المتقاعدون العسكريون .. قرش الاردن الابيض

زاد الاردن الاخباري -

المتقاعدون العسكريون .. قرش الوطن الأبيض
الكاتب : منصور المناصير

إن الرابط بين الانسان وعمله الذي احب ومهنته التي ابدع في جنباتها وتدرج في صعود سلالمها بخطى العز والفخار هو رابط متين وليس سهلا ان ينقطع او ان تنال منه عوامل التعريه او ان يلحقه الصدأ وامتن هذه الروابط هي ما تم بالتعاهد عليه بالدم وكان مهره ان تقدم الروح رخيصة بدون ان يهتز لبائعها رمش او ان يتردد طرفة عين .

الذي استوقفني لاكتب هذا المقال هو حال الاخوة المتقاعدين العسكريين الذين كانو قد إتخذوا من حب الوطن عقيدة لهم ومن السهر على امنه وحفظ سياجة مهنة يصحون معها قبل الاخرين داعين المولى ان يحفظ لهم الاردن موطنا وموئلا , ثروتهم الاغلى عاطفةً جياشة وقناعة اغلى من الذهب , وقبلوا في الزمان الصعب ان يغمسوا الخبز بالشاي ليغنيهم عن الدسم عندما علموا ان الوطن بالكاد قد امّن مؤونته .

اتابع مثل الكثيرين غيري حراكهم وطلباتهم ولم نجد لغاية الان لمطلبهم من مجيب , مطالبهم بسيطة وهي ان يتساوى المواطنون في الغنم والغرم وانا اعلم انهم قد غرمو كثيرا ولم يقولو او يشتكو عندما كانو يعلمون ان الطرق على ابواب الوطن ممكن ان يؤثر او يفسر بغير ما اشتهوا . العديد من التحركات تنطق باسمهم وكثُر الكلام بالنيابة عنهم وشكلت لجان اجزم ان معظم المتقاعدين لا يعرف اي اسم لاي شخص في هذه اللجان , البعض ينادي مستخدما حناجرهم بوكالة غير موقعة والبعض الاخر ينطق عنهم بدون تفويض حتى بلغ الامر ان تحول المتقاعدون من فئة ضمن التصنيف الاجتماعي الى مشروع حزبي – وكل يغني على ليلاه - حتى ان احد الكتاب شبههم بخيل الانجليز ( التي اذا ما كبر احدها واستنّ اطلقو عليه النار لتوفير ثمن مؤونته ), والسؤال الاكبر هو لم كل هذا الحراك بإسمهم ؟؟ الجواب هم يخبرون به : لا توجد عدالة من الحكومات تجاه رواتبهم التقاعدية التي اكلها التضخم واصبحت بالكاد تكفي في ظروف الحياة الحالية الصعبة والغلاء وارتفاع الاسعار وثانيها انه يوجد فروق كبيره بين رواتب المتقاعدين وضمن فترة زمنية بالكاد تبلغ العقد .

اما الحل فهو سهل جدا فبامكان الحكومة ان تربط معدلات الرواتب بمستويات التضخم , فكما تعمل جاهدة لتحصيل ضريبة النفط وربطها بالسوق العالمي \"شهريا\" فعليها ان تربط رواتب المتقاعدين بنفس الاسلوب وبسعر التضخم في السوق الاردني ( وكل بداية عام مالي مثلاًً ), فليس من المعقول ان تجد ان رواتب البعض ممن تقاعدوا قبل سنوات قليلة اصبح الان تحت خط الفقر , وهذا الاخير اي الفقر اقترح على الحكومة ان تعطيه الوانا ( شبيهة بالوان حالات الاستنفار : اخضر, برتقالي واحمر ) بحيث يكون معدل الزيادة على الراتب التقاعدي بحسب اللون فكلما كان الراتب اقل كلما كانت الزيادة اكثر وهكذا .

أما بالنسبة لمؤسستهم - مؤسسة المتقاعدين العسكرييين والمحاربين القدامى - فأتسائل مثل الكثيرين غيري لما لا تكون هيئتها منتخبة وعلى مستوى المحافظات – وايضاً لم لا يتم تحويلها الى ادارة لا مركزية بحيث تقوم كل محافظة باستحداث مشاريع خاصّة بها او ان تتوجه المؤسسة نحو المشاريع الكبيرة والتي يمتلك المتقاعدون الخبرات والقدرات الهائلة فيها مثل التوجه نحو التصنيع العسكري .



واسمحوا لي ان اتحدث باسم من اعرف منهم :

نحن المتقاعدون العسكريون ولائنا لقيادتنا ينبع من انها القيادة البشرية الوحيدة التي نزلت بقرار من السماء قال المصطفى صلّى الله عليه وسلم \" الائمةمن قريش\" وولائنا لوطننا ينبع من أنّ الاوطان اقدار لا إختيار.
فنحن قرش الاردن الابيض الذي يُخبأ الى الزمان الصعب , نحن اكبر من ان تحولوا فاقتنا وقضيتنا الى بروتوكلات حزبية واهداف شخصية او ارسال رسائل مشفرة باسمنا فنحن كما قلنا القرش الابيض الذي لا يدخل في حسابات الربح والخسارة والذي لا يقبل الخصخصة ونرفض ان نُشرك في صفقات مشبوهة فنحن نرى العالم عبر الوان العلم فقط وكما اننا نكره اللون الرمادي لان فيه الكثير من الخداع والضبابية فنحن نتعامل مع الاخرين بلونين لا ثالث لهما أما ابيض يُتّبع وأما اسود يُخلع واخيرا نرفض ان نحول الى فيشات مراهنات ومزاودات سياسية يتم تداولها على الموائد الخضراء .

تحية للاخوة المتقاعدين اينما كانو وحفظ الله الاردن حمىً لا يضام وعلما وقيادة , والسلام .