أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
شهيد وإصابات جراء قصف طيران الاحتلال موقعا في مخيم جنين أوقاف غزة: الاحتلال دمر 604 مساجد كليّا وسرق ألف جثمان من المقابر رئيس أركان جيش الاحتلال السابق يطالب نتنياهو بالرحيل سلطة وادي الأردن تنهي إعداد موازنة المياه الصيفية للزراعة 3.07 مليار دينار دُفعت عبر (كليك) خلال 4 اشهر طعن شابين خلال مشاجرة في الراشدية .. والأمن يحقق 5 إصابات بحادث تصادم بالسلط تجارة الأردن: سلطنة عُمان شريك اقتصادي مهم للأردن قتال شرس في جباليا شمالي قطاع غزة أسعار الخضار والفواكه السبت في السوق المركزي عطاء لدراسة جدوى إنشاء قطار بين عمّان والزرقاء وصولا للمطار القسام: أجهزنا على 15 جنديا صهيونيا شرق رفح بزيادة 80 قرشا .. ارتفاع جنوني للذهب بالأردن القسام تستهدف دبابة للاحتلال شرق رفح السبت .. ارتفاع إضافي على درجات الحرارة إيكونوميست: الجيش الإسرائيلي عالق بحلقة الموت بغزة «الإخوان» و«المستحيل المطلوب»… هل يمكن ضرب حاضنة المقاومة في الأردن؟ حماس تشكك في زعم إسرائيل استعادة جثامين 3 من أسراها بغزة "والله اتخزَقوا" .. فيديو مثير من "القسام" عن معارك جباليا (شاهد) الأردن يطالب فيفا بمعاقبة المنتخبات الإسرائيلية
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث العلاقة العضوية بين العروبة والإسلام

العلاقة العضوية بين العروبة والإسلام

10-10-2011 05:56 PM

زاد الاردن الاخباري -

العلاقة العضوية بين العروبة والإسلام
نايف عبوش
لا شك أن الله تعالى عندما اختار النبي العربي محمد بن عبد الله( صلى الله عليه وسلم)لتبليغ رسالته إلى الناس أجمعين،قد من على العرب بهذا الاختيار بقوله(لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).وفي حدود فهمنا لمراد الله وحكمته من هذا الاختيار، يتبادر إلى الذهن أن هذا الاختيار الإلهي، إنما هو في جانب منه، قد جاء استجابة من الله لدعوة سيدنا إبراهيم (عليه السلام)لربه، أن يبعث الله تعالى في العرب رسولاً منهم، كما اخبرنا بذلك القران الكريم، إذ قال تعالى على لسان أبي الأنبياء إبراهيم في هذا السياق (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم).فكان العرب ابتداء،هم المعنيون بالخطاب الإلهي(وأنذر عشيرتك الأقربين)،بعد أن خصهم الهر بحكمته البالغة بهذا الشرف العظيم،ليكونوا مشروع الهداية الربانية على الأرض،عندما استجابوا لهذا الاختيار الرباني لهم، و ناؤا بحمل رسالة الإسلام، وقاموا بأداء واجب هذا التشريف على أحسن وجه،حتى امتدحهم من شرفهم بهذا التكليف بقوله(رضي الهل عنهم ورضوا عنه).
وايضاحا لهذا الاستنتاج من بين مرادات الله في هذا الاختيار،فقد بين النبي (صلى الله عليه وسلم)سر شرف هذه المكانة الرفيعة، التي كرم الله بها العرب، إكراماً لنبيه محمدا المختار من بينهم عندما قال( إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة ، واصطفى من بني كنانة قريشا ، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم).فكان بهذا الاصطفاء الإلهي( خيارا من خيار من خيار)،ما لبث أن أكده(صلى الله عليه وسلم) بانتخائه لذاته، يوم حمي الوطيس في معركة بدر الكبرى، بهتافه الشهير(أنا النبي لا كذب..أنا ابن عبد المطلب).
وكما اختار الله تعالى خاتم الرسل محمدا من امة العرب، فقد اختار اللسان العربي أيضا ليكون لغة الوحي، ولغة الخطاب الإلهي في الدين الجديد،فقال تعالى (إنا أنزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون)وهذا شرف إضافي للعرب، ليضاعف مسؤوليتهم الدينية في حمل لواء الرسالة،وليكونوا حاضنة الإسلام البشرية،ووعاءه المادي،ومهده المكاني الرحب، قاعدة للانطلاق المتطلع،إذ طالما انه نزل بلغتهم،فهم سيكونون بلا ريب، أفهم الناس بمراداته، وأقوم للعمل بمقتضاه،وما استنكار الرسول سوء فهم احدهم لمراد الله، عندما خاطب الرسول قائلا له، ما تقول في قول الله(إنهم وما يعبدون من دون الله حصب جهنم)؟ حيث رده الرسول يومها قائلا له(ما أجهلك بلغة قومك)،إلا دليلا لغويا قاطعا يصب في هذا السياق،ولاغرو في ذلك، فالرسول ابلغ، وأفصح من تكلم العربية،فهو الذي أوتي جوامع الكلم.
وإذا كانت لغة العرب بأساليبها المعروفة، هي مادة الخطاب الإلهي للعالمين من خلال القران الكريم، فلا عجب إذن أن يكون للقرآن الكريم الفضل الكبير، في حفظ اللغة العربية، ونشرها بين الناس، لتكون لغة عالمية، محددة المفاهيم والقواعد. وبذلك حفظ القران اللسان العربي،وصانه من العجمة واللحن،فصار مرجعا أساسيا لنحوها، وعلومها على مر العصور،إذ قد تكفل الهل بحفظه مطلقا حيث(لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه).
وبالإضافة إلى ما تقدم من فضيلة تبادلية بين الإسلام والعروبة،فانه لابد من الإشارة إلى فضل الإسلام على العرب، ودوره في توحيد أمتهم، وكيف انتقلوا في ظله من رابطة العصبية القبيلة والولاء لها، إلى رابطة العقيدة الإسلامية والولاء المطلق لها،على مبدأ(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)،فكان منهج الله هو إطار صياغة الحال العربي، صياغة جديدة، فأخرجهم من الغلظة،والبداوة، والشرك إلى الإنسانية الوادعة، والحضارة المستنيرة الموحدة،حتى استمرؤوا قاعدة الدين بالنبوة باعتبار أن(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم)،فكان وازع توحيدهم على درب الرسالة، قد فجر في أنفسهم حس الإيمان الجمعي بأهمية الوحدة، وخيرية الاعتصام بها،لكي لا تذهب ريحهم،فتلاشت نزعة الكبر في نفوسهم بالصياغة الجديدة،مما سهل انقيادهم واجتماعهم ،على دينهم ونبيهم، حيث ألف الله به بين قلوبهم،فأصبحوا بنعمة الإسلام إخوانا.
ومع إن الإسلام كان ديناً إلهياً، ووحياً سماوياً ،إلا انه لم يكن خارج الزمان، والمكان، والبيئة الاجتماعية، التي نزل فيها.فالإسلام إنما ظهر في بلاد العرب، حيث بشر به رسول منهم ،بدأ تحنثه الأول في غار حراء بمكة،الذي كان مكان مهبط الوحي،الذي نزل بأول آية(اقرأ باسم ربك الذي خلق)،ليتواصل وحي السماء مع الأرض مكانا للعرب،لتكون بالإسلام مركز الإشعاع،وقاعدة الانطلاق المؤمن،ومصدر الهداية للعالمين،بما شكلته من امتداد ثقافي للشخصية العربية، وقيمها النبيلة،لتأخذ مداها على أوسع نطاق من التلقي بالقبول بين الشعوب، التي ارتضت الإسلام دينا، وقيما، وحضارة.
ولا جرم إن الإسلام هو أضخم مكون في تاريخ العرب،فكان الطاقة المعنوية الكبرى، والعنصر الأساسي في ثقافتهم، و موروثهم الحضاري ، ولذلك فإن أي محاولة مغرضة لفصل الإسلام عن العرب، أو فصلهم عنه،هي مؤامرة خطيرة، لا تصب إلا في مصلحة الأجنبي،ولا تؤدي إلا إلى إضعاف الحال العربي وإنهاكه،وعزله عن دوره الإلهي والحضاري معا، مما يفسح المجال للشعوبية لاختراق الكيان العربي الإسلامي،والانقضاض الحاقد عليه من الداخل، لهدمه وتدميره.ولعل القاعدة القائلة(إذا ذل العرب ذل الإسلام) تحمل الكثير من المدلولات الصائبة، عند وضعها في مثل هذا السياق من التحليل المنطقي.وبهذا تكون العلاقة جدلية بين العروبة والإسلام،حيث تبقى العروبة جسدا روحها الإسلام،في حين تكون جثة هامدة من دونه.
ولئن كان الإسلام بالنسبة للمسلم دينه وعقيدته ، فهو بالنسبة للعربي غير المسلم، تراثه ومادة ثقافته،فالإسلام عبر التاريخ، فسح المجال لغير المسلمين من أهل الكتاب، والأقوام الأخرى في ساحته،أن يعيشوا في ظله بحرية تامة،فحمى مقدساتهم، وصان معابدهم ، وجعل المواطنة بينهم وبين المسلمين،من أوثق الروابط المشتركة،التي لا تقبل المس إطلاقا،على قاعدة(متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا)..وهي قاعدة الحرية التي لم ينتبه لها العالم المعاصر في ميثاق حقوق الإنسان، إلا في النصف الثاني من القرن المنصرم.
لقد كان النموذج العربي الإسلامي الذي انبثق في الأرض العربية،قبل أكثر من أربعة عشر قرنا،مركزا لإشعاع الأمة العربية بتجربتها الرسالية للعالمين، التي أفاضت على الإنسانية بالخير العميم،وحررت الشعوب من طواغيت الوثنية بالتوحيد.وتتعرض تلك الصورة الناصعة اليوم، إلى حملة تشويه وتزييف، تستهدف النيل من العرب، وبخس حقهم التاريخي في قيادة الركب، لتحقيق نموذج النهوض المعاصر للأمة، باستلهام الصفحات المشرقة من ذلك التاريخ الناصع، بذرائع مختلفة ما انزل الله بها من سلطان،تختفي وراءها سحب داكنة من التآمر الدولي، المتواطئ مع الشعوبيات المحلية،والإقليمية،والدولية، في محاولة محمومة وقذرة، تستهدف فصل العرب عن الإسلام،واصطناع قوى طارئة غيرهم، تستعجم الإسلام، وتشوه نقاءه، وتزيف مفاهيمه،وتضيق آفاق الفكر،وتقطع طريق الاتصال المتفاعل ايجابيا مع الإسلام.فكان التواطؤ الشعوبي السافر، المحلي والإقليمي، مع جيوش الاحتلال الأمريكي وهي تحتل العراق، والناتو وهو يدمر ليبيا،في حين تعصف بسوريا واليمن،ومصر وتونس،رياح الفوضى الخلاقة، إمعانا في إنهاك الحال العربي، وتمهيدا لفرض إستراتيجية الشرق الأوسط الجديد ،التي تستهدف إعادة صياغة خارطة المنطقة، وفقا للأجندات الغربية الصهيونية.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع