زاد الاردن الاخباري -
أدى نقص كميات مادتي الشعير والنخالة في مركز توزيع السلط إلى حدوث حالة إرباك حرمت مزارعين من الحصول على حاجياتهم من الأعلاف، ما دفع هؤلاء إلى تنفيذ اعتصام احتجاجا على تقصير المسؤولين في توفير الكميات المطلوبة.
وقام مزارعون بإغلاق الطريق الرئيسي الواصل بين محافظة السلط والعاصمة صباح أمس خلال احتجاج على عدم تزويدهم بمادتي الشعير والنخالة منذ أكثر من 3 أشهر.
غير أن النائب خالد الحياري تمكن من إقناع المعتصمين بفض اعتصامهم وفتح الطريق بعد أن اصطحب ممثلين عنهم إلى وزارة الزراعة، لبحث المشكلة مع الوزير وحلها.
وأمهل المزارعون الذين كانوا محاطين بقوات الأمن، مركز التوزيع حتى الساعة العاشرة من صباح اليوم لتأمين الكميات المطلوبة، مهددين بإغلاق طريق عمان السلط مجددا الى حين الاستجابة لمطالبهم وحل مشكلة توفير الأعلاف بشكل نهائي.
غير أن مصدرا في وزارة الصناعة أكد لـ"الغد" إن شاحنتين محملتين بالشعير والنخالة تحركتا من مخازن الوزارة إلى مركز توزيع الأعلاف في السلط.
بدوره، قال المستشار الإعلامي في وزارة الصناعة والتجارة ينال البرماوي إن الوزارة أنهت مشكلة نقص مادتي الشعير والنخالة في مركز توزيع السلط حيث قامت بتزويد المركز بكامل احتياجاته من الاعلاف مشيرا الى بدء توزيع هاتين المادتين على مربي الأغنام.
وأوضح البرماوي في تصريح لـ "الغد" سبب النقص في مركز توزيع السلط إلى حدوث ازدحام في المركز نتيجة الإقبال الكبير من قبل المزارعين، علما بأن المركز توقف عن التوزيع خلال فترة عيد الفطر.
وبين البرماوي أن المركز يعمل على توزيع الأعلاف ضمن برنامج معين، غير أن تضاعف الإقبال بعد العيد تسبب في زيادة الطلب، ما أربك عمل المركز وعدم قدرة المركز على توفير طلبات المزارعين.
وتبلغ كلفة الدعم الحكومي لكل طن شعير نحو 79 دينارا ليباع لمربي الأغنام بـ175 دينارا للطن الواحد في حين تقدر كلفة الطن على الحكومة 254 دينارا.
وكانت وزارة الصناعة والتجارة طرحت أخيرا عطاء لشراء 100 ألف طن من القمح العلفي و20 ألف طن نخالة قمح مشولة بهدف توفير مخزون من هاتين المادتين لأطول فترة ممكنة.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن مخزون القمح لدى المملكة يبلغ 648 ألف طن تكفي لتغطية حاجة المملكة لمدة 9 أشهر، إضافة إلى توفر 178 ألف طن من الشعير تكفي لتغطية حاجة المملكة مدة 3 أشهر، تمثل هذه الكميات ما هو في مستودعات الوزارة، إضافة إلى الكميات المتعاقد عليها والقادمة في الطريق.
ويواجه الأردن معضلة حقيقية تتمثل في تناقص محصول القمح والشعير عاما بعد عام، وعلى مدى السنوات الست الماضية، بسبب قلة كميات الأمطار والمياه الجوفية التي "تناقصت بشكل كبير في العقدين الأخيرين"، إضافة الى تذبذب توزيع الأمطار خلال الموسم الواحد.
ويبلغ معدل الاستهلاك السنوي من مادة القمح حوالي 780 ألف طن بمعدل شهري يتراوح بين 60 و65 ألف طن.
يذكر أن معدل إنتاج القمح في المملكة وصل الى أدنى مستوى له خلال العام 2008، إذ بلغ 6649 طنا، في حين تحتاج المملكة الى حوالي 800 ألف طن سنويا، بحسب إحصاءات وزارة الزراعة.
ولسد احتياجاته من القمح، يحتاج الأردن لزراعة مليوني دونم قمح ومليوني دونم شعير، في حين لا تتجاوز مساحة الأراضي الصالحة لزراعة القمح والشعير زراعة بعلية وبمعدل سقوط للأمطار 200 ملم، المليون دونم. وبلغت قيمة الدعم الحكومي المقدم لمادة القمح خلال الثلث الأول من العام الحالي 53 مليون دينار، في حين بلغ لمادة الشعير 3.5 مليون دينار.
الغد