أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأرصاد تحذر من السيول والانزلاق على الطرقات السبت دراسة: تحسن الرفاهية والصحة النفسية للأردنيين واللاجئين العراقيين منذ 2020 أسعار النفط ترتفع عالميـا الإسعاف والإنقاذ يواصل انتشال جثامين شهداء من مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي متحدثة باسم الخارجية الأمريكية تعلن استقالتها احتجاجا بشأن غزة فتح باب اعتماد المراقبين المحليين لانتخابات النيابية المعايطة: لن تكون الانتخابات مثالية رسو سفينة قبالة سواحل غزة لتجهيز رصيف لإدخال المساعدات الاحتلال يحبط محاولة تهريب مخدرات إلى الأردن مقتل إسرائيلي بقصف جنوبي لبنان شبهات بسرقة الاحتلال الإسرائيلي أعضاء لضحايا المقابر الجماعية في خان يونس انطلاق منافسات ألتراماراثون البحر الميت اليوم أميركا تعلق على تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات بالجامعات الأردن .. تراجع تأثير الكتلة الهوائية الحارة الجمعة 7 وفيات و521 حادثاً مرورياً أمس بالأردن إعلام عبري يعلن عن حدث صعب للغاية على حدود لبنان الحبس لأردني سخر صغارا للتسول بإربد اليكم حالة الطقس في الأردن ليومي الجمعة والسبت السيناتور ساندرز لنتنياهو: التنديد بقتل 34 ألفا ليس معاداة للسامية "بيتزا المنسف" تشعل جدلاً في الأردن
الغرب وعقدة التفوق.. جريمة مشتركة!
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الغرب وعقدة التفوق .. جريمة مشتركة!

الغرب وعقدة التفوق .. جريمة مشتركة!

06-03-2022 07:34 AM

مكرم أحمد الطراونة - ما يزال العالم العربي يعيش في “يوتوبيا” غريبة، فهو لا يتورع عن “ممارسة الاستغراب” حيال سلوك الغرب في القضايا المختلفة، ويستغرب أكثر من ممارسته العنصرية الواضحة تجاه تلك القضايا، خصوصا ما تبدى بسفور من عنصرية تجاه اللاجئين من الشرق الأوسط ودول أفريقيا ممن ذهبوا إلى أوروبا بحثا عن الأمان جراء حروب أنهكت دولهم بفعل ماكينة الغرب ومؤامراته، وأسلحته، وفكره الاستعماري!
لم نكن بحاجة إلى حرب روسية أوكرانية لكي نتعرف إلى النظرة الفوقية التي تتعامل بها دول أوروبية وشعوبها مع العرب والمسلمين وغيرهم، فطالما كنا بالنسبة لهم شعوبا رجعية متطرفة، فلماذا نسارع في التعبير عن سخطنا مع فتح أوروبا حدودها للاجئين الأوكرانيين، والتسابق نحو استرجاع مقاطع فيديو مؤلمة تظهر مئات الألوف من اللاجئين السوريين والعراقيين والأفارقة وهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء على الحدود، وكأنهم بلا قيمة؟
النفاق الإنساني والفوقية والعنصرية، لم تستحضره الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فحسب، فالأمر ليس مفاجئا بل له امتدادات تاريخية طويلة، بدأها المفكرون الغربيون بالتمييز بين العقل الغربي وسواه، ما أوجد ما يمثل “معادلا موضوعيا” بالنسبة إليهم تأسست على إثره نظرية التفوق. الغرب وماكينته الإعلامية ونخبه ظلوا على الدوام عنوانا للتمييز الديني والعرقي، فرفعوا كل ما يشبههم، وخفضوا ما سواه، حتى كان في بعض العصور يصل إلى ما دون قيمة الإنسان، أو هو مساو للبهائم. هذا هو الغرب “الإنساني” في أوضح صوره.
في المقابل، هل يتوجب علينا لوم الغرب أو السخط عليه جراء هذه السياسات التي أصبحت ميزانا للتعامل معنا؟ بالتأكيد لا، فكل ما يحدث لنا وللشعوب التي تشبهنا هي صنيعة أنفسنا وعمل أيدينا، وقد ساهمنا في التأسيس لها عبر عقود من التبعية السياسية والاقتصادية والفكرية، ما أفرز نهج السادة والعبيد، حتى وصلنا إلى ما يشبه “العقيدة” باستحالة وجود العبد من غير وجود سيده.
خلال عقود من العبودية وما جلبته لهم من منافع، وما جلبته لنا من مخازٍ، كان من الطبيعي أن يستشعر هؤلاء بالفوقية والتفوق والأحقية في الحياة والوجود، أما بقية الشعوب فهي مستهلكة وعالة على العالم الأول الذي يتصدى لمهمة التأسيس للحضارة والعلم والازدهار والتطور والنهضة والديمقراطية المزعومة.
لماذا نغضب من الغرب عندما نراه يتعامل بازدواجية وعنصرية على الحدود الأوكرانية، فترفض دول استقبال لاجئين من هذه الدولة وتسمح لآخرين بالدخول، تحت عنوان أن لا دخول إلا لذوي الملامح البيضاء والشعر الأشقر والعيون الزرقاء، والبقية مكانهم الحدود مع البرد والجوع القاتل، وأسلحة الدمار تحيطهم من كل حدب وصوب.
يجب ألا نعتب على الغرب، فالجار أولى برعاية جاره، ولو أن دولا عربية وإسلامية فتحت أبوابها لملايين اللاجئين من بلاد أنهكتها الحروب، لما اضطر هؤلاء لركوب البحار والمجازفة بالروح من أجل طرق أبواب الغرب. لقد ساهمنا في قتل أبناء العروبة، وصادرنا كبرياءهم وكرامتهم عندما أغلقنا أمامهم حدودنا، وكأنه لا تربطنا بهم أي علاقة، كما تغاضينا عن أرواح كثيرة خسرناها في رحلات اللجوء والبحث عن ملجأ!
لكن، هل كان تجذّر العنصرية هو السقطة الوحيدة في مفهوم علاقة الغرب مع غيره؟ بالطبع لا، فقط سقط أيضا الإعلام الغربي خلال تغطيته للحرب الروسية الأوكرانية، فأثبت أنه “مسيّس” وموجه، وأن مقولات النزاهة والحيادية والحقيقة ما هي إلا “كلاشيهات” للاستهلاك، وأنه يلعب دور التعبئة على جميع المستويات، حيث سمح لعشرات السياسيين والمتعجرفين الإساءة لباقي الشعوب عندما أعطاهم مساحة واسعة للتعبير عن فوقيتهم بأقبح الصور والعبارات.
من حق اللاجئين الأوكرانيين أن يحصلوا على معاملة إنسانية، وفرصة حياة فضلى بعد تعرض بلادهم للخراب، فهؤلاء بشر، وفي معظمهم لا علاقة لهم بالسياسة والحروب، وأمنياتهم العيش في سلام، كذلك تأمل شعوب دول عربية وإسلامية لم يتردد الغرب عن تدمير بلادهم وتمزيقها. إنهم يأملون أن يتم الانتباه إليهم، وترقيتهم في التعامل لمستوى البشر!








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع