أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. امتداد تدريجي للمُرتفع الجوي السيبيري عندما «حذّر» الجنرال جانبيك: «أخونة» الثورة السورية مقابل «أردنة» الخلافات حولها عاصفتان تهبان في وجه حكومة حسان .. "مأساة المسنين" وتدخل وزراء في الجمرك بلاغ رسمي يطالب بملاحقة بشار الأسد قضائيًا عن جرائم بحق أردنيين شهداء وجرحى في قصف استهدف منازل المدنيين في مدينة غزة (شاهد) مصدر يكشف حالة المسن الذي تسبب بحريق دار المسنين عودة (معلقة) للسوريين من الأردن لبلادهم مجزرة في دارفور .. غارة جوية تقتل أكثر من 100 مدني سوداني عمومية الأسنان تقر تعديل سن التقاعد وترفض رفع نسبة الاشتراكات بشار لم يعلم ماهر بخطة هروبه والاخير غادر سوريا للعراق غارات إسرائيلية عنيفة بمحيط دمشق وفاة الاعلامي بسام الشلول ارتفاع إجمالي الدين العام إلى 44.166 مليار دينار حتى نهاية تشرين الأول ماذا ينتظر المخلوع بشار الأسد في موسكو؟ رسميا .. المختار رئيسا للوحدات دمشق تسلم الصحفي تيمرمان للأميركيين التنمية : فتح تحقيق إداري لتحديد المقصرين بحريق دار للمسنين تفاصيل جديدة حول هروب الأسد ومسؤولين بنظامه وزارة السياحة تضيء شجرة الميلاد في إربد المأدباوي فيصل بن سعيد .. يروي قصة سجنه 29 عاما في سوريا ووفاة شقيقه داخل المعتقل
حرب روسيا -اوكرانيا... دوافع شخصية أم موضوعيةّ؟!
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة حرب روسيا -اوكرانيا .. دوافع شخصية أم موضوعيةّ؟!

حرب روسيا -اوكرانيا .. دوافع شخصية أم موضوعيةّ؟!

03-03-2022 03:05 AM

د. منصور محمد الهزايمة - ما أن نشب الصراع المرير بين روسيا وأوكرانيا حتى أفاضت مختلف وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي بتحليل كل ما يتعلق بهذا الصراع؛ مجرياته، أسبابه وتبعاته، وما قد يترتب عليه من نتائج على مستوى العالم، لكن ما أثار الاهتمام حقا، هو التركيز على شخصية الرئيس الروسي باعتباره صانعا للحدث بامتياز أو مصدرا من مصادر الصراع، إذ انصبت التحليلات على شخصه من جوانب فردية ونفسية وسلوكية، لجهة تفسير ما وُصف بالسلوك العدواني، عندما وضع العالم على حافة حرب عالمية، قد تكون لها نتائج وخيمة.
تتعدد مصادر الصراع عادةً بين الدول، فقد تكون ذات خلفية تاريخية، أو تفرضها حتمية جغرافية، أو أيديولوجية، أو اقتصادية، أو عوامل خارجية، أو تفاعلات سكانية، أو تعلقا بالمصالح الحيوية، أو تشبثا بالنفوذ، وقد تلعب طبيعة الأنظمة الحاكمة دورا بارزا في تأجيج لهيب الصراعات، ولا فرق بين أن تكون هذه الأنظمة مختلفة أو متشابهة، بل قد يكون الصراع بين المتشابه منها أحيانا أشد بؤسا وضراوة.
لكن في الصراع الدائر حاليا بين الروس وحلفاءهم السابقين، هل كان لصناع القرار في البلدين أدواراً مهمة ورئيسية مستقلة عن عوامل أخرى كامنة في إيصال بلديهما إلى العمل العسكري الشامل بما يمثله من الحد الأقصى من الصراع؟
أم أنهم في الواقع مجرد قنوات توصيل أو مرآة عاكسة لتلك العوامل الكامنة خلف الأكمة من التراكمات المعقدة بين الجارين؟
لو سلمنا بهذا الدور للقيادات، فهل يمكننا تحديد أو تحليل وزن هذا الدور بما يتطلبه من الغوص في عمق الشخصية، أو إعطاء كم قيمي لها؟
هناك من يعتقد أن مصدر الصراع الدائر حاليا يُرد إلى اعتبارات فردية نفسية متعلقة بشخصية صانع القرار الرئيسي في أحد طرفي النزاع، وهو هنا الرئيس بوتين بطبيعة الحال، مثل الميل إلى العدوانية، أو الميل الجارف إلى الزعامة، أو احساسه بكاريزما عالية تجعل شعبه يتقبل قراراته بسهولة، لكن بافتراض ذلك، فإنه حري بنا أن نفرق بموضوعية بين حالتين؛ الاولى أن الزعيم أحيانا لا يعدو أن يكون مجرد أداة أو انعكاس لظروف موضوعية متراكمة، ويقتصر دوره بأن يعجل من حتمية الصراع، أو العكس بأن يكون كابحا له.
أمّا الحالة الثانية تفترض أن صانع القرار يُعد مصدرا أصيلا للصراع، وعندها سيبدو الصراع زائفا، قد يفضي إلى نتائج عكسية ترتد عليه.
بالعودة لخلفيات الصراع بين الطرفين، نجد أن تربة الخلاف بينهما مغروسة بشتى بذور الخلاف، والسجل بينهما حافل بالأحداث والاشتباكات على خلفيات أيدلوجية وأمنية واقتصادية وسكانية وحدودية، ويتوجها تغاير توجهات الأنظمة فيهما.
من التبسيط المخل أن نصف الصراع بأنه ناتج عن سلوك نفسي أو قومي انفعالي، اتخذه الرئيس بوتين طلبا لمجد سابق، أو حنين لماضٍ تولى، إذ أن الرئيس يحكم بلاده لمدة تزيد عن عقدين من الزمن، وهو متمرس من قبل في السياسة الدولية وتعقيداتها، ولا يمكن أن نعتقد أنه يدفع بلاده لصراع زائف، بل يبدو مقنعا أمام شعبه، عندما يرد بحزم على محاولات خصومه جر حلف الناتو إلى حدود بلاده.
هذه الحرب قد ترهق العالم بأسره، بما يمثله الطرفان من أهمية في سلاسل الإمداد والتجارة العالمية لمواد تُصنف بأنها حيوية، أهمها القمح والغاز، وما قد تقفز اليه أسعار مواد أخرى مثل النفط والذهب وسائر المعادن، خاصة أن هذه الأزمة تتحالف مع جائحة الفيروس وما سببته من ضغوط على أعصاب الشعوب والدول.
تعد الحرب دائما ورقة تفاوض أخيرة بين الأطراف المختلفة، ولها ضريبة مكلفة جدا، وإن بتفاوت بين الأطراف، وتعود بالشعوب عقودا إلى الوراء، وصدق من قال: حرب (أي حرب) يا للغباء.










تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع