زاد الاردن الاخباري -
لقد بات من العجب الشديد بل من المحزن ما يجري على الأرض الاردنيه من أمور وقضايا الفساد والمفسدين وربما لم يسجله الأردن منذ عهد الاستقلال ولغاية الآن ، قضايا فساد كبيره وكثيرة وأوراق ثبوتيه واضحة واتهامات متعددة ومتبادلة بين عدد من المسؤولين وهناك تصريحات وتلميحات هنا وهناك تشير إلى وجود شبهات فساد مالي وإداري هنا وهناك ، ولكن من المؤسف ايضا\" بل من المبكي أن هناك رجال صمتوا كثيرا\" ومنذ زمن بعيد وجاءتهم الجرأة والوطنية في هذا التوقيت العصيب ليكشفوا عن هذه الحقائق المدفونة لا يخشون العقاب ولا ماهية النهاية ستكون فلهم ألف تحيه وتقدير.
كل يوم تتكشف حقائق جديدة تشير إلى وجود فساد ما في دائرة أو مؤسسة ما لكن من المؤسف حقا\" أن بعض هذه القضايا تطغى وتسيطر على الشارع الأردني مثل قضيه الكازينو وما أدراك ما الكازينو وقضيه شاهين ، لكن هناك قضايا أخرى ذات أهميه ربما تطوى وتدفن في خضم هذه القضايا الرئيسية والتي أبطالها مسوؤلين ووزراء ونواب حاليون وسابقين وسوف تبقى هذه القضايا مطويه في مستودعات الحكومه دهرا\" من الزمن ، فعلى سبيل المثال قضيه الكازينو فهي واضحة من خلال التحقيقات ومن هم الذين ورائها وأداروا دفتها ولكن ربما القدر سوف يبرئ الكثير منهم وسوف تقع المسؤولية على عدد محدود منهم ربما لم يكن لهم اليد الطولى بها ولكن التحقيقات تريد ذلك ، وأنا كمواطن أردني اعتقد انه سوف تمنح البراءات وسوف تقام الموائد والليالي الملاح وسوف تطلق الاعيره النارية حتى الصباح ابتهاجا\" بالبراءة وسوف تقع المسؤولية على أناس آخرون ربما لا حول لهم ولا قوه وحتى لو حكم القضاء على المفسدين الأصليين سوف يطولهم العفو وسوف تسقط عنهم التهم وكأن شيء لم يكن وسوف يكونوا هولاء المفسدين على رأس تشكيلات الحكومات المتعاقبة في المستقبل وسوف يمنحون أعلى المناصب وسوف تسند إليهم الحقائب الوزارية ، وبهذا سوف يبقى الحال كما هو عليه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وكأننا لم نقل شيئا\" بالأمس وسيكون المواطن الأردني كبش الفداء ، وفي النهاية ستبقى التحقيقات في هذه القضايا وغيرها مضيعه للوقت وضحك على اللحى.
أما عن قضيه شاهين وهروبه وعلاجه وجواز سفره فهذه ربما تكون أمور مرتبه ومعد لها إعدادا\" جيدا\" فالحكومة تعلم علم اليقين بسفر شاهين وهروبه وهي من ساعدته وقدمت له كل شيء ولو أن الحكومة عاقدة النيه على إعادته للأردن لإعادته خلال ساعات لكنه اخذ يتسوق في شوارع لندن وكأنه في نزهه
عاديه ، فالحكومة لا تريد إرجاعه في الوقت الحاضر لان في رجوعه قلب للموازين وخلط للأوراق وسوف يظهر على السطح أناس فاسدين ومفسدين جدد لم يكونوا بالحسبان.
إن موضوع الفساد لا يمارسه ولا يستخدمه إلا صاحب قرار ومن يملك السلطة والكرسي الدوار لان الإنسان الذي لا يملك هذه المقومات لا يمكن أن يكون فاسدا\" لأنه سيبقى خائفا\" ومرتعدا\" من ظهور المخفي الأعظم في أي لحظه ومن هنا سيبقى الفاسد فاسدا\" على طول الزمن.
حمى الله مقدرات وخيرات الوطن وقائد الوطن والشعب من الفساد والفاسدين .
الكاتب: عبدالله هويمل الخلايفه