أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وول ستريت جورنال: الاحتلال منح حماس أسبوعا للموافقة على اتفاق هدنة رزق بني هاني إلى سيلانغور الماليزي الصليب الأحمر الدولي يعلن مقتل سائقَين وإصابة ثلاثة موظفين في السودان حركة سياحية نشطة للمناطق الأثرية والسياحية في لواء بني كنانة الأردن يتقدم 14 مرتبة بالمؤشر السنوي لحرية الصحافة العالمي لعام 2024 عباس يغادر المستشفى بعد فحوصات روتينية إصابة 5 جنود إسرائيليين في غزة خلال 24 ساعة "حماية الصحفيين" يرحب بمنح جائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة للصحفيين في غزة سرايا القدس تقصف تجمعا لجنود الاحتلال بمحور نتساريم بايدن: عام 2023 كان الأكثر دموية بالنسبة للصحفيين بريطانيا: مخيم طلابي داخل كلية لندن الجامعية دعما لفلسطين مسيرات في عمان والمحافظات دعما لغزة الصحة العالمية تتمكن من إيصال فرق وإمدادات طبية إلى مستشفيين في شمال غزة الحوثيون يعلنون بدء استهداف السفن المتجهة لإسرائيل في البحر الأبيض المتوسط "الصحة العالمية" تشير إلى تحسّن "طفيف" بالوضع الغذائي في غزة انخفاص الرقم القياسي العام لأسعار أسهم بورصة عمان بنسبة 3.09% في أسبوع "مراسلون بلا حدود" تصدر المؤشر السنوي لحرية الصحافة العالمي لعام 2024 بريطانيا تفرض عقوبات جديدة ضد مستوطنين المدعي العام للجنائية الدولية يطالب بالتوقف عن ترهيب موظفي المحكمة الصفدي يحذر من التبعات الكارثية لاستمرار العدوان على غزة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة اَلنّاقِلُ الوَطَنيُّ . . . قَرارٌ سَليمٍ...

اَلنّاقِلُ الوَطَنيُّ . . . قَرارٌ سَليمٍ وَمَسارُ خَاطِيءٍ

10-08-2023 09:56 AM

الدكتور المهندس/ مراد الكلالدة- مستشار العمارة والتصميم الحضري - بِدُونِ الدُّخولِ بِحِسابِ الكَمّيّاتِ اَلَّتِي نَحْنُ فِي غِنًى عَنْهُ هَاهُنَا لِإِيصَالِ الفِكْرَةِ مِنْ هَذِهِ الخاطِرَةِ القَصيرَةِ ، فَاَلْأَرَدْنُّ مِنْ أَفْقَرِ الدّوَلِ بِالْعَالَمِ مِنْ حَيْثُ حِصَّةُ الفَرْدِ مِنْ الْمِيَاهِ بِالسُّنَّةِ ، وَلَا بُدَّ مِنْ اللُّجوءِ الَّى تَحَلّيه مِيَاهُ البَحْرِ لِتَلْبِيَةِ الطَّلَبِ المُتَزايِدِ عَلَى الْمِيَاهِ لِلْأَغْرَاضِ المَنْزِليَّةِ والصِّناعيَّةِ والزِّراعيَّةِ . وَمَا الطَّريقُ إِلَى ذَلِكَ إِلَّا عَقَبَةُ مِنْ عَلَى شَاطِيءٍ مَحْدودِ الطّولِ وَخَليجٍ مُنْخَفِضِ المَنْسُوبِ سَيُكَلِّفُ الكَثيرَ مِنْ الجُهْدِ والْوَقْتِ والْمالِ .
قَرارُ إِسْتِجْرَارِ الْمِيَاهِ مِنْ البَحْرِ الأَحْمَرِ ، إِتَخَذَتْهُ عِدَّةُ حُكوماتٍ وَلَمْ يُصَلْ لِمَرْحَلَةِ فَتْحِ العُروضِ ، وَلَّكْنَةٍ وَصَلَ لِقَرَارٍ مَفْصِلِيٍّ بِتَحْدِيدِ مَسارِ اَلنّاقِلِ الوَطَنيِّ مِنْ العَقَبَةِ إِلَى عَمّانَ مُرُورًا بالدّيْسيِّ وَبَطَنِ الْغُولِ وَطَريقِ الشيَديَّةِ وَمِن ثُمَّ الإِتْجاهُ شَمالًا بِمُحَاذَاةِ خَطِّ مِيَاهِ الديَسيِّ . قَرارٌ يَقْطَعُ الطَّريقَ عَلَى الفِكْرَةِ الأَساسيَّةِ اَلَّتِي عَمِلَتْ عَلَيْهَا العَديدُ مِنْ الحُكوماتِ السّابِقَةِ بِرَبْطِ البَحْرَيْنِ الأَحْمَرِ والْمَيِّتِ لِتَحْقِيقِ جُمْلَةٍ مِنْ الأَهْدافِ مِنْ خِلالِ المُرورِ بِوَادِي عَرَبَةَ بَدَلًا مِنْ السَّيْرِ بِخَطٍّ بِالصَّحْرَاءِ ، فَمَا اَلَّذِي يُقْلِقُنا بِهَذَا المَسارِ لَطَالَمَا أَنَّ الهَدَفَ هوَ وُصولُ الْمِيَاهِ لِلتَّجَمُّعَاتِ الحَضَرِيَّةِ ، إيّا كَانَ طَريقَها .
وَلِلْإِجَابَةِ عَلَى هَذَا السُّؤالِ ، لَا بُدَّ مِنْ التَّطَرُّقِ إِلَى جُغْرافيَّةِ المَمْلَكَةِ الأُرْدُنّيَّةِ الهاشِميَّةِ اَلَّتِي تَنْقَسِمُ إِلَى ثَلاثَةِ أَقاليمَ طَبيعيَّةٍ مُقَسَّمَةٍ طوليًا حَسْبَ الإِتْجاهِ الجُغْرافيِّ شَمالَ - جَنوبَ . الإِقْليمُ الأَوَّلُ هوَ الأَغْوَارُ المُتَّشِكَلُ مِنْ حُفْرَةِ اَلْإِنْهِدَامِ مِنْ الشَّوْنَةِ الشَّماليَّةِ حَتَّى الشَّوْنَةِ الجَنوبيَّةِ شَمالَ البَحْرِ المَيِّتِ ، وَمِن السويمَةِ مُرُورًا بِغَوْرِ الصَّافِي وَوَادِي عَرَبَةَ حَتَّى العَقَبَةِ . الإِقْليمُ الجُغْرافيُّ الثَّانِي هوَ ذَلِكَ المُحَاذِي لِلْأَوَّلِ والْمَعْروفِ بِسِلْسِلَةِ المُرْتَفَعَاتِ الشَّرْقيَّةِ ، وَمِن ثُمَّ السُّهولُ ، والْإِقْليمُ الرّابِعُ هوَ الصَّحْراويُّ اَلَّذِي يُشَكِّلُ ثَلاثَةَ أَرْبَاعِ مِساحَةِ المَمْلَكَةِ .
القَرارُ اَلَّذِي حَسَمَتْ أَمْرَها فِيه وَزارَةُ الْمِيَاهِ أُغْلِقَ الْبَابَ عَلَى أَيَّةِ بَدائِلَ أُخْرَى ظَنًّا مِنْهَا أَنَّ مَسارَ وَادِي عَرَبَةَ قَدْ أُغْلِقَ تَمَامًا ، وَهُوَ رَأْيٌ نَخْتَلِفُ مَعَهُ ، وَيُؤَيِّدُنا بِذَلِكَ عَدَدٌ لَا بَأْسَ بِهِ مِنْ وُزَراءِ الْمِيَاهِ السّابِقيْنَ ، وَمِن يَظُنُّ بِأَنَّ الحُكومَةَ اليَمينيَّةَ الْإِسْرَائِلِيَّةَ باقيَةٌ وَتَتَمَدَّدُ مُخْطِيءٌ لَا مَحَالَةَ . وَدَليلُنا عَلَى ذَلِكَ أَنَّ إِسْتِراتيجيَّةَ السَّلامِ قَدْ وَقَّعَتْ بِوَادِي عَرَبَةٍ لِإِعْطَاءِ دَلالَةٍ بِأَنَّ هَذَا الأُخْدودَ يُمْكِنُ أَنْ يَجْمَعَ الفُرَقاءَ عَلَى طاوِلَةِ المَصالِحِ الإِقْليميَّةِ اَلَّتِي لَا غَنَها عَنْ التَّعاوُنِ فِيهَا كالْمياهِ والْبَحْرِ المَيِّتِ .
نَحْنُ بِالْأُرْدُنِّ لَنَا مَصْلَحَةٌ مُباشِرَةٌ بِتَطْوِيرِ إِقْليمِ الأَغْوَارِ كَمِنْطَقَةٍ تَنْمَويَّةٍ ، يَمُرُّ مِنْ خِلالِها خَطُّ الْمِيَاهِ النّاقِلِ وَمِن المُمْكِنِ تَجْميعُ الْمِيَاهِ الفائِضَةِ عَنْ التَّحْليَةِ بِبِرَكٍ بِالْمَنَاطِقِ المُنْخَفِضَةِ طوبوغْرافْيا تَسْتَثْمِرُ بَعْضُها لِلزِّرَاعَاتِ اَلسَّمَكيَّةِ ، وَالأُخْرَى لِلْفَنَادِقِ السّياحيَّةِ ، وَهَذَا مَا لَا يُتيحُهُ خِيَارُ اَلنّاقِلِ الوَطَنيِّ المارِّ بِالصَّحْرَاءِ حَيْثُ سَيَتِمُّ شَفْطُ 700 مِلْيونِ مِتْرٍ مُكَعَّبٍ مِيَاهٍ ، يُحَلَّى مِنْهَا 300 مِلْيونِ مِتْرٍ مُكَعَّبٍ وَيَجْري إِرْجاعُ 400 مِلْيونِ مِتْرٍ مُكَعَّبٍ لِلْبَحْرِ . لِماذُ هَذَا الإِجْراءُ لَطَالَمَا تَمَّ شَفْطُها وَتَحْمِلُنا كَلَّفَ المَحَطَّةَ والطّاقَةَ اللّازِمَةَ لِذَلِكَ ، بَيْنَمَا كَانَ مِنْ المُمْكِنِ سُكِبُها فِي بَرِّكٍ وَمُسَطَّحاتٍ مائيَّةٍ ؟ السَّبَبُ واضِحٌ ، هوَ أَنَّ طُوبُوغْرَافِيَةَ المَناطِقِ الصَّحْراويَّةِ لَا تَسْمَحُ بِذَاكَ ، كَمَا أَنَّ هُنَاكَ خَوْفٌ مِنْ تَسَرُّبِ اَلْمياهِ المالِحَةِ لِحَوْضِ الديَسيِّ الصّالِحِ لِلشُّرْبِ ، فَلْمَاذُ إِتْباعُ هَذَا المَسارِ لَطَالَمَا لَا يَخْدِمُنا وَيَحْتاجُ إِلَى 15% مِنْ المِسَاحَاتِ الإِضافيَّةِ اللّازِمَةِ لِلْإِسْتِمْلَاكِ .
لَقَدْ وَضَعَتْ وِزارَةُ الْمِيَاهِ العَقْدَ بِالْمِنْشارِ ، حَيْثُ حَدَّدَتْ المَسارَ عَلَى المُطَوِّرِينَ سَلَفًا ، فَطالَتْ المَسافَةُ وَبِالتَّالِي الكُلَفَ ، وَأَغْلَقَتْ الْبَابَ أَمَامَ ناقِلِ البَحْرَيْنِ لِخَمْسِينَ سَنَةً قادِمَةً عَلَى الأَقَلِّ ، كَمَا أَنَّهَا جَعَلَتْ مِنْ الخَطِّ النّاقِلِ مَمَرَّ وَلَيْسَ مُسْتَقِرَّ لِمَناطِقَ قابِلَةٍ لِلتَّطْوِيرِ عَلَى طُولِ الخَطِّ .
هَذِهِ دَعْوَةٌ مُجَدِّدَةٌ لِلْحُكُومَةِ لِإِعَادَةِ النَّظَرِ بِدَعْوَةِ العَطاءِ لِتَضْمينِهِ مُفاضَلَةً بَيْنَ مَسارِ الأَغْوَارِ مَعَ مَسارِ الصَّحْرَاءِ ، وَتَقْديمِ العُروضِ الفَنّيَّةِ والْماليَّةِ بِهَدَفِ جَعْلِ اَلنّاقِلِ الوَطَنيِّ مَشْروعِ نَهْضَةٍ وَطَنيٍّ تَسْتَغِلُّ فِيه الْمِيَاهُ الفائِضَةُ عَنْ التَّحْليَةِ كَمُسَطَّحاتٍ مائيَّةٍ نَحْنُ فِي أَمْسِ الحاجَةِ اَليه بَدَلًا مِنْ إِعادَتِها لِلْبَحْرِ الأَحْمَرِ . نَشَدُّ عَلَى يَدِ الحُكومَةِ بِقَرَارِهَا لِلسَّيْرِ قُدُمًا بِمَشْروعِ اَلنّاقِلِ الوَطَنيِّ ، إِلَّا أَنَّهُ مِنْ الضَّرُورِيِّ التَّعْديلُ عَلَى المَشْروعِ ، لِأَنَّ القَرارَ سَليمٌ وَلَكِنَّ المَسارَ خَاطِيءٌ .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع