زاد الاردن الاخباري -
تناقلت عدة مواقع وصفحات إخبارية على الانترنت منذ بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري معلومات وأخبار عن قيام الجيش السوري بإرسال تعزيزات عسكرية إلى جبهات جنوب وشرق مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة. وخلال الأيام السابقة تحدثت العديد من وكالات الأنباء عن بدء الجيش السوري بتنفيذ غارات جوية وقصف صاروخي على المواقع التي تتحصن فيها "هيئة تحرير الشام" في مناطق عدة من محافظة إدلب، بالتزامن مع انطلاق مناورات للجيش السوري في ريف المحافظة، الأمر الذي توقع من خلاله المراقبون للشأن السوري أن عملية عسكرية واسعة لاقتحام إدلب على وشك البدء قريباً.
ويطرح الاستعداد لحملة عسكرية جديدة في إدلب، التي تشهد تواجداً كثيفاً لعناصر إرهابية مسلحة، سؤالاً هاماً حول مدى جاهزية الجيش السوري من حيث الموارد المادية والبشرية لخوض غمار معركة بهذا الحجم! وخاصة أن وضع إدلب حالياً لا يختلف عما كان عليه في 2015 عندما تدخلت روسيا في الصراع إلى جانب الحكومة السورية وقدمت مساعدات كبيرة لاستعادة موازين القوى على الأرض، حيث ساهمت بتدريب عدد كبير من الوحدات التابعة للجيش السوري. واستمر الاعتقاد بأن القوات الروسية النظامية هي التي كانت تشرف على تلك التدريبات، حتى ظهر حساب التويتر المعروف باسم "محمد هنتر" والذي ادعى بأنه أحد مقاتلي فرقة "صائدوا داعش" التابعة لقوات الجيش السوري، مؤكداً على حسب تغريداته بأن التدريبات التي خضعت لها فرقة "صائدوا داعش" قد تمت على أيدي مقاتلين من شركة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة، الأمر الذي أثار نوعاً من الصدمة عند المتابعين وخاصةً بعد نشر الحساب آنف الذكر تأكيدات ضمت عدة فديوهات تُظهر عمليات التدريب بقيادة مدرب يتحدث باللغة الروسية، بينما يقوم مترجم خاص بنقل التعليمات إلى عناصر الفرقة.
ومما أثار الدهشة أيضاً وبحسب تغريدات "محمد هنتر" أنه وعلى الرغم من التدريبات القوية التي تلقتها فرقة "صائدوا داعش" إلا أنها كانت لا تزال غير قادرة على مواجهة تنظيم داعش الإرهابي بمفردها دون الاعتماد والاستعانة بمقاتلي قوات "فاغنر" الذين وبحسب ادعاءات "هنتر" أيضاً كان لهم التواجد الفعلي في القتال على الأرض، وأن فرقة "صائدوا داعش" كانت فقط عبارة عن غطاء لحقيقة المشاركة الفعلية لتلك القوات في مواجهة إرهاب تنظيم داعش. وبحسب احد منشوراته أنه وخلال معركة تحرير دير الزور كانت مجموعة كبيرة من قوات "فاغنر" في مواجهة مباشرة ضد عناصر داعش في الضفة الشرقية لنهر الفرات و في ضواحي قرية مظلوم، حيث كان من المخطط أن يقوم عناصر فرقة "صائدوا داعش" بحماية المنشآت الاستراتيجية في البادية غرب مدينة دير الزور، ولكن القرار النهائي جاء بالإبقاء على مقاتلي الفرقة في الصفوف الخلفية بسبب تخوف مدربي قوات "فاغنر" من عدم جهوزيتهم التامة في حال حدوث مواجهة مباشرة مع عناصر التنظيم.
مقاتلي "فاغنر" قبل عبور لنهر الفرات من ضفة غربية الى ضفة شرقية، سبتمبر 2017. (انتبهوا الى يد يسار لمقاتل الذي يجلس على قارب) مصدر الصورة: حساب تلغرام Hunter Confession
وبنظرة سريعة إلى كل ماسبق من أحداث وأخبار وتسريبات، نستطيع القول بأن مقاتلي "فاغنر" يمتلكون خبرة كبيرة في خوض معارك المدن، إلى جانب القدرة العالية على الاقتحامات والانقضاض على حصون الإرهابيين في البادية السورية، الأمر الذي يجعل من مشاركة هذه القوات مجدداً في معركة إدلب جنباً إلى جنب مع الجيش السوري عنصراً مساعداً في تحقيق الانتصار.