بإهتمام بالغ هذه الأيام رغم ان الوزارة برمتها تحت أعين الرقابة الشعبية والنخبوية.
الوزير الأكثر إثارة للجدل حاليا في حكومة الدكتور عون الخصاونة هو وزير الرياضة والشباب الجديد الدكتور محمد القضاة نجل الداعية الإسلامي البارز والراحل نوح القضاة أحد أهم الشخصيات الدينية في الأردن بالعصر الحديث.
وقد لفت الشاب الأنظار ليس فقط بسبب حداثة سنه قياسا بالكهول الذين إنضموا للوزارة ممن يتجاوزون السبعين عاما بل بإصراره على رفض تولي حقيبة الأوقاف رغم انه داعية إسلامي شاب ونجل داعية معروف وإشتراطه حصريا تسليمه حقيبة الشباب لكي يوافق على الإنضمام للحكومة.
ولم يعرف بعد لماذا إستجاب الخصاونة لهذا الشرط من الوزير الشاب فالتفسير الوحيد هو الحاجة الملحة لتمثيل محافظة عجلون والعشيرة الأكبر فيها بالحقائب الوزارية.
وحاجة الخصاونة للدكتور الشاب وصلت لحد إختراع وزارة خصيصا للشباب حتى يتولاها حيث ألغيت هذه الوزارة في الماضي منذ سنوات طويلة.
ويوصف وزير الشباب الطازج عموما بأنه النسخة الأردنية من 'عمرو خالد' الداعية المصري الشهير فالرجل من الدعاة العصريين في مناطق شمال المملكة وله أشرطة كاسيت وفيديو ويعمل بجهد واضح قبل الوزارة مع القطاع الشاب ويقدم نموذجا متحضرا للدعاة الإسلاميين مستنسخا تجربة عمرو خالد في المجتمع الأردني المتدين والمحافظ.
وبطبيعة الحال يقدم القضاة الإبن صورة مختلفة عن الراحل الأب في الوعظ الإسلامي ويتميز بالوسامة قياسا ببقية وزراء الحكومة وخصوصا الكهول، وفي أول تصريحاته العلنية تحدث وزير الشباب الجديد عن إعادة الإعتبار للعقيدة والسلوك في حياة الشباب الأردني.
ويتوقع أن يؤسس الوزيرالشاب لمبادرات لافتة ومثيرة للجدل خصوصا وأنه مقرب جدا من الأخوان المسلمين وتحديدا من قياداتهم الشابة التي تساهم في تحريك الشارع في المحافظات.
لكن التجربة تبدو مثيرة أيضا بالنسبة لوزير التنمية السياسية وشؤون البرلمان الشاب الوسيم أيضا حيا القرالة الذي حصل في اللحظات الأخيرة على حقيبتين يمكن القول انه خبير بأحداهما ولا يعرف كثيرا عن الأخرى فقد رشح عن رئيس الوزراء عون الخصاونة أنه ينوي إلغاء وزارة التنمية السياسية لكن فوجىء الجميع بتكليف القرالة بها وهو شاب أنيق ويحظى بإحترام في صفوف النخبة لكن يعتقد بأن التنمية السياسية عموما لن تكون أولوية.
وأمس الخميس خاضت الحكومة الجديدة في مواجهة تكتيكية مع حراك الشباب فقد أعلنت عن تنظيم جمعة 'عظم ألله أجركم' إحتجاجا على تشكيلة الحكومة ومجلس الأعيان وعندما تبين بأن الجهات الرسمية برمجت نشاطا رياضيا كبيرا هو عبارة عن سباق رالي للسيارات وسط العاصمة ولأول مرة وبشكل يغلق تماما الساحات الحيوية التي يمكن الإعتصام فيها لجأ الحراك للرد على الفكرة بخديعة مماثلة فقد تأجلت مسيرة الجمعة الى السبت، وبدلا من الإعتصام في ساحة مفتوحة قرر الشباب تنظيم نشاطهم في ساحة الديوان الملكي ردا فيما يبدو على الرالي.
بسام بدارين - القدس العربي