زاد الاردن الاخباري -
وطني الاردن
سمير المعايطة
أيها الوطن يا من تحضننا بين أجنحة عزتك وكبريائك وقدسيتك، يا من تظلنا بظلال محبتك،
وترعانا بحمايتك، ليست أرضيتك تراب وحصى،
بل جواهر ولآليء ، ليست سماءك فضاء أزرق،
بل ظل وارف سرمدي وزهو يشرق، وليس هواءك ريح ونسيم، بل هو خليط من الأحاسيس والمشاعر والخواطر، تسمو بنا في علو وبك نسمو.
لأنك الوطن
جمعتنا بأهل وأحبة وجيران وأصدقاء وأناس كُثر، فأنت تستحق الوفاء والولاء والفداء والتضحية بل وأكثر.
لأنك الوطن
استوطنت النفوس والأفئدة والذوات، فأوغلت في مكامن النفس التي لا ينفذ إليها النافذين، وبسطت جغرافيتك هناك وانفردت بالمكان وثبت “كثبوت الأصابع في راحة اليد”.
لأنك الوطن
تربعت على عرش الذات وجلست ، فرحا طربا لأنك الوحيد الذي يحق له أن يسري في عروق الدم، ولأنك الوحيد الذي يُدفع الدم عنك، وعن طُهرك.
لأنك الوطن
لا يُعلّم حبك، ولا يُحّقن اسمك ، ولا يُغرس فِداك، لأننا التصقنا بك حين خروجنا من الأرحام ، وتنفسنا هوائك حين تنفسنا، وأبصرناك حين فُتحت أعيننا، وترعرعنا بين سهولك وهضابك وجبالك، ومشينا على سفح وجهك.
أيها الوطن
لا تسألني عن شيء، ولا تستفسر عن شيء، إلا إذا رأيت أننا تقاعسنا عن محبتك، أو غفلنا عن أداء الواجب تجاهك، كن أنت السر أيها الوطن، فالأسرار تُكتم وتُخفى ، كُن أنت العشق الأبدي، فالعشق لا يتوانى لحظة عن التألق، كُن أنت الوطن وسنكون نحن مواطنين ونسلم لك الروح والنفوس