زاد الاردن الاخباري -
كازينو العجائب ......يابخيت !!!
بقلم :- عامر اسماعيل
في واحدة من أكثر الصور وضوحاً بدى جلياً للشارع الاردني الخلل الموجود في حالة التوازن المفترضة التي كان يجب ان تكون في العلاقة بين مجلس النواب كسلطة رقابية والحكومة كسلطة تنفيذية ، فحصول البخيت على البراءة من قضية الكازينو أظهر مدى السيطرة الحكومية على مجلس النواب وكيف اصبح المجلس مجرد من صلاحياته الرقابية والعجيب في الامر أنه تم إدانة الوزير الدباس في القضية وتبرئة البخيت فهل قام الوزير الدباس بالتوقيع على الاتفاقية باسم الحكومة من تلقاء نفسه ومن دون اي تفويض من راس الحكومة البخيت أم أنه تم تقديم الوزير الدباس ككبش فداء للقضية إرضاءاً للشارع الاردني وليعكس صورة الوجه الديمقراطي المزيف التي تحاول الحكومة رسمه للساحة السياسية الاردنية .
ومن زاوية أخرى فإني أتسائل عن الدور اللذي كان يجب أن تقوم به هيئة مكافحة الفساد في مثل هذه القضية أم أن هذه الهيئة هي فقط لصغار اللصوص و عندما يتعلق الامر برؤؤس الفساد فان دورها يتجمد ويتوقف وبرأيي فإننا أمام خيارين فإما أن يتم توسيع صلاحيات الهيئة لتطال كل من له علاقة بالفساد مهما كان منصبه وإما أن يتم الغائها وتوفير مخصصاتها والموازنة التي ترصد لها سنوياً وتحويل هذه المخصصات لعمل حدائق ومنتزهات عامة كمتنفس للمواطنين اللذين اختنقوا من روائح الفساد في الشارع الاردني.
ومن زاوية أخرى فإن البرائة التي حصل عليها البخيت من مجلس النواب كانت نتيجة متوقعة فالثقة العالية التي كانت واضحة من خلال تصريحات رئيس الحكومة قبل انعقاد الجلسة وتعهده بالاستقالة من منصبه تعتبر مؤشرا كافياً ودليلاً واضحاً على أن هناك أمراً قد دبر في وقت سابق .
كما أنه كيف لمجلس نواب أن يسقط حكومة منحها الثقة بنفسه قبل عدة أشهر بالرغم من أن القضية كانت قائمة في ذلك الوقت ، وكيف لمجلس أن يسقط حكومة تعتبر شريكاً رئيسياً له في تعطيل عملية الاصلاح ، وكيف لمجلس يسيطر عليه عدد من الاشخاص اللذين يحملون لقب رئيس حكومة سابق و وزير سابق أن يسقط حكومة فالكل قد سار على نفس الدرب بالبلدي كلها قارية عند شيخ واحد الها نفس الطريقة و الاسلوب .
وختاما إن حصول البخيت على البرائة من مجلس النواب ليس الا انتصار مؤقت لحكومته سرعان ماسيزول فإذا كانت الحكومة إستطاعت السيطرة على مجلس النواب وتهميشه ، واذا كانت الحكومة استطاعت السيطرة على المعارضة التقليدية القديمة وتهميشها وتبادل الادوار معها في مسرحية هزلية من خلال التظاهرات الاسبوعية التي تنظمها الحركة الاسلامية والتي أصبحت بمثابة مسرحية سياسية ساخرة مكشوفة فإن الحكومة لن تستطيع أن تسيطر على أدمغة الاغلبية الصامتة من الشعب الاردني والتي بدأت بالحراك من خلال العدد الجيد من الاحزاب الجديدة على الساحة الاردنية وكذلك الحركات الشبابية الجديدة التي بدأت تظهر على الساحة .