أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
انقطاع التيار الكهربائي في ستاد عمان. 3 إصابات بتدهور قلاب في عجلون سموتريتش يعترض على تعيينات الجيش ويطالب نتنياهو بالتدخل انطلاق الورشة التدريبية الدولية حول تحقيق أهداف التنمية المستدامة مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق على انخفاض أكثر من 250 منظمة حقوقية تدعو لوقف نقل الأسلحة لإسرائيل الفيصلي يواصل تحقيق الانتصارات الكبيرة في الدوري ويقلص الفارق مع الحسين اربد 1900 معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية مديرة المخابرات الوطنية الأميركية: الحرب في غزة ستحدد مستقبل المنطقة وزارة الصحة بغزة: تدعو المنظمات الحقوقية لزيارة المعتقلين بإسرائيل بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت من منصبه نتنياهو: اليهود "سيقفون بمفردهم" إذا اضطروا لذلك واشنطن تقر بقتل مدني بالخطأ بسوريا مسؤول أممي: المعاناة في غزة لن تتوقف بانتهاء الحرب الأردنية تحدد موعد إجراء انتخابات اتحاد طلبتها انقطاع خدمات هيئة تنظيم الاتصالات حتى السبت عواصف وأمطار الخليج العربي .. هل تصل إلى مصر؟ اعتقال مشتبه به خطط لمهاجمة موكب نتنياهو كيربي: لم نغير آراءنا بشأن عملية في رفح لا تراعي سلامة المدنيين الأمير فيصل يستقبل وفد مهرجان الأمل والأحلام
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام في ازمة الاردن الاقتصادية .. ينقذنا البطيخ...

في ازمة الاردن الاقتصادية .. ينقذنا البطيخ حزوز حزوز .. ؟!

13-02-2010 11:54 PM

كتب: محمد حسن العمري
-1-
في السنوات الاخيرة اعتاد الاردنيون ان يرمزوا للهبوط الصارخ في كل شيئ بالبطيخ الذي فقد رائحته وطعمه سواء ، وقليل ما صار البطيخ بموسمه او غير موسمه بالفاكهة التي تستهوى الاردنيين ، فقد اتت الهرمونات الزراعية على قصة العشق الطويل بين البطيخ والاردنيين ، فيما وضعتُ يدي انا على الجرج ، فالبطيخ ليس من اتى على قصة الحب التي فرطت من جانبين ، فكل منتجات الزراعة اليوم بخضارها وفاكهتها قد اكلت وارتوت من الهرمونات الزراعية، فلماذا البطيخ ليس سوى البطيخ ، وضعت يدي على الجرح البطيخ ليس بالسبب ، السبب فينا نحن الاردنيين ، فقد صرنا نقسم البطيخ مكعبات ومقشرا في صحون تعريه من كل اصوله وطعمه ورائحته ايضا ، فالبندورة مثلا فقدت طعمها بالكامل ورائحتها كذلك ، لكنها عندما تذوب في قلاية الاردنيين تتفوق على هرموناتها ولا احد يذكرها بسؤ.. فلما البطيخ اذا..!
فجرّ في الحنين ذات يوم اذ شاهدت رجلا متجولا يبيع البطيخ على قارعة الطريق في نزول الوحدات باتجاه راس العين ، وتجمع العمال من حوله وهو يقسم البطيخ ويبيعهم الحز الواحد الذي يشبه الهلال الجميل بقشرته الخضراء تحتضن حمرته الخجلى بعض الشيئ من هرموناتها، بعشرة قروش ، كان المشهد جميلا وخيل الي ان البطيخ شهيا الى ابعد ما كان قبل ان تنتج الهرمونات ونتذرع بها فنعلن انفصال الحب والحنين..!
-2-
في قصيدة للعراقي مظفر النواب يقول فيها :\" شوق أتمرغ بالرمل ورائحة البطيخ بشاطئ دجلة سامحني ان كنت أسأت فما قصدي\" والبطيخ رمز جميل فيما لا اعرف بالضبط لماذا يرمز الاخوة الشاميين في ضيق الخلق عند الحديث عن شخص ما فيقال ( بطيخ!) او على نزق اكثر( بطيخ مبسمر!) بينما يطلق الاخوة في السعودية على البطيخ اسم ( حب حب) وتلفظ (حبحب!) وهو رمز جميل ، والمغاربه يسمونه (الدلاع!) والدلاع والحبحب اسماء من الغزل والحب والجمال..!
-3-
في حلقة طويلة من برنامج مرايا الذي قدمه الفنان السوري المتوقف عن التمثيل ياسر العظمة ، كانت حلقة خاصة عن البطيخ ، فكرة خلاقة اتى بها مسؤول كبير لتوفير فائض البطيخ الزائد ، فذهب الى عملها كعصائر معلبة ، فشلت الفكرة لان السوريين لم يستسيغوا البطيخ عصيرا ، وتبين لي بعد ذلك ان عصير البطيخ هو من العصائر الرئيسة التي تقدم في قوائم فنادق الدرجات الممتازة ، وهو بالفعل له طعم غير ، لكن يبدو انه يتم تخفيفه بالماء ومعالجته ليصير كذلك ..!
-4-
البطيخ المسمى عالمياء بالووتر ملون- او اذا ترجم بحرفيته ( الشمام الماء!) هو كذلك بالفعل ، فاكثر من 90% منه ماء ، وبالبحث في الدراسات الطبية الحديثة تبين لي ان نحو 25% من الشباب اليوم مثلي تماما يعانون من اعراض المثانة العصبية-نيوروجنك بلادر- بمعنى ان البطيخ يصبح غير ملائم لهم بالمطلق لانجاز اعمال يومية ، فاربعة حزوز بطيخ مثلا تفرض عليك عشرة زيارات للحمام في الحد المتوسط ..!
-5-
مجمل انتاج العالم العربي ( البطيخي!) – مع الاعتذار لرئيس الوزراء الاسبق -لا يتعدى فقط 5% من انتاج العالم البطيخي ، فيما تنتج دولة كالصين 70% منه ، وبالبحث عن طريقة اكل الصينيين للبطيخ تبين لي انهم يستخدمون نفس الطريقة ( الهلالية!) -مع الاعتذار لصاحب السيرة الهلالية- في اكل البطيخ ، انهم يجزونها حزوزا هلالية مع قشرها وياكلونها كما كنا ناكلها سابقا ، اي قبل ( التقلط!) ، والعبارة الاخيرة هي ضد التطور وكان يستخدمها الفنان الراحل حسن ابراهيم في دور مرزوق..!
-6-
في المثل الشائع هنا يقولون \" العين تأكل!\" وهي صورة مسترسلة لقول الشاعر العباسي الهجّاء بشار بن برد\"

يا قوم اذنى لبعض الحي عاشقة
والأذن تعشق قبل العين احيانا
ويسمونه في النقد الادبي- وقد عفت هذا الفن مع الاعتذار للراحل صاحب غربة الراعي احسان عباس- يسمونه تراسل الحواس ،وهو ما يجعل فنان كصاحب شخصية ابو محجوب يصور منسفا تقشفيا ، تعلوه علبة سردين ، لكنه يحافظ على شكله المورفولوجي ، بمعني ان ثمة شكل منسف لكن بادوات تقشفيه تجعله في النهاية منسفا مقبولا ، فالعين التي تاكل لا المعدة ، هكذا!، اذا اتضحت كل معايير القضية الاقتصادية الاردنية ، ووضعنا يدنا على الحل..!
-7-
نستطيع استرداد طعم البطيخ باكله حزوزا ، او كما يسمونه هنا فصوما ، فيما المنسف على طريقة عماد حجاج ، واذا فعلتها الحكومة فاستبدت باسطوانة الغاز ، فاحراش جرش وبرقش تكفينا من الحطب حتى تنقشع الازمة ، ويقول صديقي القادم من بلدة تبنه شمال الاردن انه شهد بيع (حمار) قبل عدة سنوات بستين دينارا ، نعم ستين دينارا، لكنه في حدود المعلوم لا يعمل على البنزين لو وصل البرميل الخام الى مائتي دولار ،والكل يتحدث عن ازمة مياه في دولة هي الافقر في المنطقة كلها بمصادر المياه ، فيما اذا نقصت المياه ممكن ان نعيش على (الكولا!!!) كما قالت زوجة لويس السادس عشر عن البسكويت ، المهم اننا نمتلك حلولا جذرية تتفوق عن كل ما يحاصرنا من الازمات الاقتصادية المتوالية ، وفيها نسترد عافيتنا ونسترد هيبة البطيخ وطعمه ونسترد اكثر بقاءنا في عالم تشح فيه المصادر ، ونكتفى نحن بالعين التي تاكل ، ويكفيها انها تأكل ، وعلى كل الاحوال للاخوة العرب الذين يزورون عمّان ولا يعتقدون ان هذه قصور دولة فيها مشكلة اقتصادية ، فنرد عليهم كما رددنا على الحبيب بورقيبة ذات مرة :\" سنظل نبنى القصور حتى لو صار منسفنا على البرغل والكشك!\" و نقول هنا في الاردن عن الرخيص :\" ارخص من الكشك!\"





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع