رسالة الى ابناء الوطن

زاد الاردن الاخباري -

رسالة الى ابناء الوطن

ان حضارة الامة تقاس بما وصلت الية جذورها الى عمق التاريخ وما تكتنزة ارضها من موروث ثقافي وديني واثري ليحكي تاريخها ومجدها وحاضرها ومستقبلها وامة بلا تاريخ وتراث وثقافة هي امة هالكة زائلة الى الدمار ووليدة اللحظة لانها بلا حضارة ولا مستقبل وهي امة مندثرة كما اندثرت الامم السابقة التي نكرت بانعم اللة وخالفت قوانين الطبيعة وشرع اللة في الكون وحل عليها غضب اللة

وكذلك تقاس الامم المتأخرة عن ركب الحضارة والانسانية فهي امم بلا جذور تاريخية واثرية وموروثات ثقافية فمن السهل تساقطها كورق الشجر بسبب ضعف اقتصادها الوطني وهشاشتة لعدم محافظتها على ارثها الثقافي وتاريخها وحاضرها ومستقبلها وهي امة ميتة تدمر تاريخها وحضارتها ومستقبلها بيدها وتقتل نفسها بنفسها حتى تكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا

وتلك الامم الهشة الضعيفة التي لا تحفظ تاريخها مثلها كمثل كالذي ينزع الروح من الجسد لان روح الامة هو تاريخها وحضارتها وما تحوية من مكنوزات اثرية ومواقع دينية وسياحية عريقة تعكس حضارتها وعمق جذورها في التاريخ

وحسب الموازين الدولية فان انتماء المواطن لوطنة يقاس بمدى قدرة هذا المواطن في الدفاع عن تاريخة وحضارتة وثقافتة ووطنة ومستقبلة وما يملكة من قدرة وثقافة للمحافظة على كل ذرة تراب في وطنة . وهذا هو مقياس الامم لتعريف المواطن الصالح

والسياحة الوطنية في هذا الوطن الحبيب ليست بعيدة كل البعد عن هذا المفهوم فهي روح محسوس وجسد ملموس روح محسوس تحفظ فيها تاريخ الامة وحاضرها ومستقبلها وجسد ملموس يتمثل في مكتنزات الامة الثقافية والتاريخية والاثرية الذي نلمسة ونراة على ارض الواقع واذا ذهبت الروح لم يبقى للجسد والمكان قيمة تذكر


والحقيقة التي اريد اقولها واتي زادتني هما فوق هم هو ما ارى واسمع من سلوكيات جائرة ثم اقرأ من اخبار تتداولها وسائل الاعلام حول الاعتداءت والتجاوزات التي تحدث في بعض المواقع السياحية والاثرية في كافة انحاء الوطن الحبيب وما نشهدة الان من السلوكيات الجائرة و الخاطئة في بعض المواقع السياحية والاثرية والتاريخية من قبل جهات خاصة في هذا الوطن الحبيب من توظيف الاماكن السياحية واستغلالها و تحويلها لاماكن للهو والطرب وضياع الوقت ودكاكين لكسب المال واعتداءات على حرمتها
الا نتائج تراجع القطاع السياحي في هذا الوطن الحبيب من خلال الاسائة لها والاعتداء على حرمتها والتي ادت الى تراجع الحركة السياحية في الاردن الذي يعتبر من اهم المقاصد السياحية في العالم بسبب مكانتة الرفيعة بين الامم وموقعة الاستراتيجي والديني والتاريخي وهذا ادي الى تراجع الدخل من القطاع السياحي مما يؤثر سلبيا على الاقتصاد الوطني .

فأين الرقابة واين الجهات المسؤولة عن هذة الاماكن !!!

ان عدم معرفة القيمة التاريخية والحضارية وضعف الانتماء الوطني وانعدام الوازع الديني والاخلاقي يؤدي الى انتشار الفوضى في هذة الاماكن السياحية وان سيادة المصلحة الخاصة على مصلحة الوطن تؤدي الى سهولة التعدي على المكان الاثري والسياحي وتحويلة الى مكان للهو واللعب وقتل الفراغ والتعامل معة كجماد بلا معنى دون معرفة البعد التاريخي والحضاري لهذا المكان, والادلة على ذلك كثيرة ودامغة ومتعددة سنذكرها الان انشاء اللة تعالى .

ولنبدأ حديثنا بوادي رم ( وادي الفمر ) هذا المقصد السياحي العظيم الذي يقع في عمق الصحراء الاردنية حيث السكينة والطمأنينة والدفء والتامل والسكون, لكل من طلب السكون والهدوء والراحة هو احد الامثلة التي سنذكرها الا ن.

والان فأن وادي رم بدأت تعكر صفوة الفوضى والتجاوزات العشوائيةالجائرة وقد تحول الى دكاكين لكسب المال والى مخيمات للبزنس في الصحراء حيث تملكها جهات مختلفة واصبح مكان غير امن بسبب الفوضى والاهمال والصخب والحفلات الغنائية واللهو.
فبعد ان كانت الروح تسكن فية لتحكي تاريخه وقصته مع هدوء الطبيعة وعبق الماضي وسحر المكان وروعتة

وحال رم الان حال نراها في الكثير من الاماكن السياحة والاثرية الاخرى على ارض الوطن الطاهر الذي حباه اللة بجمال الطبيعة وعبق التاريخ وطهارة الارض .

فمن العقبة متنفس الاردن البحري حيث الاعتداءات على شواطئها واماكنها السياحية ثم الى المدينة الوردية البتراء التي تعتبر احد عجائب الدنيا حيث الاعتداءات على طبيعتها بسبب المد العمراني والتجاوزات السكانية الجائرة ناهيك عن السماسرة والباحثين عن المصالح الشخصية ثم الى جرش مدينة الاعمدة العريقة ثم مادبا وعجلون وبيت راس والكثير الكثير من المدن الاخرى في شمال المملكة وجنوبها حيث التجاوزات الجائرة وغير المبررة والاعتداء على عذرية المكان وسحرة وروحة من خلال سوء التعامل معة و المد العمراني وقلة الرقابة والعشوائية واللامسؤولية .

يا ابناء الوطن الحبيب

نحن امة عظيمة جدا حدا وراسخة في عمق التاريخ رسوخ الجبال الشواهق حبانا اللة بهذة النعم فلنحافظ عليها . نحن امة خلقنا اللة لنستمر ولنعمر الارض ونصلحها ولا نفسد فيها ونهلك الحرث والنسل .
فلا تندثر امتنا ابدا اذا هي عظمت الاماكن السياحية والتاريخية والثقافية وحفظتها كما حفظها الاولون من قبلنا ولم يكفروا بانعم اللة

ان جميع الديانات السماوية بلا استثناء ومنها القران العظيم تحثنا وتعلمنا كيف نحافظ على التاريخ والحضارة والثقافة والاثار والتراث . وجعلتة جزء لا يتجزء من الاخلاق الحميدة وجعلت حب الوطن من حب اللة و طاعتة ورضاة .

علمتنا الكتب السماوية كيف نحافظ على نعم اللة وعجائبة في الكون وكيف نحافظ على خيرات الطبيعة مثل الماء والنبات والشجر والحجر والحيوان والارض والمكان وربطتة برضا اللة وسخطة ( فهذة هي قوانين الطبيعة التي لا تتغير ابدا )

وهذة الاخلاق كلها جائت مسطرة في كتب الديانات السماوية ومنها القران الكريم لتعلم العباد كيفية عمارة الارض واصلاحها وعدم افسادها والعمل على بنائها
والمحافظة عليها والسياحة والتامل فيها وتوعد المفسدين في الارض بعذاب شديد

والكتب السماوية ومنها القران الكريم غنية بالحكم والادلة والبراهين والايات التي تحث وتوصي بها العباد للمحافظة على التاريخ والحضارة والارض والطبيعة والشجر والحجر والنبات والحيوان وكلها ايات من صنع اللة من اجل عمارة الارض وحفظها وعدم الافساد فيها ساذكرها لنأخذ العبر والادلة الدامغة التي يخاطب اللة بها البشر .

قال تعالى في كتابة العظيم( فلا تعثوا في الارض مفسدين) وقال (ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها )
وقال تعالى
( قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ) وعلمنا كيفية المحافظة علي الطبيعة والبيئة وامرنا بعمارة الارض وعدم خرابها فقال (ولا تفسدوافي الارض بعد اصلاحها ) . فقال (والذين ان مكناهم في الارض امروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) وقال تعالى في سورة النور الاية 55 ( وعداللة الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض ) اي يجعلهم خلا ئف للة في الارض
ونهانا ان نكون كالذين عاثوا في الارض فسادا واهلكوا الحرث والنسل وخالفوا اوامر اللة كقوم لوط وهود وعاد وثمود فاهلكهم اللة بذنوبهم .

وليكن لنا عبرة في قصة اهل الكهف الذين حفظهم اللة في الكهف عشرات السنين لانهم كانوا صالحين ولم يفسدوا في الارض ولم يخربوا حتى اصبحوا عبرة للاولين والاخرين وها هم الان في الاردن اصبحوا عبرة ومكانهم اصبح موقع اثري وسياحي يأمة السواح من مختلف البقاع


وكذلك قوم لوط الذين غضب اللة عليهم ممن خالفوا تعاليم اللة وقوم نوح الذين نجاهم اللة في السفينة ممن اطاعوة واغرق بعضهم ممن عصوة وكذلك قوم فرعون الذي قال تعالى فية ( فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك اية وان كثير من الناس عن اياتنا لغافلون) والكثير من لايات في القران الكريم تحكي قصة فرعون وقومة الذي اغرقهم اللة في البحر و نجا اللة بدنة ليكون لمن خلفة اية, والان اصبح مقصدا سياحيا لكل العالم ليروا من خلالة ايات اللة في خلقة

ولنقرأ قولة تعالى (افلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا اكثرمنهم واشد قوة واثارفي الارض فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون) صدق اللة العظيم
وقال تعالى في سورة النمل الاية 69 ( قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين )

وقال تعالى في سورة الغاشية (افلا ينظروان الى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف سطحت ) وهذة معجزات اللة للبشر يجب التدبر بها والذهاب لرؤيتها

وقال تعالى في الاية (5) من سورة الج (وترى الارض هامدة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربة وانبتت من كل زوج بهيج ) ليرينا اعجازة وقدرتة ويحثنا على معرفة عجائب اللة في الكون ورؤيتها

ولقد اقسم اللة ببعض الاماكن المقدسة من الحجر والشجر وعظم بعض الاماكن وذكرها في كتابة الكريم مثل مكة والمدينة والكعبة المشرفة وجبل عرفات والكثير من الاماكن الاخرى التي جائت في القران والسنة واقسم اللة سبحانة بالبحرالمزجور وجبل الطور
ووعد اللة العباد الذين يعمرون الارض بجنات تجري من تحتها الانهار وهي اشارة ان الماء كمتعة و راحة من متع الحياة وطلب من الرسول الكريم عدم الاسراف في الماء فلا نسرف ولو كنا على نهر جار واوصا جنود المسلمين اثناء الحروب بعدم قطع الاشجار حتى عند الاعداء

وقال صلى اللة علية وسلم ( اذا قامت القيامة وفي يد احدكم فسيلة فليغرسها) والسبب لكي يرسخ فينا حب الشجرة والطبيعة واهميتها ويزرع فينا الامل من خلال العمل الصالح . ولكي لا نعتدي على الاشجار وها نحن نرى وللاسف في بعض الغابات والمحميات مخالفات واضحة رفضتها قوانين اللة ثم قوانين البشر في جميع انحاء العالم

وقد اقسم اللة بشجرة التين والزيتون وبجبل الطور لاهميتهما عند اللة حيث قال في سورة التين (والتين والزيتون وطور سنين) واقسم بالمكان المقدس وهذا البلد الامين وقال في سورة النور عن شجرة الزيتون انها ( شجرة مباركة) وها نحن الان نقطع الاشجار ونعتدي على الاماكن السياحية والاثار والتاريخ بشكل صارخ وهذا ما حرمة اللة وحرمتة القوانين الارضية واستحللناة لانفسنا ... فلماذا كل هذة الاعتداءات على السياحة الوطنية من خلال هذة الاماكن !!!
واين وسائل الاعلام والجهات المسؤولة للدفاع عتها !!!

هذة الايات والاحاديث والامثلة جئنا بها لتكون عبرة ووسائل وادلة دامغة ومقنعة للمحافظة على الطبيعة والتاريخ والحضارة ومن اجل التامل في خلق اللة وصنعة و معرفة عجائب اللة في الطبيعة والخلق لان الامم التي لا تحافظ على نعم اللة وايات اللة في الكون والطبيعة هي امة هالكة الى الزوال والدمار لانها كفرت بانعم اللة وسيهلكها اللة كما اهلك الاولين من امثالها فاعتبروا يا اولي الالباب واعتبروا يا اولي الابصار

الاستاذ- عبدالناصر عبدالحليم الحموري
الباحث في العلوم السياحية