زاد الاردن الاخباري -
توسم المراقبون خيرا بالنائب أسامة العجارمه في مطالبته بالإصلاح، وظنوا أن صوته يخاطب عقول الغيورين على وطننا الأردن، وأننا مقبلون على صوت إصلاحي وخطى إصلاحية، لا تحافظ على مكتسبات 100 عام فحسب، بل تتعداها إلى تعزيزها على طريق المئوية الثانية.
بيد أن حساب السرايا لم يكن كحساب القرايا، وكل التعاطف والتأييد الذي حمله العجارمة، فقده في ساعات قليلة، خرج فيها عن رشده تحت القبة، وخارجها بكل أسف.
فطريقة كلامه بين مؤيديه، أفقدته الشعبية والآمال التي كانت معلقة عليه، فالسيف والسلاح لا يصنع الإصلاح، والتهديد بالدمار والحرق لا يعمّر، والتخريب وقطع الطرق لا يوصل فكرة.
قامت الدولة الأردنية على المؤسسات، مؤسسة العرش ومؤسسات الجيش والأجهزة الأمنية، وبيت التشريع، والحكومة بوزاراتها ومؤسساتها المختلفة، وأي إخلال أو محاولة النيل لأي جزء منها يعني ضعف هذه المؤسسية وضعف الدولة.
وحدد الدستور والقوانين المختلفة أسس التعبير عن الرأي، واستوعب النظام الملكي الهاشمي عبر 100 عام كل الغضبات، حتى من حاول الانقلاب على نظام الحكم، حوكم وأبعد ثم ما لبش أن أصبح مدافعا شرسا عن الدولة.
هذا الوضع بالنسبة للنائب أسامة العجارمة ليس غريبا، فقد وصل القبة بناء على قانون انتخاب، ومارس صلاحياته كنائب تحت القبة في الرقابة والتشريع كما رسم له الدستور ذلك، وتحديد وسائل أخرى تمثل خروجا صريحا على وطن بأكمله.
فالتهديد بالقتل، والاستعراضات وحشد المواطنين للخروج على الدولة، وزعزعة الأمن والاستقرار، والتحريض وإطلاق الإشاعات، أسباب مجتمعة، أدت لخسارة العجارمة معركته قبل أن تبدأ.