أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
تركيا تعلن إيقاف الصادرات والواردات من وإلى إسرائيل قناة إسرائيلية تكشف ملاحظات حماس على صفقة الأسرى أردنية تفوز بجائزة أفضل أسرة منتجة على مستوى الوطن العربي الصناعة والتجارة تحدد سقوفًا سعرية للدجاج اعتبارًا من يوم غد الجمعة خطة إسرائيلية للاكتفاء باحتلال محور فيلادلفيا بدلا عن رفح. مدانات رئيسا لمجلس إدارة مجمع الحسين للأعمال الأردن .. طالب مدرسة يواجه تهمة هتك عرض فتاة قاصر- فيديو. أمر بالقبض على الإعلامي اللبناني نيشان انقطاع التيار الكهربائي في ستاد عمان. 3 إصابات بتدهور قلاب في عجلون سموتريتش يعترض على تعيينات الجيش ويطالب نتنياهو بالتدخل انطلاق الورشة التدريبية الدولية حول تحقيق أهداف التنمية المستدامة مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق على انخفاض أكثر من 250 منظمة حقوقية تدعو لوقف نقل الأسلحة لإسرائيل الفيصلي يواصل تحقيق الانتصارات الكبيرة في الدوري ويقلص الفارق مع الحسين اربد 1900 معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية مديرة المخابرات الوطنية الأميركية: الحرب في غزة ستحدد مستقبل المنطقة وزارة الصحة بغزة: تدعو المنظمات الحقوقية لزيارة المعتقلين بإسرائيل بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت من منصبه نتنياهو: اليهود "سيقفون بمفردهم" إذا اضطروا لذلك
تأثيرات الحرب داخل الأردن
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة تأثيرات الحرب داخل الأردن

تأثيرات الحرب داخل الأردن

12-11-2023 04:56 AM

لا يختلف أحد في الأردن على أن الحرب على قطاع غزة والضفة الغربية تركت أثرا حادا على الصعيد الأردني الداخلي، والأدلة على ذلك كثيرة، وعلى مستويات مختلفة شعبية وغير شعبية.

اللافت للانتباه هنا مثلا حالة اختفاء الناس وسياراتهم من مساءات عمان مثلا، فالكل يعود إلى بيته، ويختصر مشاويره، ربما بسبب الحالة المعنوية أو رغبة بمتابعة الأخبار، أو حتى بسبب الأثر النفسي المؤلم للجرائم الإسرائيلية، وأحيانا بسبب حالة تعقيدات الحالة الاقتصادية.

لا شيء يعادل دم الشهداء، حتى لا نضع دم الشهداء وأضرار أهل غزة على حياتهم وعائلاتهم واقتصادهم واستقرارهم، وممتلكاتهم، وتأثر شعوب جوار فلسطين، مثلا، في كفة ثانية، لأن الفرق كبير جدا، لكننا نتحدث عن الأثر المباشر الذي يثبت أولا وأخيرا مستويات الترابط بين الأردنيين، وقضية فلسطين، والترابط هنا كما هو معروف لا يأتي من باب التضامن، فهذه كما أشير دائما ثنائية التاريخ والجغرافيا، وشهادات الدم المبارك في القدس.
على المستوى الاقتصادي يقول مسؤولون إن حجوزات الطيران والسياحة والفنادق انخفضت الى حد كبير، وبنسب ربما تتجاوز النصف، وهذا سبب تحول منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة غير جاذبة للسياحة في هذه الظروف، مما يؤثر على هذه القطاعات والعاملين فيها، مثلما أن أغلب الناس انفضوا عن كثير من عاداتهم مثل ارتياد المطاعم والمقاهي، وحتى بعض حفلات الزفاف أو الخطبة تم تأجيلها، احتراما لدماء الشهداء في غزة، وانخفاض المبيعات أو تراجعها كليا، أو جزئيا في بعض القطاعات، وهذا له أثر اقتصادي مباشر يصل حد تحصيلات الخزينة من الضرائب، في الربع الأخير من هذا العام، الربع الأكثر حساسية في كل عام.
كثرة أيضا قامت بتأجيل وجدولة مشاريعها الشخصية، من قرض السيارة إلى قرض الشقة، بسبب مشاعر عدم اليقين حول هذه الحرب وإمكانات توسعها في كل المنطقة، إضافة إلى حبس الناس لأي سيولة متوفرة بأيديهم قليلة أو كبيرة، تحوطا من المستقبل، بما يعني أن الحرب دخلت فعليا بتأثيراتها كل بيت أردني خصوصا، أن حلقات الاقتصاد مترابطة، وكل قطاع يتضرر أو يتراجع يؤثر على بقية القطاعات، وعلى العاملين في هذه القطاعات.
نحن نتحدث عن الدم في غزة، وفي المقابل نتحدث عن تأثيرات مختلفة تشمل دول المنطقة، يبدو فيها الدم أغلى وأقدس في كل الأحوال، لكننا نحلل مشهدا داخليا نراه بكل تفاصيله.
هذه الحالة لا يبدو أنها ستتوقف، فالأثر النفسي والمعنوي أيضا واضح، إذ إننا أيضا أمام أجيال جديدة تم إنعاش وطنيتها بهذه الحرب الإجرامية، وبتتبع أخبار فلسطين التي تم تغييبها خلال آخر عقدين، أو إضعاف حضورها في حياة الناس، وليس أدل على ذلك من التصنيفات الداخلية لمن هو العدو ومن هو الصديق، ومن يمثل البطولة، أو الخذلان، إضافة إلى أن هذه المذابح التي يتعرض لها الأبرياء لم تترك حتى الأطفال في الأردن من التأثر الشديد والمباشر بكل هذا الضخ الإعلامي، والصور، والفيديوهات، ونحن أمام أجيال تم شحنها ضد إسرائيل، بشكل عنيف جدا، مما يولد بيننا جيلا يرث تعريفات إسرائيل الحقيقية بعيدا عن عناوين ما يسمّى السلام، وعملية السلام، وحل الدولتين، وغير ذلك، والمؤكد أن الصورة في غزة تصنع جيلا غاضبا، وليس جيلا خائفا من إسرائيل، وليس أدل على ذلك من الأجيال التي تورث الغضب على إسرائيل في كل فلسطين، حيث لا جيل يأتي ليبيع فلسطين، بسبب كلفة مقاومة الاحتلال، وهذا يعني أن أهداف الردع النفسي لدى إسرائيل لا تتحقق أبدا، بل يحدث العكس.
المجتمع الأردني بكل تعبيراته يشعر أيضا بالفخر إزاء الوقوف في وجه إسرائيل، وبالبطولة الفذة التي نراها، وهذا يعني من حيث الأثر غير المباشر صناعة نماذج وقدوات تستبدل نماذج وقدوات تم فرضها على أجندة الأطفال والشباب، والتأثيرات التربوية يمكن الاستفتاء حولها في المدارس والجامعات مثلا، ولن تكون النتائج غريبة، لأن المدرسين في المدارس، والأكاديميين يحكون لمن يثقون عن حالة الغضب الشديد في هذه الأوساط والصحوة تجاه فلسطين بشكل مضاعف، يتفوق على الحالة الاعتيادية التي رأيناها بسبب الاستعصاء والركون.
قد تتوقف الحرب، وقد تتوسع، وتأثيراها في الحالتين في كل بيوت الأردنيين، لكونهم أيضا الأقرب إلى فلسطين، عبر التاريخ.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع