أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
تغطية الحملات الانتخابية تؤرق الأحزاب .. صراع المراكز بالقائمة العامة يحتدم اقتصاديون: التوجيهات الملكية بإجراء الانتخابات تأكيد على قوة الاردن سياسياً واقتصادياً أمطار رعدية عشوائية الاحد .. وتحذير من السيول 60% تراجع الطلب على الذهب في الاردن غينيا بيساو تخضع للضغوط الإسرائيلية وتسحب علمها من أسطول الحرية الأردن يدين استهداف حقل خور مور للغاز في إقليم كردستان العراق "الخرابشة والخريشا " : سيناريوهان للحكومة والنواب المرصد العمالي: إصابة عمل كل (30) دقيقة في جميع القطاعات حماس: أرسلنا المقترح المصري للسنوار وننتظر الرد إعلام عبري: بن غفير وسموتريتش ضد أي صفقة تبادل سمير الرفاعي يكتب: الأردن وقد اختار طريقه .. بناء المستقبل بأدوات المستقبل اتحاد جدة ينعش خزينة برشلونة بصفقة عربية مسيرة للمستوطنين باتجاه منزل نتنياهو. كاتبة إسرائيلية: خسرنا الجامعات الأميركية وقد نخسر الدعم الرسمي لاحقا. منتخب النشميات يخسر مجددا أمام نظيره اللبناني. كاتس: إذا توصلنا لصفقة تبادل فسنوقف عملية رفح. الصحة العالمية: 50 ألف إصابة بالحصبة في اليمن خلال عام. الصين تعلن عن أداة لإنشاء الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي-فيديو. المستقلة للانتخاب: الانتخابات المقبلة مرآة لنتائج منظومة التحديث السياسي. مهرجان مالمو الدولي للعود والأغنية العربية ينطلق 23 تشرين الأول.
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث رياح الياسمين في غزة

رياح الياسمين في غزة

18-10-2023 11:20 AM

زاد الاردن الاخباري -

بقلم خميس اللوزي - يخطئ من يظن أن الأردن وفلسطين فريقان متضادان، فنحن قومٌ تربينا على حب فلسطين وعانقناها حباً، لتختنق الكلمات وتتبعثر حروفها كلما شاهدنا فيها سفك الدماء، وصور الأطفال بين هنا وهناك، وتحت الركام؛ تؤازرها الغصة المعهودة كما الأطفال حين تغني لحن الحياة، أطفالٌ لم يروا في شبق حياتهم لذة الحياة كما رأيناها نحن، لتستوقفنا هناك بعيداً في المساء مناظر الشهداء الأبرار بين النار وأزقة الشوارع، وتتجمد الدموع في مقلتي وتقاوم الانهيار متمسكةً بآخر خيوط رباطة الجأش في نفسي، لترهق قلبي المكلوم بمحاولات الصبر والتمسك بالأمل في الله، فما بين لوعة الحزن وتمسكي بالأمل في الحياة، أتمنى لأطفالك، ونساؤك، وشيوخك وأبطالك ولكل شبر من ثراكِ النجاة وأن يأتي ذاك اليوم الذي أرى فيك الشموخ بأم عيني، مطمئناً أن دماء الشهداء لم تضع هباءً، فهذه رئتي الثانية التي بها أتيم عشقاً وإليها أقدم كل دعائي في صلاتي.
لك الله يا غزة حتى ترضين، ولك الله متى رضيت يا ابنة أمي وأبي، وخالي وعمي، يا ابنة دمي الذي فرقته القبائل كما هو دمك، يا ابنة الحكايا التي لا تنتهي يا ابنة الريح اذ تهب شمالاً جنوباً وغرباً وشرقاً، وتقسم أن في كل اتجاه لها مقصدٌ وغاية ووجه فلسطينيٍ امتلأت تفاصيل وجهه بخارطة الوطن، وأمل النجاة، وهو ما زال يرقب منذ عقودٍ خلت أصوتاً تعلو بين حين وحين، لنسمع هنا وهناك كما الحلم وقع حوافرٍ في الرمل تسعى إلى الطمأنينة، فهناك تحط وهناك تحمحم مثل وعد طال انتظاره. العذر لله والعذر لك يا سيدتي، التي ولدت وهي تقاوم، وشبت وهي تقاوم، واقسمت أن لا تموت قبل موت الغزاة، إليك يا سيدتي يا من صنعت نجوماً من الأبطال، تحط أحلامهم في وطنٍ جميلٍ يشاهدون أقرانهم يتسارعون إليه عبر الشاشات، ولكن حلمهم مختلف، ورباطهم مختلف وعيونهم تقسم وهي تذرف الدموع، أن الوطن قائم، وأن زهرة الياسمين لا بد وأن تزهر هنا بين الرماد وعلى دماء الشهداء تروى.
أولئك الأطفال الذين هربوا من منازلهم إلى أماكن قد تكون أكثر أمناً، إلى فصولهم الدراسية التي كانت لهم دار علم وقبلة تعليم ثم ما لبثت أن تحوّلت لملاجئ، سرعان ما استهدفها الغاصب، فهرب منها من فرّ بطفولته ومات تحت رمادها من طالته قذائف المحتل. سرقت منهم طفولتهم فكبروا كما النهر يثقل بما يحمل مما شابه وسرعان ما يهرموا، فضاعت براءتهم خلف أسوار الغياب والحنين وأملٍ موعود، أصبحوا رجالاً قبل أوانهم يحملون الحزن على أكتافهم ويتحجّر الدمع في مقلتيهم، ويكبر الوطن حتى يتخطّى خارطة الكون، يصبح عرضاً يستميتون لأجله وهوية وجواز سفر. أولئك الأطفال الذين كانت حناؤهم دماء أقرانهم ممن ودعوا الحياة، إما تحت القصف فضل الإنقاذ عن جثثهم، وإما في المستشفيات لفظوا أنفاسهم الأخيرة بين فجيعة أم ثكلى، وأب خانته اللحظة فبكى ونحب واستعطف الجسد البالي أن يستيقظ ليكون حلماً وكابوساً، لكنه تآسى على ذلك وكان ما كان.
جراحٌ على الجسد يعضها الألم، ودماءٌ يعلقها القاتل على صدره حين يغتال المدينة كل ليلة، يرمي بصليةٍ إلى السماء ليقتل غيمةً قبل أن تلد المطر، يحبس الموج قبل أن يصل الشواطئ، يقلب الأرض والتراب قبل أن يعلن الغضب، غزة شغف الصغار وولادة أملٍ لا ينتهي، هي أنشودة البقاء في وجه ترنيمة الموت.
آآآهٍ يا وجع الحرف إذ يترنّح من الألم، يا همس الأشلاء المقهورة التي تكاد تصرخ من هول ما رأى أصحابها الفارّون من قبضة الموت إليه، آهٍ وكل تلك الكروم والجبال والسهول والمراعي تستنجد السماء لتتلّطف بأهلها، آهٍ وأولهم يصارع الآخر، ويتسعذر الموت، وأنت المغدورة لا حول لك ولا قوة. خذلك العائدون إلى التاريخ يرتدون ظلاله السوداء وراياته المزوّرة، لتغوص خناجرهم وتتفجر أحزمتهم الناسفة في قلب الآمنين، فكُلُّ أهلِ القطارِ يعودون للأهلِ، لكنكم لا تعودُون إلى أي بيتٍ. و هنا في غزة، للموت معنى غير التراب، وللحياة معنى غيردقات القلب.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع