أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
اليكم حالة الطقس في الأردن ليومي الجمعة والسبت السيناتور ساندرز لنتنياهو: التنديد بقتل 34 ألفا ليس معاداة للسامية "بيتزا المنسف" تشعل جدلاً في الأردن البنتاغون: الولايات المتحدة بدأت بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات تنظيم الاتصالات تتخذ تدابير لإيقاف التشويش في نظام “GPS” حماس ترد على بيان الـ18 : لا قيمة له الإحصاء الفلسطيني: 1.1 مليون فلسطيني في رفح الذكور يهيمنون على الأحزاب الأردنية إحباط تهريب 700 ألف كبسولة مكملات غذائية مخزنة بظروف سيئة المومني: الأحزاب أصبح لها دور واضح في الحياة السياسية الأردنية قوات الاحتلال تكشف حصيلة جرحاها في غزة .. وتسحب لواء "ناحال" الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا القيسي: لا شيء يمنع تأجير قلعة القطرانة لمستثمر أردني وتحويلها لفندق اليابان تغتال حلم قطر في بلوغ الأولمبياد حماس مستعدة للتوصل لهدنة لمدة 5 سنوات ولن تسلم الأسرى قبل انتهاء الحرب الأردن على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام سموتريتش: حان الوقت لعودة الموساد إلى التصفية. أردني يبيع عنصر أمن ماريجوانا .. ماذا قالت المحكمة؟ - فيديو. استطلاع: 53% من الأميركيين لديهم ثقة ضئيلة بنتنياهو. الحكومة تتعهد بتسهيل تدفق السواح الروس للأردن

خوارزمية التقسيم

03-06-2022 05:45 AM

بقلم الدكتور المهندس أحمد الحسبان - قد تكون سياسة (فرق تسد) إحدى أهم السياسات الناجحة لحكم الشعوب والبلدان؛ حكمت بها الدول العظمى غيرها من الدول الندية لها بعد أن فرقتهم دويلات متفرقة المبدأ أصغر حجماً وقوة، أو حكم بها السلاطين شعوبهم بعد أن قسموا بلادهم لمقاطعات أصغر مساحة يسهل ادارتها الجزئية، وكل هذا لتحقيق السيادة عليها وضبط مخرجاتها لتصب في المصالح العليا لمتبعيها. ولكني أراها كذلك سياسة فردية ناجحة لتحقيق السيادة النفسية على الاهداف الشخصية والطموحات، بفارق تقسيم الوقت والجهد بدلاً من تقسيم الأرض والشعوب. فكيف يكون ذلك في علم الادارة التطبيقي وليس النظري البحت؟

قيل ان ما لا يدرك كله لا يترك بعضه؛ ولكل هدف شخصي او مشروع طموح ثلاثة أركان لا رابع لها؛ الوقت والجهد والمال، ولا أعتقد ان الامكانيات الشخصية أحدها ، فالامكانيات هي حصيلة محصلة من توفر تلك الثلاثة مجتمعة، أو اي اثنتين منها على الاقل، فكم من فقير علا بجهده ووقته، وكم من غبي وصل بماله مع بعض التعب، وكم من أحمق خدمه الوقت والمال، وكم من عالم شهير فشل بدراسته في المدرسة لكن ساعده لاحقا اصراره على النجاح عندما ادار وقته وجهده بالشكل الامثل، اذن تلك هي اركان النجاح المادية، ولكن كيف تدار؟

عندما ننظر لأي طموح او عمل نراه كالجبال أمامنا، ونكاد نتركه لصعوبة انجازه للوهلة الاولى، ولكن عندما تقسم اركانه الى اجزاء ومراحل اصغر يستوعبها عقل الانسان، يشرق بصيص الامل ببدء طريق النجاح والتغلب على تلك الصعوبات، النفسية منها على الاقل، فهناك تقسيم للوقت، شهورا واسابيعا واياما، جعلها الله لنا لنعرف عدد السنين والحساب، وهناك اقساط مالية مريحة لاي مشروع، تقدمه الجهات المانحة التي تدعمه، وهناك مجموعة مهام ذات جهد محدد ومعروف، تقسم على الوقت والمال، كالفصول الدراسية للطالب في الجامعه، ومراحل كبريات المشاريع (task - cost - time)، وهكذا هي الحياة منذ ان بدأت، خلق الله فيها الارض في اربع ايام، والسموات في يومين، وكان بامكانه ان تكون بكلمة واحدة : كن فيكون، وقسمت الصلوات لخمس وليس لواحدة، والصيام الى ايام معدودات، والحج لمراحل متسلسلة، وخلق الانسان بمراحل النطفة فالعلقة فالمضغة ثم الخلق الاخر، وكل ما نراه من نواميس الطبيعة مقسم ولم يخلق فجأة، حتى الكون بدأ بالانفجار العظيم ثم استقر كواكبا وشموس.

اسقاطا عمليا لمبدأ التقسيم هذا على حياة المواطن، وخاصة في ظل الظروف المادية الصعبة التي نعيش، اذ ان سقف الطموح يكاد لا يتجاوز تأمين العيش الكريم ووقف هدير الفقر الآتي لا محالة، فإن خوارزمية التقسيم ضرورية بمكان لتحقيق سيادة الذات على الملذات باركانها الثلاثة، المال والجهد والوقت. ولكل شخص يدرك ظروفه حرية تقسيمها كيفما يشاء، ولكن هذه بعض المقترحات؛

قسم دخلك الشهري لأربعة اسابيع، في كل اسبوع ربعه، ولا تتجاوز الربع، وان تجاوزته استقرض من الربع الذي يليه، بدلا من تستقرض من غيرك، فحاجتك لنفسك حلوه، وحاجتك للناس مرة، اذكر في امريكا ذات مرة كانوا يصرفون الراتب الشهري نصفين، كل اسبوعين نصفه، لما رأوا الشعب يكثر من شرب الخمرة في اول نهاية اسبوع بعد الراتب، ويبقون بفقرهم لباقي الشهر.

قسم فاتورة الكهرباء الى اجزاء، تلك ال ٦٠٠ كيلوواط ذات الفاتورة الشهرية ٥٠ دينار لنسبة ٩٠ بالمئة من الشعب كما يدعون، حصتك اليومية منها ٢٠ كيلوواط يوميا فقط، راقب العداد بحيث لا تتجاوزها باليوم الواحد، لتضمن ان لا تتجاوز ال ٦٠٠ كيلوواط بالثلاثين يوما.

قسم مصروف سيارتك لاسابيع ولا تتركه حبلا على غارب، فما ان تنتهي مخصصات ذلك الاسبوع أوقفها وسر راجلا، لتعرف كم هي قيمة التوفير اذا اسرفت بالمشاوير.

قسم طعامك ليكفيك، لا تطهو ما لا يؤكل، ودرب ابناءك ليكملوا صحونهم، وان يضعوا فيها ما يستطيعون أكله، بلا فائض يلقى بالحاويات. اشتري الدجاج كل اسبوع مرة كما كانت الحياة سابقا، وليس كل يوم، واستعض عنه بالحواضر والقلايات، يرخص كما كان رخيصا ردحا من الزمن غير قليل، نحن من عودنا التجار على مرابحهم الفاحشة بسبب نمط استهلاكنا، فلو كنا لما كانوا.

قسم بيانات هاتفك ودقائق الاتصال لتكفيك الشهر دون الحاجة لشراء المزيد منها بمنتصف الشهر. لا اذكر ان البيانات سابقا كانت تباع وتشترى لولا اسرافنا باستهلاكها مبكرا بسبب تنزيل فيديوهات مكررة عشرات المرات. فلنكن على قناعة ان مبدأ الطرف المقابل هو جيبك، ويراهن على غباء الناس لمرابحه، فمبدأهم يقول: دع الشعب يخطئون ونحن نسن القانون.

قسم وقتك لما هو ضروري، ودع الفراغ فقط للتواصل الاجتماعي الاليكتروني، وليس العكس، فما كنا قبل الخلويات الذكية نقابل بعضنا على مدار الساعه، هي تساعدك على ذلك، لا احد يستطيع معرفة انك متصل اذا اردت ذلك، وليس لاحد عليك ضربة لازم بسرعة الرد، هناك ما هو اهم منها.

قسم مالك للأساسيات اولا، من طعام ودوام وتعليم، وما فاض ان وجد فكر بالكماليات حسب اهميتها، فهذا تقسيم ضروري يقيك الوقوع بالعجز المالي، والديون. فكر جيدا قبل ان تغرم ثم تصبح وتمسي تدعو الله سداد الديون وقد اعطاك، ولكنك اسأت الادارة.

مقصد القول؛ قسم كل صحيح، لا تدع للكل ان يعجزك عن ادراكه، خوارزمية التقسيم نوع من التدبير، وان لم تجد ما تقسمه فاعلم انك تنكر نعم الله عليك، حتى الفقير الذي يستجدي الناس، يرزقه الله ذلك المبلغ صدقة او اعطية، لابد ان يقسمه بادارته، فما بال من له دخل ولو بسيط، قسم ودبر، لانك ان لم تفعل وترحم نفسك، لن يرحمك احد. هكذا وجدت الاجانب في حياتهم، لا احد يقرض احدا، والكل يعمل جاهدا في حياته ليقتات، فتراه احيانا يجلس في سكناه فترة لا يظهر بالشارع ولا على وسائل التواصل، وعندما تسأله أين انت يا رجل لم نرك منذ زمن، يقول: I have no money، على مبدأ لف راسك ونام واركد واعقل.

خلاصتها؛ هذه حياتنا، دقائق وثواني، نعيشها كما عاشها الاباء والاجداد بل بأحسن من حياتهم بكثير، قسمها بادارتك كما قسموها هم بادارتهم مع اختلاف المدخلات والمخرجات، قسمها وقتا ومالا وجهدا، وستنجح باذن الله، لا تفكر بمستقبلك ولا مستقبل غيرك، ولا تقارن نفسك بغيرك، ولا تمدن عينيك الى ما متع الله به غيرك، فلكلٍ مساره وتوقيته، ولكلٍ رزقه واجله. قد يكون هذا الذي تنظر اليه يركب سيارة فارهة مريضا بمرض عضال عافاك الله منه، فاحمد الله وسر بطريقك، وكل من صحنك ومما يليك، وغرد داخل سربك، تكن هنيا مرضيا. قال الحبيب المصطفى (ما الفقر أخشى عليكم) - حديث صحيح متفق عليه، وانظر بنفسك مالذي كان يخشاه علينا صلوات ربي وسلامه عليه.

الدكتور المهندس أحمد الحسبان








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع