زاد الاردن الاخباري -
الساكت وحقوق الإنسان
المهندس محمد ابورياش
في إحدى الأمسيات الثقافية التي كان ينظمها النادي العربي للثقافة والفنون عام 1998 استعرض ضيف الحفل واقع الحريات في الوطن العربي وفي الأردن وأفاض بالشرح وأسهب بالقول بان واقع الحريات في أردننا الحبيب وفي وطننا العربي واقع مترد وانه لا بد من صوت قوي ينادي بها خاصة وان الأحزاب لا تحظى بالسماح لها بالأنشطة والفعاليات.!!!
وأبدى الضيف المحاضر استياءه الشديد من التضييق على الأحزاب والحريات وانه لا بد من رفع العقيرة عاليا كي تسمع الحكومة وتستجيب لمطالب الشرفاء الأحرار على حد تعبيره !!
وسعدنا نحن الظامئين للحرية وظلالها الوارفة ونسيمها العليل ونحن نطرب لكلمات هذا الضيف الثائر صاحب الصوت القوي الهادئ !!
وتحلقنا حوله نحن الحضور كيما نسبر أغوار فكره الحر ونقف على قوة خطابه وآراءه الثائرة على الظلم والطغيان حينها!!
ولكنا صدمنا – أية صدمة – وفوجئنا - أية مفاجأة – عندما علمنا أن من وراء مجزرة النخيل كان هو هذا الضيف الثائر حامل لواء الحرية والثورة ضد الظلم والطغيان
فهل يعقل أن يكون المنظرون والثائرون يخفون بدواخلهم حقيقتهم العرفية واستبدادهم وأنهم متى استوى لهم الأمر سينقضون على الحرية ويمزقونها إربا إربا ؟!!
كما فعل من قبل سلفه بدران في قضية نقابة المعلمين حيث كتبت مقالا فيه بدران وحقوق الإنسان.!!
هذا الضيف الثائر حينها والمفكر الحر وقتها هو الآن وزير داخليتنا مازن الساكت الذي بقدرة قادر ترك التنظيم الإداري والمدني ليجيء إلى التنظيم الأمني والعسكري فسبحان الله الذي وهبه هذه الملكات الفذة في كلا المسربين ولله في خلقه شئون !!!