قبل بضعة سنوات كان المعلم والطبيب و رجل الأمن خطوط حمراء بالنسبة لنا كشعب أردني,لا يتجرأ أحد على المساس بأي منهم,احتراما لدورهم الاستثنائي والمميز الذي يقومون به في خدمة الوطن والمواطن كل بدوره.
المعلم الذي ينقذنا من براثن الجهل ليصنع منا منارة للعلم والمعرفة,والطبيب الذي يصنع المستحيل من أجل ابعاد شبح الموت والمعاناه والألم الذي نعانيه عنا,ورجل الامن الذي يضحي بروحه من أجل أن نعيش دفاعا عن أموالنا وممتلكاتنا وأرواحنا,ويبقى بعيدا عن زوجته وأسرته ويحرم نفسه من قضاء فترة العيد بين أهله من أجلنا, ولو نظرنا الى حالتهم المعيشية لوجدنا أنهم يتقاضون أدنى حد من الرواتب التي لا تسمن ولا تغني من جوع,ولو كتبنا عنهم مجلدات لما أوفيناهم حقهم من الثناء والاحترام والتقدير مقارنة بحجم التضحيات التي يقدمونها لوطنهم وأمتهم, وبالرغم من ذلك بدأنا نسمع هنا وهناك أن فلانا ضرب طبيبا وآخر ضرب معلما وفلانا تطاول لا بل ضرب رجل أمن وهذه الاعتداءات على معلمينا وأطباءنا ورجال أمننا,أمثالي من الناس لا يصدقوها لأن عقلي لا يستوعبها لأن الاعتداء على هذه النخبة المميزة من أبناءنا هي قمة الانحطاط الخلقي والاجتماعي,ويجب علينا جميعا أن نقف وبقوة وحزم معا لاجتثاثها من جذورها من مجتمعنا الطيبالأصيل,الذي لم يعتاد على مثل هذه الأمور الشائنة من بعض المهووسين الذين تأخذهم العزة بالاثم.
نحن بالأردن منذ ولادتنا نمارس الديمقراطية الحقيقية طولا وعرضا وليست الديمقراطية الزائفة المستوردة ونقول ما يجول بخاطرنا دون رقيب أو حسيب حتى عندما كنا بدون برلمان,لم نشعر بيوم من الأيام كأردنيين بأن هناك سلطة أمنية تمارس القهر والغبن على مواطنيها ,بالعكس نحن الدولة الوحيدة بالعالم التي تسمح لمواطنيها بدخول كافة المواقع الامنية من امن عام ودرك ومخابرات واستخبارات وقيادة جيش ودفاع مدني. ولا يمنع أي مواطن من دخولها, ويقوم كبار ضباطنا بواجب الضيافة للمواطن بالرغم من عدم تفرغهم من كثرة الواجبات الملقاة على عاتقهم وبالرغم من ذلك بالآونة الاخيرة لم تقتصر هذه الاعتداءات على هذه النخبة المميزة من أبنائنا بل امتدت لتطال مؤسسة العرش باسم الديمقراطية, وبدأ البعض على الفضائيات وبكل وقاحة يتطاولون على مؤسسة العرش لفظيا بإسم الحرية, انني أقول لهؤلاء أن الديمقراطية الحرة هي حرية الفكر والقلم واللسان النظيف الذي يأبى أن يتلفظ بألفاظ بذيئة على الآخرين وأن مؤسسة العرش ستبقى مصانة بعون الله ومن ثم بهمة الاردنيين الأوفياء والأمناء على مصالح الوطن والأمة.
ونحن الفئة الصامته من أبناء الشعب نمثل بنسبة 98% من الشعب. وهؤلاء الذين يتبادلون الأدوار على الفضائيات يعرفهم كافة ابناء شعبنا فلان وفلان وفلان معدوديين على الاصابع وعندما يستمع المواطن اليهم نظرة المهرجين لا اكثر ولا أقل وبعض الفضائيات تحاول دس السم بالدسم لإثارة هؤلاء الغوغائيين وطرح غبنهم وحقدهم على الأجهزة الأمنية على الفضائيات. وأنا أحيطهم علما أنهم كلما كثفوا من انتقاداتهم للعرش كلما زاد تمسك الشعب بمليكه وكلما شنوا حملة على الأجهزة الأمنية كلما زادت ثقتنا بأجهزتنا الأمنية, فعليهم أن يبحثوا عن اسطوانة غير هذه الاسطوانة التي أصبحت مملة لا بل مقرفة,لأن أحاديثهم ليست من الديمقراطية بشيء بل هذا ما يسمى بالعهر السياسي والاجتماعي.
ومن خلال هذا المقال أدعو شعبنا الاردني الاصيل بكافة أطيافه الى التمسك بأخلاقنا وعاداتنا الاصيلة ونبقى على العهد بالبيعة الأبدية للهاشميين, ونتمسك باحترامنا لمعلمنا وطبيبنا ورجل أمننا وكافة حملة الشعار الأوفياء للوطن والأمة.
فتحية للمعلم وتحية للطبيب وتحية لحملة الشعار أينما كانوا وشلت أيادي كل من يتطاول عليهم.
محمد منير ابوعين
مدير عام الوطنية لتنظيم العمالة الوافدة -تحت التأسيس-