لا شيء بالمجان .. حتى رفاهية التكييف في التاكسي تتطلب دفع مبالغ إضافية

زاد الاردن الاخباري -

صعد إلى التاكسي الذي انتظره في الشارع لأكثر من ربع ساعة، كان يوما شديد الحرارة، فما إن لبث خالد رشيد في التاكسي لفترة قصيرة حتى طلب من سائقه أن يشغل المكيف، ليتفادى حر ذلك اليوم، لكنه تفاجأ بجواب مفاده "لا أستطيع تشغيل المكيف إلا إذا دفعت زيادة على أجرة العداد".

وقبل رشيد بالعرض؛ لأن الطريق كانت تكتظ بالسيارات والأزمة خانقة والحرارة شديدة، لكنه لم يقتنع فقبل بدفع الزيادة من دون أن يفهم السبب.
وعندما سأل خالد سائق التاكسي عن سبب دفع أجرة إضافية مقدارها نصف دينار على العداد وهما في منتصف الطريق بين مستشفى الجامعة  ومنطقة الدوار السابع، قال له الأخير "تشغيل المكيف يزيد من صرف الوقود وليس بإمكاني تحمل ذلك".
وعندما يأتي الصيف عادة، تفرض حرارة الجو نفسها على عدادات التاكسي، فمن يريد أجواء لطيفة أثناء رحلته عليه بدفع مبلغ إضافي، إلا أن هذا لا ينطبق على سائقي التاكسي كافة؛ لا سيما الذين يفضلون ترفيه أنفسهم.
وتعتمد الزيادة التي يطلبها سائق التاكسي مقابل تشغيل المكيف على المسافة المقطوعة، إذ تبلغ بالحد الأدنى نصف دينار، فيما يصل حدها الأعلى إلى دينار داخل محافظة العاصمة.
كثير من مستخدمي وسائط النقل يبدون تحفظا على دفع مبالغ إضافية على تعرفة العداد مقابل تشغيل المكيف، كونهم يعدون المكيف جزءا من النفقات التشغيلية للمركبة، وأن توفره بات أمرا ضروريا في ظل لهيب حراراة الصيف.
غير أن سائقي تاكسي يبررون طلب زيادة إضافية على العداد مقابل تشغيل المكيف بعدم القدرة على تحمل كلف تشغيله التي تزيد من استهلاك صرف الوقود وتقلل من الإيرادات اليومية.
ويقول سائق التاكسي محمد بركات "إن تشغيل المكيف يزيد من الأعباء المالية كونه يزيد من استهلاك البنزين ويشغل ضغطا كبيرا على محرك المركبة في ظل الأزمات والاختناقات المرورية التي تشهدها المملكة في فصل الصيف".
ويبين بركات أن طلب سائقي التاكسي لأجرة إضافية على العداد مقابل تشغيل المكيف لمستخدمي وسائط النقل يأتي لتغطية النفقات التي تترتب على تشغيل المكيف، كون سائقي التاكسي لا يستطيعون تحمل كلف تشغيله في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
ويقول "إن طلب أجرة إضافية على العداد مقابل تشغيل المكيف يعد أمرا غير قانوني، ولكنه غير ملزم لسائقي المركبات العمومية".
وتبلغ تعرفة فتحة التاكسي العمومي 25 قرشا من الساعة 6 صباحا ولغاية 11 مساء، في حين تبلغ 30 قرشا من الحادية عشرة ليلا حتى السادسة صباحا.
وقال نقيب أصحاب السيارات العمومية أحمد أبو حيدر "إن النقابة لم تتلق أي شكاوى من مواطنين فيما يتعلق بطلب سائقي التاكسي أجرة إضافية مقابل تشغيل المكيف".
وأوضح أبو حيدر أنه في ظل ارتفاع درجات الحرارة، يفترض على سائق التاكسي تشغيل المكيف لنفسه أولا وأن لا يطالب بأجرة إضافية على العداد مقابل تشغيل المكيف للزبون كون الكلف التي تترتب على ذلك قليلة.
وبين أبوحيدر أن سائق التاكسي ليس مجبرا على تشغيل المكيف للزبون، ولكن طلب الأجرة الإضافية يعد أمرا غير قانوني.
ويقول الخبير الاقتصادي الدكتور قاسم الحموري "إن انتشار ظاهرة طلب أجرة إضافية على عداد التاكسي مقابل تشغيل المكيف يعكس تردي الأوضاع الاقتصادية لسائق التاكسي". وبين أن سائق التاكسي يعمل لساعات طويلة، وأن تشغيل المكيف تترتب عليه كلف إضافية قد لا يستطيع تحملها كونها لا تناسب تعرفة العداد.
ويقول "سائق التاكسي لا يُلام إن طلب مبلغا إضافيا فوق العداد مقابل تشغيل المكيف، كون تشغيله يزيد من صرف الوقود ويقلل الإيرادات".
وتتجول في شوارع عمان أكثر من 10595 سيارة تاكسي من أصل 14893 سيارة في محافظات المملكة الـ12، معظمها من طرز حديثة.

طارق الدعجة / الغد