إحراج الشعب

إحراج الشعب

محمد البطوش

لا مناص من رسالة القضاء للخليفة الفاروق مهما تعددت مدونات السلوك !
" القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة ؛ حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف من عدلك"

ما تفعله الحكومات الأردنية المتعاقبة عادةً في رمقها الأخير ( قبل أن تقال) ،وبعد أن تتسبب في أزمات وكسب المزيد من العدائية والكراهية الشعبية هو إخراج الخطة الأخيرة والبديلة لـ " الهيمنة الأمنية والزعرنة بأشكالها " خطة معروفة بـ " إحراج الشعب " !

بعودة النجم السجين "خالد شاهين" بدأت الحكومة تتفاخر بذكوريتها وهيمنتها وقدرتها العجيبة على بسط الأمن والأمان على شعب الأمة ، فهي - من وجهة نظرها- حققت إنجازاً لا يعلوه إنجاز !!! سبحان الله ! وكأن إعادة سجين فار من العدالة بإشتراك الحكومة معه في الفرار يعد إنجازاً نبيلاً !!!

قبل إعادة السجناء إلى مقرهم الصحيح على الحكومة وضع نفسها في نفس السجن الذي سمح لرجل الأعمال بالسفر والترحال ما بين بريطانيا وألمانيا لعلَّ السجن يسمح لها بالسفر والترحال للإطلاع على خطط الحكومات في العالم ولعلّ السجن يسمح لها بالسفر لتتعالج كما تعالج السجين !!!

ابتسامات البخيت وصوت "مسجات" هاتفه ، وانقطاعه عدة مرات عن الحديث مع رؤساء تحرير الصحف المحلية ، وتصريحات أبو رمان والإعلام الرسمي ما هو إلا إشارات ودلالات واضحة وفرحة كبيرة عارمة " بعودة سجين أردني محكوم بقضية وطنية " !!!

عودة شاهين بعد تسليم اللوزي وثيقة التعديلات الدستورية للملك وبيان ال 43 نائباً كلها خطط الهدف منها " إحراج الشعب" .

التعديلات الدستورية جاءت ببعض النقاط الإيجابية ، إلا أن جوهرها الأصيل لم يتغير كثيراً ، فلم تتحقق مطالب الحراكات الشعبية والمسيرات في المملكة منذ مطلع العام الحالي، والهادفة إلى تغيير حقيقي واجراء تعديلات تعيد للشعب كرامته وحقوقه ، وبالرغم من كل ما قامت به الحراكات إلا أن الحكومة تصر على إجراء " مكياج " لا إصلاح حقيقي والسؤال ، لماذا ؟؟؟

إنشاء المحكمة الدستورية الحقيقية والحكومة البرلمانية أين هذان المطلبان الأساسيان ؟!! هل من المعقول أن يطعن أحد بعدم دستورية قانون ، هو من وضعه وسنّهْ ؟!!! وأين المواطن من المحكمة الدستورية التي جاءت بها التعديلات أو الترقيعات الدستورية كما وصفها الشارع الأردني ؟!!

عودة شاهين وتعديلات الدستور لا ترتقي لمستوى الإنجاز، فأين الحكومة منذ الأول من شباط وأين هي الخطوات العملية والسريعة والملموسة لإطلاق مسيرة الإصلاح السياسي الحقيقي الذي جاء به الملك في كتاب تكليف الحكومة ؟!!

شجرة الفساد في الأردن لا تقنن فقط على أمثال شاهين والضعفاء من أبناء الوطن ، فلا بد أن تكون المحكمة الدستورية أوسع وأشمل وأن تكون بمنزلة الدستور نفسه .
من وجهة نظر اقتصادية ، سفر شاهين والتعديلات الدستورية ولجنة الحوار الوطني كلفت الحكومة أكثر من إنجازها مشاريع حقيقية !!
الأردن بلد الفرص السياسية والاقتصادية الضائعة ، فرغم تلقي المنح والمساعدات الأخيرة من أمريكا وفرنسا والسعودية والمانيا وايطاليا ، إلا أن الموازنة ما زالت "مكسورة ".

أشار الزميل سلامة الدرعاوي من صحيفة العرب إلى أن مجموعة دبي كابيتال خسرت في كل العالم ... إلا الأردن ، لماذا ؟؟؟ وأين أموال الخزينة العامة التي تهدر على حساب الشعب ...

ألم يحن الموعد أن تقوم الدولة بتحقيق إصلاحات حقيقية ، شبعنا كلاماً فارغاً ومؤتمرات ولقاءات وبرامج !!! ألم يحن الموعد لإطلاق سراح الحقوق ؟ ماذا ينتظر أصحاب القرار ؟


كفى .. كفى ... كفى ... غباءاً ومماطلة ... استيقظوا من غياهب الظلم والفساد ...

الشعب يريد... دحر الفساد ... حكومة برلمانية .... محكمة دستورية... العيش بكرامة ، التعليم المجاني ، اصلاحات حقيقية ، محاكمة الفاسدين .!!

كفاكم اضاعة للفرض ، فوالله لا أأجج لكن هموم أبناء وطني تكاد تنفجر ، أرهقهم تماطلكم ، أشقيتموهم بفسادكم وعنجهيتكم

" إذا الشعب يوماً أراد الحياة ... فلا بد أن يستجيب القدر "

استجب يا قدرنا الأردني ... استجب ... أرجوك ... بحق من يعانون من أجل لقمة العيش ، بحق الضعفاء والمساكين .. بحق أطفالنا الذين لا مأوى لهم .. بحق الذين لا يستطيعون إكمال تعليمهم ... بحق الله ... استيقظ من سباتك قبل أن يوقظوك !!!!


محمد البطوش
20 - آب – 2011
Mohammad_Albtowsh@yahoo.com
Btowsh.Wordpress.com