أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
تفكيك خلية إرهابية استهدفت مؤسسات أمنية في المغرب مصادر مصرية: مدير (سي.آي.إيه) في القاهرة لحضور اجتماعات بشأن صراع غزة ماركو رويس يعلن رحيله عن دورتموند بعد 12 عاما السماح للمنتخبات بضم حتى 26 لاعباً لكأس أوروبا ترامب: محاكمتي صفقة يقودها بايدن الكرملين: تصريحات ماكرون عن إرسال قوات لأوكرانيا خطِرة للغاية الملكة رانيا تستنكر "العقاب الجماعي" الذي تمارسه إسرائيل بحق الفلسطينيين قصف على رفح وحماس تحضر ردها على مقترح الهدنة وول ستريت جورنال: الاحتلال منح حماس أسبوعا للموافقة على اتفاق هدنة رزق بني هاني إلى سيلانغور الماليزي الصليب الأحمر الدولي يعلن مقتل سائقَين وإصابة ثلاثة موظفين في السودان حركة سياحية نشطة للمناطق الأثرية والسياحية في لواء بني كنانة الأردن يتقدم 14 مرتبة بالمؤشر السنوي لحرية الصحافة العالمي لعام 2024 عباس يغادر المستشفى بعد فحوصات روتينية إصابة 5 جنود إسرائيليين في غزة خلال 24 ساعة "حماية الصحفيين" يرحب بمنح جائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة للصحفيين في غزة سرايا القدس تقصف تجمعا لجنود الاحتلال بمحور نتساريم بايدن: عام 2023 كان الأكثر دموية بالنسبة للصحفيين بريطانيا: مخيم طلابي داخل كلية لندن الجامعية دعما لفلسطين مسيرات في عمان والمحافظات دعما لغزة
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام وماذا بعد التعديلات الدستورية؟

وماذا بعد التعديلات الدستورية؟

23-08-2011 02:19 AM

جاءت التعديلات الدستورية والتي كانت يحـُـرم حتى الدخول في نقاشها في الماضي وكان يتم تعديل بعض مواده في الظلام، ولكن جائت التعديلات الأخيرة لتزيل هذه القدسية المصطنعة للدستور وهذه خطوة إيجابية مهمة في الإتجاه الصحيح وبغض النظر عن كونها جائت دون مستوى طموح المطالب الشعبية ووجود بعض الإنتقادات والثغرات الممنهجة والكلمات الفضفاضة التي تترك للحكومات حرية التصرف لصالحها بعيداً عن إرداة الشعب، إلا أنني أعتقد بأنها خطوة أساسية في السير في الإصلاحات المنشودة إذا ما كانت مقرونة بسلسلة تعديلات مستقبلية أخرى ليصل لطموح الشارع الأردني ولكن مع إحترام هيبة الدستور وأن التعديلات تمر بسلسلة إجراءات لذلك.

كما ولا بد من التركيز على إحترام الدستور وسموه على القوانين وهذا ما أُخذ بعين الإعتبار لكن بشكل منقوص ففي التعديلات الدستورية نصت على إنشاء المحكمة الدستورية ولكن كيفية النظر في دستورية القوانين لم تكن بشكل روتيني تلقائي وضيقت القنوات التي يتم من خلالها النظر في دستورية تلك القوانين فلم يؤخذ بأسلوب الدفع الفرعي والذي يحل محل سياسية الإمتناع حالياً بحيث يترك المجال لمن يشعر بأنه متضرر من حكم كان على أساس قانون مؤقت بأن يطعن بدستوريته، كما ولم يترك المجال للمحكمة الدستورية نفسها حق إنتقاء بعض القوانين لتبت في دستوريتها، ومن جهة أخرى لا ندري هل سيعاد النظر في القوانين التي كانت تشكل جدلا دستورياً لدى كثير من الفقهاء القانونين قبل إنشاء تلك المحكمة، على كل لن تكون تلك التعديلات مجدية إذا ما تم إجراء سلسلة اصلاحات قانونية ولن أقول لكل القوانين لأنها ستكون عملية شبه مستحيله ولكن لأغلب القوانين وخاصة التي تشكل جدلاً واسعاً في الشارع الأردني والتي تحد من الحريات العامة وتؤخر الحياة الديمقراطية فلا بد من إعادة النظر في تلك القوانين لإلغاء بعضها مثل قانون منع الإرهاب وتعديل الأخرى مثل قانون الإنتخابات وقانون الأحزاب وغيرها، وتفعيل وإضافة أخرى، كما ولا بد بأن هذه المرحلة تتطلب إعادة النظر في النظام الداخلي لمجلسي النواب والأعيان لييرفعا من سقف حرياتهما حتى يتمكنوا من تمثيل الشارع الأردني ويلبوا مطالبهم الممكنة حسب جدول زمني.

ومرة أخرى لا بد من إعادة الهيبة للمجلس القضائي كونه أحد السلطات الثلاثة وتطبيق الإستقلال القضائي الذي جاء في التعديلات الدستورية فتطبيقه جملة وتفصيلاً بحيث يكون هنالك أستقلال إداري ومالي كما ولا بد من التركيز على هيبة القضاة والتأكيد على تطبيق ميثاق الشرف للقضاة ووقف مكاتب المحاماة التابعة لكثير من القضاة بأسماء ذويهم للاستفادة من القضايا واستغلال علاقاتهم مع القضاة، كما أنني كنت أتوقع بأن يتم تطبيق مبدأ وحدة القضاء بحيث يكون كل قضاة الأردن تابعين في التعينات وغيرها للمجلس القضائي لا لجهات أخرى كالأجهزة الأمنية، ولن يكتمل ذلك كله إلا بمجلس قضائي قوي ورئيس ذو شخصية قيادية قادرعلى تحقيق الإستقلال القضائي فقد كان القضاء في فترات مستقل بدون وجود استقلال مالي وإداري وذلك بحكم شخصية رئيس المجلس القضائي وتنتهي نسبيا برحيله.

لقد خطونا في الأردن خطوات إيجابية متواضعة جداً في تحقيق الإصلاح ووضع الفاسدين تحت المجهر ولكن دون محاكمتهم وها نحن بإنتظار الخطوات التالية فلكل شئ إذا ما تم نقصان ولن يكون هنالك جدوى من التعديلات الدستورية إذا ما أقترنت بتعديل القوانين كما ولا معنى لذلك إطلاقاً إذا لم يكن هنالك سيادة للقوانين والدستور وإحترام هيبتهما لتعزيز دور المؤسسات في أجهزة الدولة وقطاعاتها وتحقيق العدالة وتساوي الفرص لكل الأردنيين، وأعتقد بأنه يتحتم على الحكومة تكوين فهم واضح بأن الشارع الأردني لن يهدأ إذا ما تم استمرار السير في التعديلات والإصلاحات المنشودة وبشكل متسارع ويلمسه المواطن الأردني في حياته اليومية بدلاً من محاولة كسب الوقت وتخدير الشارع الأردني للقضاء على المسيرات والإعتصامات فهي ليست موسمية ولن تهدأ لحين تحقيق الإصلاح الشامل في الأردن ووقف هدر ونهب المال العام على يد مرتزقة ومقاطيع.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع