بعد العفو : بضع شهور مرت على العفو العام والعديد من نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل خرجوا من غير إصلاح أو تأهيل ، فلم تستقبلهم مراكز متخصصة لتشغليهم وتأمين معيشة كريمة لهم ، ولم يستطع البعض أن يملك الفرصة للتغيير .تشهد المملكة العديد من الجرائم الحالية وبنسب مرتفعة وتختلف بين سرقة وفرض خاوات وثارات وحتى القتل العمد ، وغالبا ما يعود مرتكبيها لتلك الفئة التي خرجت بموجب قرار العفو السابق ، وبصورة تستدعي التفكير عن جدوى العفو عن مرتكبي جرائم لم يعاقبوا عليها ، ولم يعطوا الفرصة لإصلاح أنفسهم ، وتغيير سلوكهم ، وقديما قالوا : من أمن العقاب أساء الأدب ؟؟ فما الرادع الذي يمنع مجرما من القيام بجرائمه طالما علم أنه لن يمكث طويلا داخل أسوار مركز الإصلاح ؟ وما هو دور مركز الإصلاح والتأهيل الذي لا يستطيع تقويم سلوك مذنب أو مرتكب جريمة ؟ إلا إذا أصبح مجرد حبس وسجن .المواطن حينما يقع ضحية لأحد المجرمين ويفاجأ بخروجه من السجن بدون أن يقضي فترة عقوبته سيجر كذلك إلى اخذ حقه بنفسه ، وبالتالي يغيب القانون وتغيب الدولة .ولا تتعارض وجهة النظر السابقة عن أهمية العفو والصفح كقيمة خلقية ودينية فقد قال تعالى ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) ولكن ذلك لا يعني إغفال العقاب بحق من أساء وأذنب .