لعب الحارات وفصل البلديات
بقلم / الدكتور حسام العبداللات
عندما كن صغارا نلعب كرة القدم بالحاره لم يكن لنا ملعب واضح المعالم ، ولا كرة تتمتع بمواصفات عالية الجودة ، ومنا من كان يلبس ملابس رياضية ومنا يلعب ببنطال من القماش ، ولم يكن جمهورنا الذي يشاهد لعبنا أفضل حالا منا ، والحكم لم يكن يحتسب أية مخالفة الا إذا صرخ اللاعب منا من شدة المه .
ولكن اللعب المحترف يتطلب لاعبين محترفين وملاعب ضمن المواصفات الدولية ، ومدربين أكفاء وحكام يعملون ضمن اللوائح والتعليمات ، لماذا ؟ لأن الجمهور الذي
يشاهد اللعبه واعي ومثقف رياضيا ، ولابد لللاعبين أن يحترموا عقول الجمهور .
إن التخبط الحكومي في قضية دمج البلديات مره وفصلها مرة إخرى ، ليدل بما لا شك فيه أن المسؤولين عن إدارة هذا الملف لم يتجاوزا في إدارتهم وإفقهم لعب الحارات .
كيف يفسر لنا نحن الجمهور الاردني الواعي والمثقف الحجم الهائل لعملية فصل البلديات بعد إعلان الحكومة لأسماء البلديات وبدأت عملية التسجل للانتخابات ، فعملية الفصل لم تكن لبلدية أو إثنتين إنها بالعشرات ، فعلى أية إسس ومعايير تمت عملية الدمج وعلى أية معايير تمت عملية الانفصال ، الا تعلم الحكومة أن هذه التصرفات لها تداعياتها على نجاح الانتخابات البلدية واقبال المواطنين على المشاركة بها ؟.
لو وضعت الحكومة معايير درست على إسس علمية ومنطقيه لدمج أو فصل البلديات لما ضاع جل وقتها وإجتماعاتها لحل هذة المشكله ، والعمل على إرضاء الجماهير الغاضبه ، ولما رضخوا لضغوط نواب أو متنفذين ، ولكان الشعب الاردني كله معهم لأنهم تعاملوا مع هذا الملف بشفافيه وبكفاءه . ولكن فاقد الشئ لايعطيه ، فلست أدري والله كيف من أدخلنا في هذه الازمه سيقنع الشعب الاردني أنه مؤهل لادارة الانتخابات البلديه والنيابية ، فلعب الحارات غير لعب المحترفين ، وهل يستطيع وزير البلديات أن يدير إنتخابات في احد الصفوف المدرسية حتى يدير لنا الانتخابات البلديه ، ياعمي الموضوع أكبر من لعب حارات .
hussamabc@yahoo.com