زاد الاردن الاخباري -
نظريات سياسيه حزبيه ..للبيع
الشاعر الفيلسوف سامي الاجرب
هذهِ دعوة للأحزاب للقديمة , والجديدة , والمستجدة
حقاً أيها السادة :-
ليس في المظاهرات والضجيج والصراخ تكبر الأحزاب , بل في الفكر الهادف , والعمل المثمر , والبناء الحضاري , والعطاء الإنساني . ونحن في الأردن , تتكاثر الأحزاب لدينا و يومياً , أما الأحزاب القديمة في العمل السياسي , فهي في مفهوم أصحاب الخبرة في الشأن الحزبي , هي ما زالت في دور روضة العلوم السياسية , و أما الأحزاب الجديدة فهي أحزاب تحاول الحبو على أعتاب الساحة السياسية الأردنية .
ومن جميع هذه الأحزاب , لا نسمع لها صوت عملي و فعلي , ولا نشهد لها على الساحة السياسية فعل و أفعال و مفاعيل في داخل الأسرة , والمجتمعات , والشعب عموماً . لهذا نجد الأحزاب شعبياً مرفوضة و مكروه و مذمومة , كون تلك الأحزاب , أولاً, هي تكونت لغاية فردية وليس شعبية , و ثانياً , حقاً هي أحزاب طوريه , أي مازالت في مراحل النشوء و الإرتقاء و التعلم من التجارب الذاتية . تتحسس طريقها في دهاليز مظلمة و شائكة و وعرة المسالك . تضربها أفكارها ذات اليمين و ذات اليسار .
برامجها السياسية في غاية النرجسية , و تنظيمها الجماهيري هلامية , و مدخولاتها المالية هامشية , وفي التقيم العام لهذه الأحزاب حتى الدينية منها , هي أحزاب قشرية , ولا تنبع من أعماق شعبية ووطنية و قومية و عقائدية , حتى أصبحت أحزاب تفتقد للجاذبية الشعبية , وهي بهذا و كأنها أحزاب لا تمت للجذرية , فمن تسلق الفعل السياسي كما أشجار اللبلاب , وبفكر سياسي سطحي سهل الإندثار والزوال و الإبادة .
ومن هنا :- إني أقدم لهذه الأحزاب , أفكار و نظريات سياسية للبيع .
على مبدأ , السياسة هي فعل لتحقيق هدف أقتصادي , حيث تمكن لهذه الأحزاب من التطور السريع والعاجل و الإرتقاء في سماء الساحة السياسية الوطنية , بشكل واضح و صريح و كبير و مؤثر جداً , بلا صراخ , بلا ضجيج , وبلا أي عراك و تحديات لكل الأطراف , نعم في العقل يسود ويسوس الإنسان الحياة .
ويمكن لهذه الأحزاب , إن شاءت شراء هذه الأفكار السياسية , فهو سيحولها من أحزاب صغيرة إلى كبرى , نعم و للحقية إن شاءت هذه الأحزاب , أن تنمو في تسارع كمي وسريع فهي بحاجة لمنظر سياسي مبدع , وإن لم تجدهُ تقتبس الأفكار أو تشتريها من خلال الإستعانة بالغير , وهذا في المفهوم السياسي العام هذا ليس بعيب , بل العيب أن تزرع فسيلة ولا تجيد رعايتها و سقايتها و حمايتها من شرور العوامل الطبيعية أو البشرية .
ومن هنا أقدم لهذه الأحزاب عامة , لا تدعوا في الحنكة والذكاء السياسي , فهذا مقتلكم في عين الناس وفي عين أهل السياسة , وعليهِ هنا أقدم لكم ثلاثة خطوات تؤدي لحصاد جماهيري بالغ و وافر الكمية أو العددية كذلك النوعية , وهذه الخطوات الثلاثة عن كيفية تطوير الأحزاب تستند على .
أولاً :- تحول الحزب بصورة عاجلة لحزب شعبي تنخرط فيهِ الأعضاء بكل أمان و أريحية و قبول ورضا عام .
ثانياً :- تحول أعضاء الحزب من هالة صوتية , لحزب يخدم الأعضاء دون إستثناءات لأحد , مما يرغب بهِ العامة أو الشعب , و أن يقلب الصورة السائدة لدي الناس , بأن الأحزاب العربية ظاهرة صوتية .
ثالثاً :- وهذه الأفكار ستخدم في نهاية المطاف الوطن والمواطن على قدم المساواة , مما يعطي الحزب السمعة الحسنة , والأحترام العام .
تقدم هذه الأفكار و النظريات السياسية الإستراتيجية المباعة مع تكتيكاتها المرحلية و العملية , وتبقى كل هذه الأفكار والنظريات السياسية , بعين القانون قانونية ورسمية , وبعين الناس هي ما تسعى اليها الناس في حياتها الأجتماعية والحياتية , كما وهي ليست فأفكار جهنمية , بل هي أفكار واقعية و منطقية و عقلانية , دون الأعتماد على نظريات سائدة في الساحة السياسية . تؤدي للضجيج والصراخ والشعارات البراقة .
من شروط البيع :- لا يباع للحزب بأكثر من نظرية واحدة , كون النظرية الواحدة في العرف السياسي تقيم حزباً بحد ذاتهِ . لقد قدمت لكم , نصيحة , لا تفاخروا بالنبوغ السياسي فعند ذلك أنتم للموت البطيء والزوال .
و للحقيقة , ما هذه الأحزاب و خصوصاً الدينية و القديمة , التي تسير في مسيراتها لا يزيد تعدادها عن خمسة ألاف مسير وهي مجتمعة , عند تقسيمها يصبح لكل حزب ألف مسير مخير , و يتبعهم الغاوون من أطفال و متفرجون , وواقفون على الأرصفة من البائعةِ خرجوا في الصورة . يعني لو كنت أنا رئيس وزراء تنادون في إسقاطي , لماذا أرحل من أجل حفنة من المتظاهرين تنادي في إسقاطي وهم في النسبية لا يساوون لعدد سكان البلد لا شيء . مما يجبرني أن أنزل كرئيس وزراء إلى المظاهرات لأزيد العدد , و أخرج في الصورة بأني معكم لحين تصبحون ممثلون حقيقيون لكافة الناس . الشاعر الفيلسوف سامي الاجرب / عمان 8/10/2011