زاد الاردن الاخباري -
خالد عياصرة يكتب : في الحضارة، تجارب الأمم لا تنقل، لاختلاف العوامل بين أمة وأمة، لكن هذا لا يمنع الاستفادة من تجاربها والبناء عليها.
ما ينطبق عليها على الأمم، ينطبق على الأفراد، بمعنى أن تجارب الأفراد لا تنقل، لكن يمكن الاستفادة منها والبناء عليها.
أسوق هذه الكلمات لان البعض وقبل أن يبدأ الرئيس المكلف - عون الخصاونة - أولى خطواته، بدا مطالبا أن يكون كما وصفي التل او هزاع المجالي، وعبد الحميد شرف، رحمهما الله.
مع أن الزمان غير الزمان، والمشاكل والرجال الذين عاشوا تلك المرحلة، يختلفون جملة وتفصيلا عن زمننا ومشاكلنا ورجالاتنا في الحاضر، الذي نعيش دقائق تفاصيله.
***************************************
أسوق هذه الكلمات وانأ احمل في جعبتي شيئا من التشجيع للرئيس المكلف، لإيماني أن الأولوية تدور في فلك مطالبته بأن يكون كما يريد هو، باعتباره رجل مفكر، صاحب تجربة، يمكن أن تزرع لتنتج ثمرا، لا كما يريدون هم !!
لذا من الضروري بمكان الانتباه إلى أن الرجل أمام أربعة دروب تمهد الطريقة للانطلاق صوب المرحلة القادمة :
الدرب الأول : مواكبة المرحلة بمنهجية مدروسة تعظم القانون، وتستعيد ثقة الأردنيين بالحكومة بما لها وما عليها، وهذا يتطلب إعادة النظر ببعض القوانين خصوصا تلك التي حملتها الإصلاحات الدستورية التي يحتاج إلى إعادة تدارسها، كما تتطلب المرحلة التفكير بتأجيل الانتخابات البلدية .
الدرب الثاني : الابتعاد عن وزراء التأزيم في الحكومات السابقة، والابتعاد عن ابر التسويف وفكر الوعود الطوباوية .
الدرب الثالث: كشف الحكومة عن نابها الأزرق بوجه ملفات الفساد وقادته المؤسسين، والتخريب والتهديم، باعتماد أسلوب الحزم وشده، في ظل حقول الألغام المتوارثة من أزمان حكومات سابقة.
الدرب الرابع : استعادة هيبة الولاية العامة، من خلال رفض التدخلات الساقطة من سماعات بعض الأجهزة والأفراد، وهذا يتطلب مثلا تحديد دور الديوان الملكي وتخصيصه، كما يتطلب فرض سيطرة الحكومة على الأجهزة الأمنية لا العكس، ذلك حتى لا يحتل عرينها بيد غريمها الذي يقتنص الفرص لتحديد خياراتها وإسقاط رؤيتها والانحدار بها في شراك الفشل.
****************************************
يقول البعض : إن ابتعاد الخصاونة عن المشهد السياسي يعطيه حيزا كبيرا للتحرك، بواسطة الاستعانة بتجاربه البعيدة عن التجارب التقليدية، والرجال التقليديين، القريبة من الانفتاح والموضوعية المبنية على أسس من عدم التداخل في الاختصاصات في أدارة الدولة.
من جانبها بدات قوى الشد العكسي بالعمل ضد الرجل، مع انه لم ينطلق بعد، ومازال يرتب أوراقة وكأنها تعمل على إفشاله جراء سقوط مشاريعها وأمالها التي ذهبت بمقدم عون الخصاونة أدراج الريح، والتي تحتاج منا إلى وقفه بوجهها.
في عين الوقت نتمنى أن تصمت قليلا أقلام وأبواق كتاب التدخل السريع على الرجل الذي ينتظر تشجيعا منا على أمل استعادة ثقة الشعب بحكومته.
في النهاية نقول : إن قبول عون الخصاونة رئاسة الحكومة جاء بعد تضمينات وصلاحيات لا محدودة استطاع اكتسابها لإعادة ترتيب كافة الملفات.
مع هذا فان الفيصل في الرهان على دولة الرئيس عون الخصاونة سنطلق من رحم الشارع الأردني ومدى قابليته لقرارات حكومته وطريقة إدارته لها .
أخي عون الخصاونة ..... أعانك الله وصبرك وقواك على فعل الخير .
الله يرحمنا برحمته ... سلام على أردننا من الله.
خالد عياصرة>
Khaledayasrh.2000@yahoo.com