الانتخابات البلدية
لازلنا في الأردن نتحدث بنفس العقلية ... مرشح عشيرة ... مرشح منطقة ... مرشح حي ... ، ولا يوجد هناك من يروج أو يحاول النظر إلى المرشحين على أنهم للوطن بأكمله أو للمدينة بأكملها .
مرشحي رئاسة البلدية لغاية هذه اللحظة عبارة عن إفرازات عشائرية ، وليست حزبية أو نقابية أو مهنية منظمة تحمل رؤية أو برنامج تنموي شامل . فهذه الصورة النمطية للانتخابات البلدية والنيابية لن تأتي بجديد طالما أنها مازالت نفس العقلية ونفس منهج التفكير .
مرشحي عضوية البلدية مازلوا ينظرون للموضوع على أنه " شيخة "، وكل شخص معه مرسيدس لف موديل 78 وبرصيده 1000 دينار ، أو متقاعد ويرغب بالتسلية وإضاعة وقت الفراغ ، يعتزم ترشيح نفسه لعضوية البلدية ، باعتبارها أقصر الطرق للبس العباية وحضور المناسبات والولائم ، بمعنى ممكن يصبح واجهة عشيرة بسبب عضويته .
لغاية الآن لا يوجد تغيير في أفق الشباب ، وكأنهم هم من يرفضون التغيير نحو الأمام ، حتى الفئة المثقفة لم تعد تهتم كثيراً بالوضع القائم ، وأصبحت تسير وتنجر للأحداث كيفما كانت دون محاولة للتغير .
المثقفين أصبحوا عالة على المجتمع بسبب جمودهم وعدم مبالاتهم ، أو عدم قدرتهم على التغيير الإيجابي في شتى مناحي الحياة ، حتى مشاركتهم في الاعتصامات والتجمعات كانت سلبية في الوقت الذي يحتاج إليهم الوطن للمساهمة في حركة الإصلاح .
اقترحت على بعض المثقفين من مدينة السلط تشكيل كتلة من مثقفي المدينة لخوض انتخابات البلدية ، والهدف منها هو تغيير المفهوم التقليدي المأخوذ عن عضو البلدية ، وباعتبارهم الحلقة الأقوى في اتخاذ القرارات داخل البلدية ، والأقدر على تشكيل لوبي ضد أي قرار يخالف مصلحة المدينة . ولكن للأسف الفكر العشائري لديهم مازال يركز على النمطية في اختيار المرشحين .
مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية مازالت ضعيفة ، خاصة في مجال الترشح للعضوية أو الرئاسة ، وهذا بحاجة إلى تحفيز من قبل التشريعات والإجراءات الحكومية نفسها .
لا اعتقد أن الانتخابات الحالية سوف تأتي بجديد ، طالما أنه الأجواء الملوثة نفسها التي تحيط بالوطن بأكمله ، والشخوص والعقلية الأردنية التقليدية مازالت نفسها التي تحكم وتخطط وتنفذ في القرن 21 . واعتقد أن يجب تأجيل الانتخابات لأن الموضوع أكبر من مجرد وضع ورقة داخل صندوق الاقتراع .
وبعد كل ذلك فهل المطلوب أردنة التحديث أم تحديث الأردن ؟
د.اياد عبد الفتاح النسور
جامعة الإسراء
Nsour_2005@yahoo.com