زاد الاردن الاخباري -
يقول أبو ذر الغفاري :" عجبت ممن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج على الناس وهو شاهر سيفه".
على أنين الجرح استفاق . انتشل جثته التعبة من تحت الفراش وفتح نافذته المواجهة لتلك الطوابق المتكدسة كحزنه .أسدل الستارة وفوضى الزحام تملأ جوف الصباح على عجل تناول قهوة مرة وجلس أمام التلفاز متابعا شريط الأخبار المار ليرى كم خيبة لدينا اليوم غصة تمخر قلبه وفي نفسه أن الهزيمة ترتبت في كل شيء فينتعل الرصيف لا يفكر بشيء سوى ألم في الذاكرة . جلس أمام طلبته وأخذ يتصفح وجوههم المشمسة وتمنى كم يكون الكون جميلاً لو كان بصفاء هذه الوجوه كم سيكون عادلاً كسر صمتهم بسؤال أثار الضوضاء في عقولهم وتركهم منشغلين في انتقاء إجابة لسؤاله العميق واخذ يفكر فالكون كله ذاهب إلى الضياع تشغله حكايات كثيرة لم تختمر بعد وسيجيء اليوم الذي يفضح حزنه برواية هناك.
هذا المعلم : أترونه بدخله المتواضع سيبني سقفا للعالم , هذا المعلم برغم ثقل الحياة سيضل باسقا كنخل بغداد , هذا المعلم سيقهر الأبدية بصموده، وفي كنفه سيزهر الربيع , وسيزداد حسنا وبهاء ونظارة , هذا الذي يحترق لينير لكم دياجير العتمة, يفنى لتبقوا، يشقى لتسعدوا ،أهكذا يجازى ؟ والله ما هكذا يا سعد تورد الإبل و ما انصفتموه, والكل يعلم يقينا أنه الأساس الذي يبنى عليه كل المجتمع ببجره وعجره , فإن رضيتم لأنفسكم أن يكون الأساس مهلهلا وآيلا للسقوط فماذا سيكون مصير هذا الجيل ؟ ما كان المعلم ليطالب بشيء حتى غزاه الفقر وطرق بابه الجوع وأقض مضجعه الدَّين وصل إلى الحضيض،فالحياة كلها في ارتفاع وهو في نزول , لا احد يعبأ بحاله سوى ما يقدمه له جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا من عونٍ ودعم ومساندة ، أما الآخرون فلم يكلفوا أنفسهم عناء استطلاع حال المعلم وما آل إليه في هذا الزمن الرديء, سادتي إن أكبر عدوٍ للإنسان هو الفقر , هو الذي يخرجك من بيتك وعن طوعك , وعن سلطتك , وقديماُ قال عمر بن الخطاب :" لو كان الفقر رجلاً قتلته" ولنا أن نقول لكم معاشر المسؤولين , لماذا تطوقوا المعلم وتضعونه في قفص وتدعون الفقر طليقا يروح ويغدو يسرح ويمرح ، لا نسمع منكم ولو كلمة شكر , ولا كلمة طيبة ,كل ما بيننا هو سائل ومسؤول، ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح , ألسنا كلنا في خدمة هذا الوطن , فلماذا هذه القسوة وهذا الجفاء بيننا , تعالوا إلى كلمة سواء بيننا , انظروا كم هذه الحياة قاسية علينا ,عندها ستعلمون ما الذي اخرج المعلم عن جادته , تعالوا إلينا وقفوا معنا في وجه هذا الزمن الرديء .
سالم خليل الاقطش