زاد الاردن الاخباري -
كتب : احمد عريقات - هذه هي النتائج ، والاجابة هنا جاءت سريعة لأن الواقع الحالي لايحتمل وضع المبررات ، أو تجيير الامور لغيرها أسبابها ، ففي العشرة سنوات الماضية والجسم الاعلامي الاردني يكافح ويناظل من أجل مطلبين رئيسيين لا ثالث لهما ، الأول حق الحصول على المعلومة ، والثاني رفع القبضة الحكومية المتمثلة بالرقابة عن العمل الاعلامي ، ولكن كما يقول المثل لاحياة لمن تنادي !! ، وبقيت الحكومات الاردنية المتعاقبة تمارس الامبالاة في معالجة هذان الامران ، واصبحت قوة الحكومات تقاس بمدى عنادها وتسلطها على الجسم الاعلامي ، فمنذ بدء ظهور نظريوة المسؤولية الاجتماعية للإعلام ووضع الخطوط العريضة لها ، والتي تستند على حق الحصول على المعلومة وان تكون الوسائل الاعلامية شريك للمجتمع ، ومراقبة للأداء الحكومي ، وناقلة الصراع الاجتماعي الى مستوى النقاش ، منذ ذلك الوقت والجسم الاعلامي الاردني يمر بنكسات ترجعه للخلف سنوات عدة ، وبعد هذه المقدمة البسيطة أجد أن ما جاء في تصريحات جلالة المللك بالأمس هو حكاية مختصره لما عانا منه الجسم الاعلامي الاردني ، ولكن كان هناك فجوة واضحة في الطرح وهي فجوة ربما تعود ألى أن جلالة الملك يستند في حكمه على قراءات قادة الراي للواقع الاعلامي الاردني وما يتم نقله لجلالته ، وهنا أنا اتحدث عن الاعلام الرسمي أو الشبه الرسمي الذي مارس طوال السنوات العشرة الماضية طريقة النعامة بأن وضع رأسه بالرمل واكتفى بالهواء الذي يضرب على قفاه ، ففي محاولة لقراءة أداء هذا الاعلام الرسمي أو شبه الرسمي ومن خلال تغطيته للجانب الاقتصادي نجد ( وهنا هذه مجرد قراءات أولية وليس علمية ) هذا الاعلام أكتفى بوضع المسؤولين الرسمين في الصفحات الأولى من أخباره الاقتصادية ، واستخدم الجمل المنمقة وذات الصبغة التمديحية لأدائهم ، للحد الذي ضن به المواطن أننا قادمون على مرحلة ستعيد للوطن مجده وللمواطن كرامته ، وفي نفس الوقت كان هذا الاعلام الرسمي أو شبه الرسمي يستغل جهل المواطن بطبيعة العلاقة المالية التي تربطه بالحكومات من مثل حجم مشاركة الحكومة في رؤوس اموال هذه المؤسسات الاعلامية ، وان درجة المصداقية لهذه الاعلام عالية عند المواطن ، وكانت النتيجة أن هذا الاعلام لازال يمارس نفس الاسلوب القديم غير مؤمن بأن التاريخ من الصعب ان يعيد نفسه ، وأن مصادر المعلومات بالنسبة للمواطن قد تعددت وتنوعت ، وأصبح هذا المواطن يبحث عن المعلومة بغثها وسمينها بعيدا عن الاعلام الرسمي ، ووقع الوطن وبالنهاية المواطن في معركة الاجابة عن السؤال الرئيسي هنا : ماذا يحدث عندما تعمل الحكومة بعيدا عن عيون الاعلام ؟ ، الذي يحدث هو تحسين القبيح ، وترك المخيلة لهذا الاعلام بأن يرسم على صفحاته أو شاشاته وطن لايوجد إلا بمخيلة الحالمين ، وفي النهاية فساد بحجم الوطن ككل ، وكنتيجة لهذا الاداء الحكومي البعيد عن عيون الاعلام يبدء السؤال الكبير والمفصلي بالبروز والذي يحتاج إلى اجابة من حكوماتنا الاردنية المتعاقبة ، وهو لماذا أول ما يصاب بعيار البطش الحكومي هو الاعلام الحر والمستقل؟ والاجابة كما يقول المثل عند العصفوره !!!