زاد الاردن الاخباري -
بسام بدارين - الحراك الذي تشهده أروقة القصر الملكي الأردني هذه الأيام من إستقبالات ولقاءات وإتصالات لابد أن يقود وفقا لإجماع المراقبين السياسيين إلى إنتاج طبقة جديدة من رموز الحكم خلال الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة تختار على إيقاع التعديلات الدستورية التي أعلن الملك عبد الله الثاني أمس الأول أنه يأمل إنجازها خلال أسبوعين.
ويسابق أعضاء مجلس النواب الزمن والريح لإنجاز سلسلة مثيرة ومؤثرة من تعديلات الدستور يتأمل المستوى الرسمي والبيروقراطي أن تنجح في إحتواء حراك الشارع وجدل الإصلاح السياسي الذي إرتفع إلى أقصى مدى ممكن في زمن الربيع العربي.
ويعرف النواب عموما أنهم مغادرون لمواقعهم الحالية بعد الربيع المقبل على أقرب تعديل حيث تدخل البلاد في إستحقاق إنتخابات مبكرة تتطلبها مرحلة التعديلات الدستورية.
لكن المرحلة نفسها قد تتطلب تبديلا بالأدوار وتغييرا بالوجوه وخلايا جديدة في مؤسسة الحكم قد تكون من بينها مؤسسة المستشارين الخاصة التي تتحدث عنها بعض التسريبات كمطبخ إستشاري إستراتيجي يعد التقارير والتوصيات ومن بينها كذلك نخبة جديدة ذات مصداقية تقدم للرأي العام على أساس أنها نخبة التحول الدستوري الجديد.
وعلى هذا الأساس خلط رئيس مجلس النواب فيصل الفايز الأوراق جميعها عندما أعلن مساء أمس الأول أنه لن يرشح نفسه لرئاسة البرلمان في الدورة العادية المقبلة المتوقعة في منتصف الشهر المقبل وهي الدورة التي ستنجز قانون الإنتخاب الجديد بصفته أهم تعبيرات التشريع عن الوضع الدستوري الجديد.
وثمة من يرى هذه المرة بأن النواب الذين سيقرون تشريعات التحول الدستوري قد يسمح لهم ولأول مرة بإنتخابات حرة تماما وبدون تدخل رسمي لإنتخاب رئيسهم ولجانهم حتى تظهر الممارسة بشكل حضاري ومقنع فيما الواضح أن قرار الفايز بالإنسحاب المبكر من هذه المعركة سمح ببروز طموحات لدى لاعبين كبار في مجلس النواب من بينهم عبد الكريم الدغمي المشرع المخضرم والسياسي المحنك ممدوح العبادي.
قبل ذلك النائب الوحيد الذي عمل لأشهر مرشحا للموقع هو المهندس عاطف الطراونة الذي نجح في تحقيق إختراقات داخل بعض الكتل الطازجة في البرلمان لكن التغيير في قمة الهرم البرلماني قد لا يكون وحيدا فبالعادة تصاحبه تغييرات في القمم الأخرى خصوصا على مستوى سلطة التنفيذ.
ولا يحدد ذلك بكل الأحوال مصير حكومة الرئيس معروف البخيت التي أصبح من الصعب إستمرار حمايتها في مرحلة الإستحقاق الدستوري ما دام الشارع مصرا على إسقاطها خصوصا وان صحيفة 'الغارديان' البريطانية ومعها محطة 'الجزيرة' القطرية سجلتا مؤخرا مفاجأة من العيار الثقيل عندما أعادتا تسليط الأضواء على ملف قضية الكازينو التي إعتقد البخيت أنها طويت بعدما كسب الرهان عليها في مجلس النواب.
وإهتمام 'الغارديان' و'الجزيرة' المفاجىء بقصة الكازينو دفع من يقرأ بين الأسطر لتوقع التعجيل برحيل الوزارة ضمن مرحلة التغييرات الشاملة التي قد تعصف بجميع مراكز القوى والنفوذ داخل النظام أو تبدل أدوارها قبل العشرين من الشهر المقبل وهو الموعد المحدد لزيارة ملكية مهمة للولايات المتحدة يعتقد أنا ستترتب على هامشها عملية تسويق مبادرة الإصلاح الدستوري.
وعليه ثمة مؤشرات قوية على تغييرات وتبديلات شاملة في عمان قد تشهدها الأيام المقبلة على إيقاع تعديلات الدستور والرسالة يفهمها الجميع ويتحدث عنها حيث لم يعد اليوم وفي ظل تداعيات الربيع العربي والنسخة الأردنية منه أي موقع وظيفي الهرم الأردني محصنا من التغيير والوجوه الجديدة مع تثبيت بعض الرموز المخلصة في مواقع الصف الأول.
القدس العربي