أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
تغيير آلية تسعير الذهب في الأردن وزير المياه والري من الرياض: الناقل الوطني سيعمل على الطاقة البديلة لمواجهة اثار التغير المناخي الخضير: العمل البرلماني يجب ان يُترجم بواقع ملموس يعكس طموحات الشعب وفاة النائب السابق غازي مشربش 12 شهيدا جراء قصف الاحتلال عدة مناطق في غزة الاحتلال يقيم حواجز رملية على الحدود مع الأردن مجلس النواب يواصل مناقشة البيان الوزاري وتوقعات بالتصويت على الثقة المقابلة: العدالة يجب ان تكون حجر الزاوية في تطبيق القانون القرالة:التحديات الاقتصادية أثقلت كاهل المواطنين الصحة: تعيين 600 من الكوادر الصحية خلال ايام وزير المياه: الناقل الوطني يعتمد الطاقة البديلة لمواجهة التغير المناخي الاردن .. الارصاد تحذر من الصقيع واشنطن وموسكو تتبادلان الاتهامات في الأمم المتحدة بشأن سوريا العدوان على غزة يدخل يومه 425 ارتفاع سعر الذهب عيار 21 في الأردن 20 قرشا إدراج الصابون النابلسي بقائمة اليونسكو شكاوى من دخلاء في قطاع السيارات السياحية الخارجية تتسلم جثماني الأردنيين عامر قواس وحسام أبو غزالة الأردن .. أجواء باردة فوق المرتفعات لنهاية الأسبوع الميداني الأردني نابلس 4: 24 ألف مراجع منذ بدء العمل
صاحبة مقولة «أقدم من إسرائيل» شهيدة.. تُخجل أقلامنا
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة صاحبة مقولة «أقدم من إسرائيل» شهيدة .. تُخجل...

صاحبة مقولة «أقدم من إسرائيل» شهيدة .. تُخجل أقلامنا

10-12-2023 08:02 AM

نعم حتى الأقلام تخجل، عندما تبدأ تكتب عن شخصيات كبيرة لا أعنيها سنّا، إن كانوا كذلك، إنما كبيرة في عطائها وتضحياتها، وحضورها، تخجل عندما تبدأ الكتابة عن الشهيدة الفلسطينية «هادية نصار» التي عُرفت خلال الحرب على أهلنا في غزة بمقولة «أنا أقدم من إسرائيل»، هذه السيدة التي غدت أيقونة تاريخ فلسطين وعراقته وأصالته وجذوره الممتدة لما قبل الاحتلال، لتؤكد في حضورها أن فلسطين لها أهلها، والاحتلال يبقى احتلالا مهما سعى البعض لتغيير هذه الحقيقة.
هادية نصّار، صاحبة الوجه الذي جعلنا جميعا نبتسم ونحن نتابعها عبر شاشات هواتفنا، تحديدا في حوارها مع المصور والناشط الفلسطيني صالح الجعفراوي، الحوار الذي دخل قلوبنا قبل مسامعنا، رغم بساطته وعفويته وهو بالمناسبة ما يميز الجعفراوي في كافة مقابلاته، لتخرج كلمات من هذه السيدة بحجم تاريخ قضية، وبحجم معاناة شعب لأكثر من (75) عاما، وبحجم كل ما قيل عن فلسطين وحقها في أرض، وربما ما سيُقال!.
استشهدت هادية نصار، وهي «الهادية» في حديثها، والمميزة بنقل ما في قلبها وحتى ما في قلوبنا، استشهدت وأعلن عن استشهادها صالح الجعفراوي، وقال «استشهدت يا حبيبتي يا حجتي الله يرحمك ويجعل مثواك الجنة أنت حكيتيلي اسمك صالح وأنت صالح»، لم يكن يعلم صالح حين بث حديثه معها أنه سيكون حديثها الأخير، وربما في قصف مكان اقامتها أهداف، فهو الاحتلال الذي يدمّر ويهدم ويلغي كل أثر لتاريخ فلسطين، والحق الفلسطيني في أرضه، استهدفها رحمها الله لتكون إحدى ضحايا العدوان الإسرائيلي الإجرامي على غزة، العدوان الذي اقترب عدد ضحاياها من العشرين ألف شهيد، أمّا المباني والبنى التحتية والمساجد والكنائس، فحدّث ولا حرج.
يظن الاحتلال أن في قتل سيدة هي حاضرة أقدم منه في فلسطين، سيقتل معها الحقيقة، والحق الفلسطيني، وسيطمس تاريخا لا يوجد به سوى الفلسطينيين على أرضهم، وما هادية سوى واحدة من آلاف الفلسطينيين الذين يحملون الحقيقة في تواريخ ميلادهم، وقصصا في قلوبهم وعقولهم رويت ولم ترو، عن فلسطين التاريخ، ومهما حاولت إسرائيل أيّا كانت آلات حربها أن تفرض روايتها، الحقيقة الفلسطينية باقية وأقوى من كل ما تقوم به، كونها مغلّفة بالحق الفلسطيني الذي لم ولن يتنازل عنه الفلسطينيون مهما كانت كُلفة ذلك عليهم.
أبو جوليا الناشط الفلسطيني وهو بالمناسبة من مدينة غزة، أيضا قال «كلمني ابن خالي وهو يسكن في الشارع الخلفي وراءها وأبلغني أن عناصر الجيش الإسرائيلي قنصوها على باب دارها»، نعم هذا هو الاحتلال الإسرائيلي، عندما يقنص حجة من مواليد عام 1944، أقدم من أن تطأ قدمه فلسطين، علما بأنها ليست المرة الأولى التي تصلها قذائف الاحتلال، فقد كانت قد أصيبت في قصف إسرائيلي على منزلها ودخلت المستشفى للعلاج من كسور في يديها وإصابة طفيفة في وجهها، هذا الوجه الذي حكى للعالم.. العالم الباحث عن الحق والسلام والعدل، حكى أن فلسطين لأهلها، وإسرائيل محتلّ، وفكرة أنها مستهدفة ليست ببعيدة اطلاقا، سعيا من الاحتلال لإنهاء تاريخ فلسطين، كما يسعى لإنهاء حضور علماء فلسطين وآثارها، ومساجدها وكنائسها، وإعلامها، ظنّا منه أن هذا انتصار، وقوّة، وإنهاء للحقيقة.
الشهيدة هادية نصار، صاحبة العيون الخضراء، لم تمت معك الحقيقة الفلسطينية «يا أمنا جميعا» إنما زادت قوة وحضورا وتشبثا، سامحينا فأنت تواجهين احتلالا لا يفرق بين كبير وصغير، ولا يضع اعتبارا للمسنين والمسنات، ولا للأطفال ولا للنساء، وباستثناءات بسيطة شهداء أهلنا في غزة من هذه الفئات، سامحينا فرصاصات الاحتلال بقلبك وصدرك، ستبقى درسا لنا بمعنى الثبات ومواجهة الاحتلال، وتشبث الفلسطيني بأرضه وبيته مهما مرّ عليه من حروب، ومحاولات تهجير.
آخر كلماتها «أنا متمسكة في الأرض ولن أتركها»، وصدقت الوعد، ما أريد قوله أنكِ عشت ومات الاحتلال ورواياته المزيّفة، والتاريخ الذي يحاول كتابته بدماء أهل الأرض، الفلسطينيين، لكنه حتما لن ينجح.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع