ثمة أحداث متسارعة في وطننا ومنطقتنا بل في عالمنا، لن تنتظرنا عند سجال ولا عند رمي المواعيد القادمة من الغيب تحمل أملا قد لا يتحقق، كما أن الاحداث لن تتوقف حتى ينجزهذا المسؤول أوذاك حلمه الذي قد يحتاج الى سنوات وسنوات.
الحكومات المتعاقبة وعدت الاردنيين بأجمل الايام القادمة ، وعقدت المؤتمرات والندوات وطرحت الخطط والبرامج والمشاريع المستقبلية ، وكانت النتيجة انه لم يتحقق على أرض الواقع وبما يصب بمصلحة المواطن أي من هذه الوعود والمشاريع وكان عنوان كل تلك المراحل الفشل المستمرمع الزيادة في فرض أعباء جديدة على المواطن.
اليوم ونحن على بعد أيام من اللقاء الذي عقدته الحكومة في البحر الميت وكان عنوانه "عام على الاصلاح " نضع كمواطنين أيدينا على قلوبنا ، لا لأننا نرفض أو لا نريد الإصلاح ،بل لأننا شهدنا حالة من عدم الدقة في طرح المعلومات أو التظليل في طرحها ، وللاسف قام بها بعض الوزراء الذين كان من المؤمل أن يتعاملوا مع واقع حال الوزارات وما جرى ويجري بها والمؤسسات التابعة لها بصدق ودون مواربة، والتي انهارت بسبب سوء الادارة وفشل من تولوا ادارتها ما رتب عليها ديونا كبيرة وانتشار الشللية والواسطة والمحسوبية وترقية الفاشلين الى مراكز متقدمة في هذه المؤسسات على حساب الانجاز والنجاح .
شخصيا أدرك بل وأعرف أن الرئيس الدكتور بشر الخصاونة لديه النيات الصادقة لانجاز مشروع الاصلاح بشكل ينعكس على أداء الحكومة وينعكس عليه شخصيا ،بما سيسجله التاريخ عن هذه الحقبة التي تولى بها دفة إدارة البلاد من الدوار الرابع ، لكن وبنفس الوقت ندرك انه كان بين أعضاء الحكومة من هم لا يهتمون بالانجاز بقدر إهتمامهم بالظهور الاعلامي للحديث عن إنجازات لم تتحقق ، بل ولم تنعكس ماليا على الوزارات او خزينة الدولة المرهقة من إرتفاع المديونية الخارجية والداخلية .
وأمام ذلك وعلى قاعدة أن الاوطان لا تبنى بالنيات بل بالتقوى الوطنية التي أساسها العمل وتحقيق الانجازات، وفي ظل الحديث عن إمكانية إجراء تعديل وزاري ،المطلوب من رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة التوقف مليا عند ما يذاع وينشرعن إنجازات قام بها هذا الوزير أو ذاك اوهذا الامين العام أو المدير العام أو ذاك ، وعليه أن يراجع الملفات في كل الوزارات ليرى ما تحقق فعليا منها وما كان منها يدخل في باب" الشو الاعلامي" ،الذي جهد بعض الوزراء والامناء العامين والمدراء في الترويج له دون تحقيق نجاح حقيقي يخدم المواطن ، ولا بأس ان يستعين بمجموعة محايدة من المواطنين المختصين أو المراقبين السياسيين والإعلاميين ليطرحوا أمامه ما هو واقع الحال.
واليوم أيضا على الرئيس بشر الخصاونة أن يطرح أسئلة على نفسه قبل غيره ، وهي أسئلة مشروعة يطرحها كل مواطن في وطن يعاني ومواطن مأزوم ، هل وزراء حكومته ، من وزير العمل الى الصناعة والتجارة الى الاقتصاد الرقمي والنقل ، الى التنمية الاجتماعية، الى الاستثمار ووزير الزراعة ، الى الداخلية ، الى الصحة ، التعليم والتعليم العالي، والمالية وغيرهم من وزراء ، هل حققوا شيئاً في عملهم على أرض الواقع يخدم المواطن ؟؟ وهل أفشل هؤلاء الحكومة أم كانوا سببا في نجاحها ؟؟ وهل بقي لديهم شيئاً ليقدموه للوطن والمواطن أم أنهم أفلسوا بعد أن أخرجوا كل ما في جعبتهم ؟؟
إن "طبخة" التعديل الوزارية تحتاج من الرئيس الخصاونة الى التروي والشجاعة في تعيين الوزراء، وان يكونوا من أصحاب الفكر والعمل السياسي ، والذين لهم الشخصية القيادية وليس الوظيفية الاستعراضية، كما هو واقع حال بعض الوزراء الان، فالاردن يواجه أخطاراً داخلية وخارجية ، والحلول التي يحتاجها الوطن والمواطن لا يقوم بها الا الرجال أصحاب الارادة والكف النظيف ، ولهم شعبية عند المواطن ويثق بهم، ما يساعد على إعادة جزء من الثقة المفقودة بين الحكومة والمواطن، وهذا ما ينعكس إيجابا على مؤسسة العرش والحكومة والمواطن.